بعد تحركات القاعدة.. «الجفرة» الليبية تدخل خط الصراع الدموي (تقرير)
الخميس، 08 ديسمبر 2016 05:59 م
شنت طائرات الجيش الوطني الليبي غارات مكثفة على قاعدة الجفرة العسكرية جنوبي البلاد، التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم القاعدة، حيث رصدت تقارير استخباراتية وجود تحركات كثيفة للتنظيم هناك.
الغارات الجوية جاءت بعد يوم من قصف الجيش الوطني الليبي أرتالًا عسكرية للميليشيات القاعدية التي تحركت تجاه منطقة الهلال النفطي من بؤر إرهابية في الشمال الليبي.
التنظيم التابع لأيمن الظواهري، حاول استغلال انشغلال القوات الليبية بتحرير مدينة سرت، والتي أعلنت قوات البنيان المرصوص عن انتهاء معاركها في سرت وتحرير المدينة بأكملها، وواصلت تحركاتها في أنحاء متفرقة من الجماهيرية وخاصة من الجنوب.
خلال الشهريين الماضيين دعا التنظيم الإرهابي في بلاد المغرب العربي، عناصره إلى الهجرة إلى الجماهيرية في محاولة للعودة مرة أخرى، لكن المعطيات على أرض الواقع أفادت التحركات في مناطق الجنوب القريبة من السودان ومالي.
حيث كشف مقتل القيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب عبد المنعم بالحاج الحسناوي، المعروف باسم «أبو طلحة الليبي»، خلال غارة جوية في مدينة «سبها» جنوب غرب ليبيا، إلى تحركات فعلية للتنظيم فأبو طلحة لم يكن وحده.
فالمنطقة الجنوبية شهدت خلال الشهر الجاري توافد العديد من القيادات الإرهابية للجنوب الليبي وقد استفادوا في ذلك من صعوبة مهمة مواجهتهم ومحاصرتهم في أرض شاسعة غير مراقبة ومفتوحة على الصحراء الأفريقية، حيث ذكرت تقارير أجنبية أن الجنوب منطقة هامة للتنظيمات الإرهابية التي فرقها التدخل الفرنسي في مالي ووجدت في الإضطراب الذي تعيشه ليبيا فرصة للتمدّد والاستقرار.
وأشارت التقارير إلى وجود عدد من قيادات القاعدة في جنوب ليبيا منها مختار بلمختار زعيم جماعة المرابطون وإياد آغ غالي زعيم جماعة أنصار الدين، الذي أصبح يمتلك قاعدة في جنوب ليبيا.
وحذرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، الشهر الماضي، من أن تقوم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة بتشكيل خلايا جديدة في مناطق أخرى من ليبيا وخاصة الجنوب الغربي لليبيا، وذلك بعد تسجيل هروب العشرات منهم من مدن بنغازي وسرت ودرنة وصبراته، إثر الاشتباكات المسلحة مع قوات الجيش ببنغازي وقوات حكومة الوفاق بسرت، نحو منطقة الجنوب.
وأضافت اللجنة أن لجوء عناصر تنظيمات داعش والقاعدة وأنصار الشريعة إلى هذه المنطقة الشاسعة والمفتوحة سيسمح لها بالتواصل مع تنظيمات إرهابية أخرى منتشرة في المنطقة على غرار تنظيم «بوكو حرام» في نيجيريا، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم «المرابطون» وجماعة «أنصار الدين» وحركة «التوحيد والجهاد» في غرب إفريقيا.