هل يمكننا البحث عن كوكب آخر للسكن به
الخميس، 08 ديسمبر 2016 02:03 م
عندما أبحر الكابتن كوك في خليج بوتاني في عام 1770، لم نكن نعلم عدد الكواكب التي توجد في نظامنا الشمسي، وكل ما كنا نعرفه هو أن هناك ست كواكب في الفضاء، وهي عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشتري وزحل.
استنادًا إلى مدارات هذه الكواكب، خرج علماء الفلك الأوروبيون في القرن الـ18 بما يسمى الآن بعلاقة تيتوس- بود، وهي علاقة تجريبية بسيطة تصف المسافات النسبية بين الكواكب والشمس، وتتوقع مدار الكوكب الذي يقع خارج مدار كوكب زحل، وكوكب آخر يوجد في المساحة ما بين المريخ والمشتري.
في عام 1781، وجد (وليم هرشل) كوكب أورانوس - دون الاعتماد على علاقة تيتوس-بود - لكنه وجده في المدار خلف زحل حيث أشارت علاقة تيتوس-بود بأنه سيكون موجودًا.
بعد هذا النجاح، بدأ علماء الفلك يبحثون عن الكوكب الذي يوجد بين المريخ والمشتري في المدار الذي تنبأت به علاقة تيتوس-بود.
في عام 1801، وجد (جوزيبي بيازي) كوكب في الموقع المتوقع وأطلق عليه اسم (سيريس)، وخلال تلك الفترة كانت علاقة تيتوس-بود في أوجها.
ولكن عندما تم اكتشاف نبتون في عام 1846، لم يكن هذا الكوكب موجودًا بالضبط حيث توقعت علاقة تيتوس-بود بأنه سيكون، وعلى مر السنين تم العثور على العديد من الأجسام الفضائية الصغيرة في المدارات بين المريخ والمشتري مما أدى إلى تخفيض رتبة (سيريس) من كوكب إلى "كويكب".
وهكذا فقدت علاقة تيتوس-بود بريقها، وتم وضعها -كسائر العلوم القديمة التي ثبت عدم صحتها- على الرف.
البحث عن الكواكب خارج المجموعة الشمسية
ولكن بعد ذلك جاء تلسكوب الفضاء كيبلر التابع لناسا، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كان كيبلر قادرًا على الكشف عن آلاف الكواكب الخارجية والمئات من الأنظمة المتعددة الكواكب خارج المجموعة الشمسية.
إلى جانب طالب الدكتوراه (تيم بوفايرد) وطالب الماجستير (ستيفن جاكوبسن)، قام الباحث (تشارلي لينويفر) بطرح فكرة أنه إذا كانت علاقة تيتوس- بود بمثابة دليل مفيد (غير أنه ناقص إلى حد ما) للتنبؤ بالكواكب في نظامنا الشمسي، فربما تكون مفيدة أيضًا في التنبؤ بالكواكب التي قد تكون موجودة في النظم الجديدة التي تقع خارج المجموعة الشمسية والمكتشفة من قبل كيبلر.
قام الباحثون بتفقد 100 نظام وجد فيها كيبلر عددًا قليلًا من الكواكب، ووجدوا بأن معظم هذه الأنظمة التي تقع خارج المجموعة الشمسية يمكن أن تنطبق عليها علاقة تيتوس-بود بشكل أفضل إلى حد ما مما يمكن أن تنطبق على نظامنا الشمسي.
وهكذا، أصبح لدى العلماء قناعة بأن هذا القانون لا يزال لديه القليل بعد ليقدمه، وبأن علاقة تيتوس-بود يمكنها أن توفر تلميحات مفيدة عن مجالات الكواكب التي لم يتم اكتشافها بعد والتي تدور حول نجوم أخرى غير شمسنا.