سلطنة عمان واستراتيجية صناعة سياحة المعارض والمؤتمرات

تعتبر سياحة المعارض والمؤتمرات صناعة مهمة وتعتمد عليها العديد من دول العالم وتساهم بنسبة كبيرة في الدخل القومي وتوفير فرص العمل وانتعاش القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتطورت هذه الصناعة في سلطنة عُمان، حتى باتت واحدة من أهم أنواع السياحة العُمانية، فعُمان تمتلك منظومة متكاملة من العوامل والمقومات والأفكار والأسباب التي جعلت هذه السياحة تزدهر وتتطور باستمرار.

وتتمتع سلطنة عُمان بتوفر الإمكانيات والمقومات اللازمة لصناعة سياحة المؤتمرات، ولعل أهمها وجود المطارات وشركات الطيران، والخطوط الجوية الممتدة حول العالم، والقوانين التي تسهل حركة المسافرين والبضائع، والخدمات الأمنية المتطورة، وطرق ومواصلات حديثة، وأسواق متنوعة ومراكز تسوق راقية، ومراكز سياحية ترفيهية جذابة، وبيئة نظيفة، ومستوى ثقافي متقدم للسكان.

ويجسد مركز عمان للمؤتمرات والمعارض الاهتمام العُماني المتواصل لدعم صناعة السياحة، إذ تم افتتاح مرحلته الأولى مؤخرا بمحافظة مسقط، لتكون السلطنة قد خطت خطوات جيدة نحو صناعة سياحة المعارض والمؤتمرات.

وأشارت دراسة لتقييم أثر مركز عُمان للمعارض للمؤتمرات والمعارض على الاقتصاد الوطني أجرتها مؤسسة «بوز آند كومباني» إلى أن المركز سوف يوفر أكثر من 12 ألف فرصة عمل، كما يسهم المشروع بمبلغ 295 مليون ريال عماني في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة وسيوفر 24 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ويساهم في الاقتصاد الوطني بمبلغ 200 إلى 240 مليون ريال عماني بحلول عام 2030.

كما أشارت الدراسة إلى أنه بحلول عام 2030 سوف يساهم المركز في الناتج المحلي بنسبة 30% من عائدات السياحة.

وفي ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية، فإن المرحلة المقبلة تتطلب مضاعفة الجهود لاستغلال هذا الصرح العُماني العملاق على مدار العام من خلال إقامة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات التي تنعش السوق المحلي وتوفر عائد مجزي لخزينة الدولة وتكون أحد مصادر التنويع الاقتصادي المنشودة.

وربما تشكل المشاركة في فعاليات «إكسبو 2020» والذي سيقام بدولة الإمارات ويتوقع أن يتجاوز عدد زوراه 25 مليون زائر من مختلف دول العالم، فرصة أخرى مهمة على طريق صناعة سياحة المعارض والمؤتمرات إقليميا وعالميا.