«نجيب محفوظ» الرمز الدائم في معركة الابداع ضد الأصولية..ومفكرون:لا خدش حياء في الأدب
السبت، 03 ديسمبر 2016 09:33 م
"كيف نضجر وللسماء هذه الزرقة، وللأرض هذه الخضرة، وللورد هذا الشذا، وللقلب هذه القدرة العجيبة على الحب، وللروح هذه الطاقة اللانهائية على الإيمان. كيف نضجر وفي الدنيا من نحبهم، ومن نعجب بهم، ومن يحبوننا، ومن يعجبون بنا."
هكذا كتب نجيب محفوظ من كلمات سطرت له اسمًا خالدًا بين العظماء، ومتوجًا بجائزته الأدبية نوبل ليسجل نفسه ولوطنه كل الفخر، تاركًا وراءه ارثًا من السيرة العطرة، ستحيي وتبقي وتخلد أكثر بكثير مما حيي صاحبها.
حياة ملتهبة صنعت أديبًا
ربما سجل محفوظ من الاتهامات حينًا والتضييق والخناق أحيانًا أخري، إلا أنه تغلب علي كل من واجهه بمن فيهم الشاب الذي طعنه عام 1994م، ولكنه لم يعد حيًا ليدافع عن نفسه مجددًا ويسجل نصرًا جديدًا يجسل باسمه، بل تركه أعماله ومحبيه ليزودوا عنه شر كارهيه من معدومي الثقافة والتنوير.
اغتيال فاشل
شاب قيل له إن نجيب محفوظ مرتد ومن ثم يستحق القتل، لم يقرأ حرفا واحدا من هذه الأعمال، ومع ذلك نفذ ما طلب منه ولم يندم عليه لا هو ولا شركاؤه في تنفيذ تلك الجريمة التي وإن كانت قد جعلت أديبنا الكبير غير قادر على استخدام يده في الكتابة، فإنها لم تمنعه من مواصلة ابداعه الأدبي عبر إملاء ما يود كتابته على بعض أصدقائه، حتى وافته المنية بعد محاولة اغتياله بنحو 12 عاما.
وإن كانت المحاولة قد فشلت بالماضي، في اغتيال الأديب محفوظ وقت حياته، إلا أن منظريها من العلماء كانوا سببًا في توجيه شاب جاهل بأدب نجيب محفوظ جملة وتفصيلًا، فلماذا يرغب البعض الآن باستغلال اسمه مجددًا في معركة جديدة علي الابداع والفن والتفكير ؟!.
خدش الحياء
اتهم بعض أعضاء مجلس النواب بعض الأعمال الأدبية لنجيب محفوظ بخدش الحياء، وذلك خلال إجتماع للجنة الشئون الدستورية والتشريعية بالنواب، مما أعاد إلي الأذهان بداية التأصيل النظري لأفكار التضييق والخناق الأدبي.
«القعيد»: البعض يسعى لتضيق الحريات بالأفكار الرجعية
وفي ذلك السياق يقول الكاتب والروائي يوسف القعيد، عضو مجلس النواب، إن كلمة "خدش الحياء" مطاطية للغاية وتعيق الأديب عن الإبداع الذي أقره له الدستور.
وأضاف القعيد لبوابة "صوت الأمة"، أن مصر بحاجة لمزيد من التكاتف، مستنكرًا ما يطرحه البعض من أفكار رجعية تزيد الخناق على الأدباء والمفكرين، والتي بلغت أن يطول اتهامات البعض للأديب الراحل نجيب محفوظ، قائلًا: "لو فهموا ما كتب ما أعابوا أعماله".
وأوضح الكاتب والروائي أن الأفكار الأصولية رفضت وقت حكم الإخوان، ولكنها لا تزل موجودة بشكل مباشر متمثلة في نواب حزب النور، أو بطرق غير مباشرة في الموالين لهم فكريًا
"نجيب محفوظ" لم يخرج عن المألوف
ومن جانبه قال طارق منصور، وكيل كلية الآداب جامعة عين شمس لشئون البيئة، ورئيس قسم الفلسفة سابقًا، " إنه من العجب التهجم علي الأعمال الهادفة الإبداعية لنجيب محفوظ في حين لم يتطرق أحد بالتعليق علي الأفلام التجارية المبتذلة"، موضحًا أن أعمال السينما الناتجة عن روايات نجيب محفوظ، كانت أفلامًا سينمائية مكتملة الهدف.
وأضاف منصور، في تصيح خاص لبوابة " صوت الأمة"، أن الفن يقاس بقيمته من توصيل رسالة سامية، وتبقي الرمزية التعبيرية لإبداع الفنان دون قيود طالما لم تخرج عن السياق المألوف.