«السبسي»: تخلي «الغنوشي» عن الإخوان سبب تعاوني معه
السبت، 03 ديسمبر 2016 11:14 ص
أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن الإخوان غير مؤهلين لادارة الحكم وأنهم لا يريدون لتونس أن تكون جمهورية وإنما يريدون الخلافة، كاشفا أنه لم يكن ليفتح حوارا مع راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، لولا إعلان الحركة تخليها عن الإخوان.
وقال السبسي، في كتابه الصادر عن دار بلون الفرنسية للنشر تحت عنوان «تونس: الديمقراطية في بلاد الإسلام» والذي نشر في صورة مقابلات صحفية مع الصحفية الفرنسية أرليت شابو، ونشرت صحيفة «الصباح» التونسية عرضا له اليوم إن علاقة حركة «النداء» التي يتزعمها ووصل إلى الحكم من خلالها وحركة النهضة هي علاقة تعايش وليس تحالفا، معتبرا ذلك ذكاء في إدارة الحكم حيث إن المعارضة الإسلامية أخطر من غيرها لأن طبيعة الشعب مسالم ما يجعله أرضا خصبة للبعض لاستغلاله».
وأضاف أن حركة النهضة تسير في الاتجاه الصحيح لكنها يجب أن تذهب الى آخر مشوار تطورها، بمعنى القطع بكل وضوح بين الدين والسياسة وهم إلى حد الآن لم يتخلوا عن الدعوة بل نظموها، بعبارة أخرى هم تركوا خلطا في الأذهان، وعموما هناك تحول لكنه تحول أملته الظروف.
وقال الرئيس التونسي في كتابه إنه يعرف القرآن الكريم مثله مثل راشد الغنوشي، الأمين العام لحركة النهضة، إن لم يكن أفضل منه، مؤكدا أنه ليس من المعقول أن يصل الإسلاميون إلى الحكم من داخل السجون مباشرة، قائلا «ليس من السجن يتم التهيؤ لإدارة الحكم»، مشيرا إلى أنه نجح في أن يجعل الغنوشي يصرح علنا بأنه وحزبه تخليا عن جماعة الإخوان ولا علاقة لهما بها وأنهما مخلصان لإسلام القيروان أي الإسلام التونسي.
وقال الرئيس التونسي إن هناك من يستغل كلمة الشريعة من أجل السعي للسلطة، والشريعة ليست هي القرآن وإنما استخدام للدين من أجل تحقيق أغراض سياسية من قبل أولئك الذين يسعون إلى السلطة وينوون فرض قواعد عيش بالإكراه، ونحن لا يمكننا أن نقبل بمثل هذا الانحدار.
ورأى أن ردة فعل قوات الأمن خلال الهجمة الإرهابية التي وقعت بسوسة العام الماضي وراح ضحيتها أكثر من 30 سائحا من جنسيات مختلفة، كانت بطيئة في التدخل، وهو أمر لا يمكن التسامح معه، وكان هناك اختلال وظيفي في إدارة الأزمة كما أن الرقابة كانت غائبة في حادث باردو الإرهابي، مشيرا إلى أن بلاده شهدت ثلاث عمليات انتحارية على علاقة بليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، حيث غابت الدولة في ليبيا التي باتت محكومة من قبل ميليشيات وصانعي حروب ومجموعات إسلامية، وأصبحت مخزنا كبيرا للسلاح مع سماء مفتوحة ووجد الإرهاب أرضية صراع تجاوز حدود ليبيا.
وحول الوضع في سوريا ومصير بشار الأسد، أكد الرئيس التونسي أنه يجب أن يقرر الشعب السوري وحده مصيره، لافتا إلى أن سوريا قد تبني مستقبلها بدون بشار.
وأكد أن معمر القذافي كانت له النية في أن يكون خليفة عبد الناصر ولكن لم يكن له حضور وحجم عبد الناصر وأموال البترول التي أنفقها ساعدته في دعم بعض الحركات الإرهابية في أنحاء مختلفة من العالم، كما وصف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بأنه رجل مفكر وأن الرئيس التونسي الراحل بورقيبة كان معجبا به، وأن محمد السادس ملك المغرب رجل معاصر وقد أخذ بعين الاعتبار الاختلافات الكثيرة في شعبه ونجح في التعامل مع الاسلاميين واختار منحى وسطيا من أجل خلق التوازن معتبرا التجربة المغربية هي تجربة فريدة ونادرة.
واضاف «إن فلسطين هي أكبر مظلمة في القرن العشرين، هكذا قال عنها بورقيبة وأقولها أنا اليوم، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني أستطيع ان أفهم أن تكون هناك دولة لليهود وليس دولة يهود ولكن يجب أن تكون هناك دولة فلسطين بحدود يونيو 1967 ومعترف بها من قبل إسرائيل".
واعتبر الباجي قائد السبسي، الزعيم التونسي السابق الجبيب بورقيبة رجلا استثنائيا وقائدا عظيما،من أجل تونس ضحى بحياته وشبابه وعائلته وبصحته وأنه كان محاربا ومستشرفا.