مرصد الفتاوى: «هجمات باريس» تسببت في تنامي العداء للإسلام والمسلمين
الخميس، 19 نوفمبر 2015 03:49 م
ذكر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن العملية الإرهابية التي ارتكبها تنظيم "داعش" في باريس مؤخرًا، تسببت في ظهور موجات كبيرة وخطيرة من العداء للإسلام والمسلمين في الغرب، وساعدت أنصار اليمين المتطرف على كسب مؤيدين جدد، ومناهضين للوجود الإسلامي في أوروبا.
أضاف المرصد - في معرض رده على ما جاء في العدد الأخير لمجلة "دابق" الصادرة عن تنظيم "داعش"، والتي جاءت بعنوان "الإرهاب العادل"، والتي احتفى فيها التنظيم الإرهابي بعملياته الإرهابية الأخيرة، خاصة العملية الإرهابية في باريس، أنه قام بمتابعة ورصد العديد من وسائل الإعلام الغربية في أعقاب "أحداث باريس"، وتبين أن الخطاب اليميني المتطرف أخذ مساحة واسعة من الجدل الدائر في الغرب، وتنامت الأصوات المناهضة للمسلمين في أوروبا والولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى حدوث موجة من الاعتداءات العنصرية والطائفية ضد المسلمين ودور العبادة الخاصة بهم هناك، بالإضافة إلى إقدام العديد من المتطرفين اليمنيين على حرق المصحف الشريف في المظاهرات المناهضة للمسلمين هناك.
وحول ادّعاء "داعش" أنه نفذ هذه العمليات انتقامًا لسب الرسول الكريم "صلّ الله عليه وسلم"، أكد المرصد، أن ما تم رصده حتى الآن، يؤكد بما لا يدع مجالًا لشك، أن هذا الحادث الإرهابي تسبب في تنامي وتزايد عدد الأفراد والمؤسسات المسيئة للإسلام والمسلمين، ولم تقتصر الإساءة على شخص الرسول الكريم "صلّ الله عليه وسلم" فقط؛ بل وصل الأمر إلى حد إهانة المصحف الشريف وحرقه على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وأصبحت مساجد المسلمين ودور عبادتهم في مرمى نيران المتطرفين وأنصارهم.
كما رصد المرصد حدوث تحولات جذرية في الرأي العام الغربي تجاه اللاجئين السوريين هناك، بعدما تحوّل الترحيب بهم إلى نفور منهم، ومحاولة للتخلّص ممن تم استقباله في السابق، وقد طالتهم أيدي الجماعات المتطرفة هناك، حتى أن معسكرات اللاجئين في فرنسا تعرّضت للهجوم الجماعي من قبل عدد من المتطرفين والمناهضين للمسلمين، وتم اتهامهم بالتسبب في تلك الأحداث، ووصمهم بالإرهاب، رغم كونهم لاجئين فاريين من جحيم "داعش" في سوريا.
شدد المرصد، على أن العملية الإرهابية في باريس لم تحقق سوى دفع المزيد نحو التطرف، سواء اليمين الديني المتطرف في فرنسا، أو المسلمين الذين تعرّضوا لأشكال تمييز وتأثروا بموجات الهجوم على الإسلام وإهانة مقدساته، ما يعني أن مصالح المتطرفين في كل اتجاه تتوافق وتتفق على العنف والقتل والصدام، بينما الإسلام دين سلم وسلام، فالسلم مقصد من مقاصد الإسلام الكبرى، ومظلة شرعية يجب على كل المؤمنين الدخول فيها والاستظلال بظلالها.