عامان من تجديد «الخطاب الديني».. والنتيجة: محاكمة «محفوظ» وظهور المهدي المنتظر

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 07:03 م
عامان من تجديد «الخطاب الديني».. والنتيجة: محاكمة «محفوظ» وظهور المهدي المنتظر
صورة أرشيفية
سارة الحارث

بينما كان شيخ الأزهر يقوم على التنسيق لاجتماعات تجديد الخطاب الديني، الذي مر على طرحه كأولوية دينية عامين كاملين، كان الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر، يقول إن «الأزهر» هو الوحيد الذي يستطيع القيام بمهمة تجديد الخطاب الديني.

وتابع «الهدهد» خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر «الاقتصاد الإسلامي ومصادر الثروة الطبيعية» إن الفقهاء هم الأجدر بذلك بخلاف هؤلاء من أصحاب القشور الدينية.

وبما أن كل المؤشرات تذهب باتجاه إن تجديد الخطاب الديني لم ينجز أي من خطواته، رغم طرحه من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل عامين، جاء الشيخ محمد عبدالله نصر، المعروف إعلاميا بالشيخ «ميزو»، ليدّعي عبر حسابه على «فيسبوك» إنه المهدي المنتظر في محاولة للظهور إعلاميا بما يعكس حالة الخلل التي وصلنا إليها.

واقعة أخرى تقول «إننا نسير بعكس اتجاه التجديد فكانت المشادة التي شهدها البرلمان مساء الاثنين الماضي، خلال اجتماع لجنة الشئون الدستورية والتشريعية لمناقشة مشروعي قانون تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر رقم 58 لسنة 37، والخاص بقضايا النشر الخاصة بخدش الحياء، حيث بدأت المشادات حين قال النائب سمير رمضان، إن «الإبداع الفني ليس له علاقة من قريب أو بعيد بخدش الحياء، والنصوص المقدمة في المشروعين لا تعطي تعريفا واضحا لخدش الحياء، كما لا تردع جريمة الفعل الفاضح، لكنهما يعطيان الحق للمرأة أن تنشر صورها عارية تحت مسمى الحرية الشخصية»، وهو ما أثار حفيظة زملائه باللجنة الذين طالبوه بتعريف الفعل الفاضح ليرد عليهم صارخا أن المشروعين ضد الأخلاق والآداب العامة، وتطرق الحديث إلى نجيب محفوظ، إذ اتهمه أحد النواب بإنه ينشر فحش في أعماله الأدبية، قائلًا إنه «لو كان عايش كان تمت محاكمته».

في نفس التوقيت كان الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، يهاجم كل من يدعو لتجديد الخطاب الديني، وقال في مقالة نشرها موقع «أنا السلفي»: إن «الداعين للتجديد لا يفهمون ماذا يقصدون هذا بالإضافة إلى أنهم يسعون لإلغاء الخطاب الديني وليس تجديده».

وتعكس كل هذا المواقف التي وقعت في أوقات متقاربة مدى عدم الجدية في تجديد الخطاب الديني رغم ما أعطاه الرئيس من أولوية رابطًا بينها وبين مظاهر التشدد الديني التي انتجت تنظيم مثل «داعش» الإرهابي. وبحلول الذكرى المرتقبة للمولد النبوي تكون هذه الدعوات قد اكملت العامين.

وفي تعليق منه على ملف تجديد الخطاب الديني قال سيد عبود، وكيل وزارة الأوقاف: «إن الملف شائك ويحتاج إلى شجاعة وتفرغ، لاسيما إلى مشاركة جهات كثيرة من الدولة لتقديم رؤية كاملة، وأوضح «عبود» في تصريحات لبوابة «صوت الأمة»، أن حديث أمثال «برهامي» عن تجديد الخطاب الديني لا يمكن تقبله لأنه –برهامي- ينتمي إلى فكر متشدد، مشيرًا إلى أن الجدل حول ملفات مثل روايات نجيب محفوظ يجب أن يحسمه المثقفون أنفسهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق