اكتشف حقيقة سعى إيران لإقامة حكم داعشي «بمرجعية شيعية»

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 04:52 م
اكتشف حقيقة سعى إيران لإقامة حكم داعشي «بمرجعية شيعية»
سارة الحارث

يسعى تنظيم "داعش" الإرهابي منذ ظهوره على الساحتين الإقليمية والدولية إلى تأسيس حكم "إسلامي" عالمي بزعامته، وبعيدًا عن مدى جدارة "داعش" وسعيها لزعامة نظام بهذا الشكل، إلا أنه يبقى هناك تحفظات من قبل المفكرين الذين وصفوا فكرة "إقامة حكم إسلامي عالمي" خيالية وغير قابلة للتحقق.

وحول التحفظات التي تنتاب المفكرين تسعى إيران إلى تحقيقه لكن بزعامتها هذه المرة، إذ جاء على لسان كبير مستشاري الشئون الدفاعية للمرشد الإيراني علي خامنئي، رحيم صفوي، الإثنين الماضى،" تنبأه " بإقامة حكومة إسلامية عالمية بقيادة إيران خلال القرن الجاري.

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن" صفوي" قوله خلال كلمة له بمدينة " جالوس" بشمال إيران، إن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تتراجع على الصعيدين السياسي والعسكري، مشيرا إلى أن "شباب العالم الإسلامي كاليمن والعراق يحتذون اليوم بنموذج شباب إيران وقدموا آلاف الشهداء"،كاشفا بأن بلاده "خسرت نحو مليون كيلومتر مربع من أراضيها في ماضي ليس ببعيد وذلك خلال معاهدات كلستان وتركمانجاي وباريس بسبب عجز الحكام في ذلك الوقت".

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة عن "إتخاذ قرار بشأن الهجوم العسكري على إيران، حيث إن ذلك النجاح يعود الفضل فيه إلى حكمة قائد الثورة وصمود قوات التعبئة في البلاد"، ويدعم هذا فرضية سعي إيران إلى إقامة دولة "داعشية" جديدة ولكن "بمرجعية شيعية"، حيث تعتمد طهران في هذا الهدف على سياسة التوغل في دول عربية، أبرزها العراق.

فقبل يومين وافق البرلمان العراقي على قانون بمقتضاه تتحول جماعات "الحشد الشعبي" المعروفة بتوجهاتها الشيعية إلى "كيان رسمي" في الدولة العراقية، وذلك بعد شهر من تصريحات مسئولين إيرانيين تحدثوا عن تكرار تجربة "الحرس الثوري الإيراني في العراق" دون تحديد كيفية تنفيذ التجربة، ليأتى قانون الحشد كترجمة لتصريحات إيران، إذ يعتبر الحشد هو الحرس الثوري بالعراق.

وبشهادة المرجع الشيعي العراقي "مقتدى الصدر" فالحشد كيان طائفي، ما دفعه لتقديم مبادرة بعد قانون البرلمان العراقي بيوم واحد تضمنت خطة تعديل مسار للحشد من وجهة نظره، طالب فيها بإستبعاد أي عنصر طائفي داخله مع مراجعة الخلفيات الإيدلوجية لكل من ينضم إليه جديًا، علاوة على قرار أخر جاء بتوقيع إيراني ضمني، كان "قانون منع تداول الخمور" الذي إعتمده البرلمان العراقي منتصف أكتوبر الماضي، وتسبب القرار في طرح أسئلة حول هوية الدولة العراقية ومنذ متى كان لها توجه ديني، إذ وصفها البعض وقتها بـ"دعشنة العراق".

فيما نفوذ أخر لإيران في السودان التي تتعامل معها طهران كمرتكز تقف عليه في إنطلاقها نحو القارة الأفريقية، ويبدو واضحا من المتابع لأدبيات الفكر الإستراتيجي الإيراني منذ بداية العقد الماضي وجود رؤية واضحة حول أولوية إفريقيا في أجندة السياسة الخارجية الإيرانية، من خلال إتساع نطاق العلاقات الإيرانية الافريقية بشكل كبير منذ بداية الألفية الجديدة، وفي اليمن أيضًا تحتفظ إيران بنفوذ عبر جماعة الحوثيين في الشمال، والانفصاليين في الجنوب، رغم نفي طهران المتكرر لهذا الدعم، إلا أنها تظهر في كافة بيانتها بخصوص اليمن كداعم لـ"الحوثيين".


 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق