«الألمبي».. «صناعة القصاص من الغادرين» (صور)
الإثنين، 28 نوفمبر 2016 01:36 م
طقوس خاصة تنفرد بها محافظة بورسعيد، شاركت فيها مدن القناة، بدأت بمعشوقة أهالي بورسعيد لـ«السمسمية»، والتى أصبحت من الطقوس الشبه منقرضة، إلى دمى «الألمبي»، التى يتم تجسيدها على هيئة شخصيات مكروهة شعبيًا، ويتم حرقها بميدان عامة في «المدينة الباسلة».
لافتة يطغو عليها اللون الأحمر.. تتصدر - ناصية - شارعى «نبيل منصور، وصفية زغلول»، إحدى أقدم المناطق بالمدينة «الباسلة»، وعلى جانبي الشارع مجموعة من المحال، تحمل تاريخ بلاد الطقوس، ووسط الطريق محال صاحب شكل خاص، متهالك قليلًا، بابه لونه أخضر متهالك.. ورائحة «الدهانات» تملأ أركان المكان.. أنها الورشة الخاصة بالفنان التشكيلي محسن خضير، والبيت الوحيد المتبقى في المحافظة لصناعة دمى «الألمبي».
«بيت صناعة الألمبي»، مكان يطغو عليه طابع خاص، حيث يملاءه بـ«الشعر المستعار.. علب المعجون.. الفوم.. علب الدهانات»، والكثير من المعدات، وعلى الجانب الأيمن لورشة الفنان «خضير»، سلم من الحديد، لونه أسود، تهالكت ألوانه، يصل إلى مكتب الفنان التشكيلي ومخزن المعدات المستخدمة في صناعة «الألمبي».
وداخل الورشة «خُضير»، يجلس على الدرجة الثالثة من السلم، يضع يده على رأسه باحثًا عن الأفكار الجديدة والشخصيات الأكثر كرهًا لدى أبناء «المدينة الباسلة»، استعدادًا لتجسديهم، وحرقهم في ميدان بورسعيد ليلة «شم النسيم»، اليوم الذي اعتاد الفنان عرض الدمى والانتقام منها.
وعقب لحظات من الصمت والتفكير العميق، يُسرع «خُضير» إلى أحد الطاولات المتواجدة بالورشة، ويسمك بقلمه وإحد «الإسكتشات»، ليبدء رسم تفاصيل وملامح الشخصيات التى سوف يجسده خلال الاحتفال، ثم يبدء في تنفيذ الوجه الخاص بالدمية من خلال الحفر والنحت لملامح الوجه.
«عرق يسيل.. وإجهاد يحيط بعينيه كهالة من الطاقة التى تبحث.. تركيز كبير.. ودقه في النحت والتطبيق»، هذا هو حال مصمم دمى «الألمبي»، مرحلة عديدة تمر بها الدمى حتى تصل إلى خط النهاية، فما بين «النحت، وإضافة المعجون على وجه الدمية المنحوتة، ولحظات رش الدهان، ثم وضع طبقات المكياج»، حتى تخرج الدمى إلى يد المساعدين الذين يعملون على الدمى من خلال «اختيار الملابس وتنسيقها».
ويقول «خُضير» تستغرق رحلة صناعة «الدمى» نحو شهر ونصف، فيقوم الأب الروحي باختيارالفكرة التي تروي حكايتها عرائس كثيرة مرصاة على مسرح خشبى ضخم، ثم تأتى مرحلة التنفيذ من خلال تقطيع ونحت «الفوم» على شكل التماثيل، مضيفًا ثم يتم وضع المعجون «من 5 إلى 6 مرات» متتالية، ويبطن بنوع آخر من المعجون، ليصبح أكثر تماسكا، ثم يرش الوجه بـ«الاسبراي» لتلميعه، ويعقب ذلك يتم اختيار «البواريك والملابس» لكل دمية، وأخيرا يتم وضع التشطبيات النهائية للعرائس بالالوان البلاستيك.