كيف تتجنب حساسية الأنف؟

تنتشر حبوب اللقاح في الربيع، الأمر الذي يؤدي لحساسية الجهاز التنفسي لدى البعض من الأشخاص الذين يصابون بمتاعب مثل العطس المتكرر وسقوط دموع من العين وضيق التنفس.

ولتوضيح هذه الحساسية يقول أوفه برغر، باحث في مجال أمراض الحساسية بكلية الطب بالعاصمة النمساوية فيينا: "يستجيب جهاز المناعة لدى المرضى لحبوب اللقاح الموجودة في الهواء على أنها أجسام خطيرة ويبدأ في التأهب بكامل قواه لمقاومتها، مما يؤدي إلى الإصابة بمتاعب في المسالك التنفسية تظهر في الشعور بحكة في الأنف فقط لدى البعض، وتصل إلى الرشح ونزول دموع من العين وانسداد الأنف لدى آخرين"، لافتًا إلى أن حبوب اللقاح يمكنها الانتقال في الهواء عبر آلاف الكيلومترات.

الوقاية والعلاج
ولتجنب هذه الحساسية، أكد برغر: "يعد تجنب حبوب اللقاح أفضل وسيلة لعلاج المرضى". ولهذا الغرض تنصح الرابطة الألمانية لأمراض الحساسية والربو مرضى حساسية حبوب اللقاح باتخاذ بعض التدابير والإجراءات الاحترازية التي من شأنها الحد من المتاعب التي تسببها هذه الحساسية.

وأوصت الرابطة الألمانية بارتداء قبعة ونظارة تحميان العين والأنف بشكل كبير من حبوب اللقاح التي يحملها الجو، بالإضافة إلى غلق زجاج نوافذ السيارات عند ركوبها وتشغيل مكيف هواء مزود بفلتر لحبوب اللقاح، الذي يفضل استبداله سنويًّا، بالإضافة إلى تزويد نوافذ الغرف بشبكة لحجب حبوب اللقاح وتجهيز مكيف الهواء بفلتر لحبوب اللقاح.

في حالات الإصابة الشديدة للغاية يضطر الطبيب لوصف الكورتيزون، الذي يتم استخدامه عادة في صورة بخاخ.

وفي حال الإصابة بحساسية مفرطة تجاه حبوب اللقاح، توصي الرابطة باستخدام قناع التنفس وخلع الملابس الخارجية قبل الذهاب إلى النوم وإبعادها عن غرفة النوم، مع الاهتمام بغسل شعر الرأس جيدًا، خاصة قبل الذهاب إلى النوم، وذلك حتى لا تتسلل حبيبات اللقاح إلى داخل الوسادة، ومنها إلى العين أو الأنف. كذلك يُوصَى بغسل الأنف عن طريق استنشاق الماء بشكل منتظم.

وتبرز أهمية الخضوع للعلاج المناعي للحساسية، الذي يتعوَّد المريض من خلاله على مسببات الحساسية ببرنامج علاجي يستمر ثلاثة أعوام، كما أن مضادات الهيستامين تتصدى لجميع أشكال الحساسية التي تُصيب الأنف، وأن أغلب نوعيات الأدوية التي يمكن شراؤها دون وصف الطبيب تعمل على تثبيط تأثير الهيستامين الذي يعد أحد المرسلات المسؤولة عن الإصابة باستجابة تحسسية والتهابات.