تفاصيل برنامج «بتحصل وغصب» لتوثيق جرائم الاغتصاب (تقرير)
الأحد، 27 نوفمبر 2016 05:03 م
تنهمر نظرات البراءة من عينى الصغيرة ذات الخمس سنوات، وهى تسير برفقة شاب يافع الى حتفها، عرجا على احدى البقالات، ملئ لها كيسا بلاستيكيا بالحلوى، فحملته وقد تهللت اساريرها، ومضت بصحبته الى احدى البنايات المهجورة فى قرى المنيا، القت كيس الحلوى، سألته اين ماما ؟ خادعها قائلا ستأتى اذا لم تحدثى ضجة، نزع عنها ثيابها، لم تعى مايفعله، بدأت تصرخ كردة فعل طبيعية للاحساس بالخطر، كتم انفاسها، قاومت، انهالت ضرباته تطال جسدها الهزيل، أضرمت الآلام فى أوصالها، فاضت انفاسها الاخيرة ويدها فى وضع الدفاع تجمدت جثة «حنين » الصغيرة وتصلبت، حملها الذئب فى ظلام الليل واستنجد بوالدته التى لم تفكر لحظة فى بشاعة جرم ولدها، قررت ان تساند المجرم، وضعت الجثة فى برميل الماء واغلقته وانتظرت الصباح لتتصرف فى البرميل.
لم تكن تلك الجريمة الاولى بهذه الكيفية التى وقعت مؤخرا، فعلى مدار عامان سجل مايزيد من 12 واقعة اغتصاب طفلة من قبل قاصر لم يتم بعد حاجز الثمانية عشر عاما، المحددة للبلوغ القانونى، بخلاف أكثر من 60 واقعة اغتصاب لفتيات بالغات بحسب احصائية مركز نظرة للدراسات النسوية.
الاحصائية الرسمية التى أعدتها الدكتورة فادية أبو شهبة الأستاذة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، تشير الى ان 20 ألف حالة تحرش واغتصاب تقع في مصر سنويًا، 85 في المائة من الضحايا هم من الأطفال.
أضافت الدراسة أن 45 % من حالات العنف الجنسي اغتصاب كامل، مع الإجبار على عدم إخبار الاسرة بالحادث، فيما يتعرض 20 % من الضحايا للقتل بطريقة بشعة فور الانتهاء الغاصب من جريمته.
وتبقى المنظمات النسوية تدور فى فلك اطلاق الحملات المنددة بجرائم الاغتصاب حينا، والاكتفاء بالاحصاء وحصر الجرائم حينا اخرى، فقد أطلقت أربعة منظمات نسائية مصرية حملة لمناهضة الاغتصاب، تستمر لمدة 16 يومًا، وتنتهى فى العاشر من ديسمبر المقبل، وهو اليوم الذى يتزامن مع اليوم العالمى لحقوق الانسان ترصد أنشطة حكي عن تجارب الاغتصاب،واطلاق دراسات ونتائج ابحاث حول الظاهرة.
«بتحصل وغصب» برنامج توثيق ورصد للجرائم الاغتصاب، اطلقته اربعة منظمات نسوية بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، هذه المراكز هى مركز نظرة للدراسات النسوية ومركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف والتعذيب ومؤسسة المرأة الجديدة ومؤسسة قضايا المرأة المصرية.
حملة «بتحصل » تسجل تفصيليا الأشكال المختلفة من الاغتصاب في المجتمع، وتوسع نطاق ومفهوم الاغتصاب ليشمل التحرش والتعدى، فالاغتصابات "بتحصل" في الشارع وفي البيت وفي الشغل و"بتحصل" من الزوج ومن الآباء ومن العم والأخ و"بتحصل" من الجيران ومن الصحاب ومن الغرب و"بتحصل" في أي وقت وأي ساعة الصبح أو بالليل، و"بتحصل" لكل الستات من كل الأعمار و"بتحصل" في كل الطبقات الاجتماعية.
مشروع «بصي» الذى ينفذه مركز نظرة للدراسات النسوية ينظم عرض حكي تحت عنوان «غصب» عبارة عن اداء تمثيلى لقصص واقعية وتجارب شخصية عن الاغتصاب، تستمد مادتها من خلاصة ابحاث عام مع ضحايا حقيقات لوقائع اغتصاب، وحوادث متكررة لم تجد مايردعها وافلت الجانى من العقاب فيما ظلت الضحية تتجرع مرارة الالم.
وقالت دينا حسين مقررة لجنة الشباب بالمجلس القومى للمرأة، إن المجلس القومى مشارك فى الحملات ويتبنى استراتيجة واضحة لمناقشة الظاهرة مجتمعيا، مشدده على اهمية النقاش المجتمعى واخراج القضية من دائرة السر والكتمان الى العلن، وان نقدم نماذج لضحايا تملكن الشجاعة وتحدثن عما واجهنه، واهم ماستفعله حملة الـ 16 يومًا،هو تسليط الضوء على نماذج من الضحايا ونوعيات الجرائم ومدى بشاعتها، وضرورة الانتفاض ضدها.