خبراء: «الغنوشي» ورقة أردوغان لإفساد زيارة السيسي إلى تونس

الأحد، 27 نوفمبر 2016 05:00 م
خبراء: «الغنوشي» ورقة أردوغان لإفساد زيارة السيسي إلى تونس
مجدي سمير

في زيارة مفاجئة إلتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس السبت بالقصر الرئاسي في أنقرة، مع راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة في تونس، دون الإعلان عن مضمون أو أهداف اللقاء الذي إعتبره بعض المحللون بأنه يستهدف إفساد زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تونس والمرتقبة نهاية الأسبوع الجاري.

ويؤكد هاني سليمان كبير الباحثين بالمركز العربي للبحوث والدراسات في تصريحه لبوابة "صوت الأمة" أن محاولة أردوغان وحليفه في تونس الغنوشي تستهدف إخفاق أي جهود للتقارب والتحالف بين القاهرة وتونس.

وقال سليمان "إذا نظرنا إلى التحالفات الجديدة في المنطقة حاليا، سنجد تقارب بين حركات الإسلام السياسي خاصة العدالة والتنمية في تركيا بزعامة أردوغان وحركة النهضة التونسية وجماعة الإخوان، ويمتلكون ملفات مشتركة سواء في سوريا أو اليمن أوغير ذلك، مؤكدا أن زيارة الغنوشي في هذا التوقيت إلى تركيا وبشكل مفاجئ، قد تهدف إلى ترتيب بعض الأوراق السياسية لإستخدامها ضد مصر ورئيسها السيسي خلال زيارته المقبلة إلى تونس الأربعاء المقبل.

وأَضاف أن الهدف أيضا الإعداد لبعض المخططات لقطع الطريق أمام بناء أي تقارب استراتيجي بين البلدين، إذ أن الغنوشي أضحى يمثل المعارضة في تونس ولازال يمتلك أذرع سياسية قوية، كما تشهد المنطقة حاليا حلفين قيد التأسيس، أحدهما يضم تركيا وقطر والمعارضة في تونس والمغرب والسعودية بشكل نسبي، والآخر يضم مصر والعراق وسوريا وبعض دول الخليج".

ومن جانبه رأى الدكتور محمد عبدالكريم الباحث بمعهد الدراسات المستقبلية في بيروت أن إجتماعات الغنوشى مع أردوغان ليست مستغربة وليست جديدة بالمرو وقال "منذ خروج حركة النهضة وحزبها من حكم تونس تواجد راشد الغنوشي مرارا على أرض تركيا سواء لإلقاء محاضرات عامة أم لتنسيق تنظيمي مع قيادات للإخوان المسلمين في تركيا من جنسيات مختلفة، أم لأدوار سياسية تتعلق بالشأن التونسي الخالص،وإجتماعاته مع أردوغان ليست مستغربة وليست جديدة بالمرة، لكن قد يوحي توقيت اللقاء وتزامنه مع زيارة السيسي لتونس بترتيبات لحشد جماهيري للتشويش على زيارة الرئيس المصري المرتقبة لتونس".

وأكد عبدالكريم في تصريحه لبوابة "صوت الأمة" أن لقاء الأمس كان يحمل العديد من الملفات الهامة بالنسبة للطرفين، قائلا "هناك ملفات تطرح بالتأكيد بين أردوغان والغنوشي خاصة مع تعويل أردوغان على حركة النهضة ذات الدور السيسي الهام وإن تراجع مؤخرا لكنه يظل موجودا على الأرض، والملفات كثيرة لأن الرجلين يقتربان فكريا حيث يمثل الغنوشي نقلة فكرية في فكر الإخوان المسلمين ويتجاوز الفكر الأخير بأطروحات تبدو تقدمية للغاية وتتفق مع المفاهيم الأوروبية في السياسة والحكم إذا جاز التعبير، دون أن نتجاهل الناحية التكتيكية في فكر الغنوشي".

وأوضح أن الملفات المشتركة تحمل صبغة ورؤية إخوانية، قائلا "أهم الملفات التي يتوقع فتحها، أو مواصلة بحثها، تتضمن دعم حركة النهضة ومشروعها لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، ووضع جماعة الإخوان المسلمين في مصر في ضوء التباعد المصري السعودي والتقارب التركي مع السعودية "وهو الملف الذي يقوم عليه الغنوشي بالفعل منذ سقوط حكم الإخوان في مصر في يونيو 2013"، وبالتأكيد تم تناول رؤية لمستقبل الحركات الإسلامية ككل في ظل فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية وما يعنيه من فتح خطوط مواجهة محتملة وصدامات مع هذه الحركة بأطيافها المختلفة حتى المعتدلة منها".

وأضاف "أما أردوغان فإنه يحكم دولة تتمد إقليميا وتصير إلى دور ربما يتجاوز حجمها الحقيقي بفضل التفاعلات العربية السلبية وتستخدم في دورها هذا كافة أدواتها بما في ذلك الإسلام السياسي الذي يقدمه في أحدث صوره راشد الغنوشي دون أن نغفل التجربة التركية التي أثقلتها الصدامات والسجالات مع القوى السياسية المناهضة للتيار الإسلامي في تركيا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق