تركيا والاتحاد الأوروبي.. هل يفقد أردوغان جنة أوروبا؟
الخميس، 24 نوفمبر 2016 01:20 م
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الإتحاد الأوروبي بصدد التصويت على قرار تعليق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي الخميس، وهو ما قد يثير تحفظات كبيرة من جانب الحكومة التركية في أنقرة حيث أن مثل هذا القرار من شأنه وضع بداية لنهاية لعملية طويلة ومضطربة داخل الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن عملية التصويت تتزامن مع الزيادة الكبيرة في الانتقادات الموجهة لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب القمع المتزايد الذي تمارسه حكومته على المعارضين ووسائل الإعلام منذ محاولة الانقلاب التي استهدفت نظامه في شهر يوليو الماضي، ولذا فقد اقترح الاتحاد الأوروبي وقف العملية برمتها إذا لم تشهد الأمور تقدما قبل نهاية العام، إلا أن مثل هذا التقدم يبقى غير واردا على الإطلاق.
مزيد من التشدد
من جانبهم، رأى العديد من المتابعين والمحللين أن الخطوة التي يبدو الاتحاد الأوروبي بصدد اتخاذها قد تدفع الأتراك نحو مزيد من التشدد في مواقفهم تجاه العديد من القضايا، من بينها حقوق الإنسان وعقوبة الإعدام، في حين أنها سوف تكون بمثابة تهديد للتعاون بين أوروبا وتركيا فيما يتعلق بمسألة الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
يقول رئيس وزراء السويد كارل بيلدت، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه "سيكون غباء استراتيجي من الدرجة الأولى إذا ما قرر الاتحاد الأوروبي التخلي عن علاقته بتركيا من جانب واحد."
تقول «نيويورك تايم أنه ظهر خلال نقاشات المشرعين في مقر البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورج الفرنسية الثلاثاء أن غالبية المشرعين الأوروبيين سوف يتجهون نحو التصويت لصالح تعليق محادثات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
دعم الارهاب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من جانبه، استبق صدور القرار رسميا للإعراب عن احباطه، حيث قال في خطابه أمام منظمة التعاون الإسلامي يوم الأربعاء، بمدينة إسطنبول التركية، أن "لجوء البرلمان الأوروبي إلى مثل هذا التصويت يعني أن الاتحاد الأوروبي قد قرر وضع التنظيمات الإرهابية تحت جناحيه، وأنه قرر اتخاذ جانبهم."
كانت صحيفة «حريت» التركية نشرت تقريرا قبل بضعة أيام حول تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وهي المنظمة التي تضم كلا من الصين وروسيا، بدلا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ونقلت الصحيفة التركية عن أردوغان قوله بأن "الاتحاد الأوروبي يؤجل منحنا عضويته منذ 53 عاما. كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء؟"
,كانت تركيا قد طلبت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى في الستينات من القرن الماضي، ولكن المحادثات الرسمية لم تبدأ سوى في عام 2005.
صفقة اللاجئين
تقول الصحيفة الأمريكية البارزة أن الاتحاد الأوروبي وتركيا يمران بمرحلة حرجة للغاية، حيث كانت المنظمة الأوروبية قد قررت استئناف المحادثات حول انضمام انقرة في إطار صفقة للحد من الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين.
يقول الخبير التركي سنان أولجن، الباحث بجامعة كارنيجي، أن الاتحاد الأوروبي وجد نفسه مضطرا للتحول من الاستجابة المجرد للمطالب التركية إلى الخيار الأخر الأكثر صعوبة، موضحا أن الخطوة الأوروبية المرتقبة ربما تدفع باتجاه القضاء على صفقة اللاجئين.
كان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا والاتحاد الأوروبي في مارس الماضي يسمح بدفع ثلاثة مليارات يورو إلى تركيا خلال عامي 2016 و2017 مقابل مساعدة الحكومة التركية للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وهو الاتفاق الذي أتى بثماره حيث وصل عدد اللاجئين الذين تدفقوا إلى اليونان إلى حوالي مائة لاجئ يوميا مؤخرا بعد أن كان عددهم يتعدى الألفين لاجئ قبل ذلك.
العداء الأوروبي
أما مصطفى ينير أغلو، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركي، فيقول أن الغالبية العظمى من الأتراك لم يعودوا يثقون في الاتحاد الأوروبي. وأضاف "لقد وصلنا إلى الحد الذي أصبحت فيه أوروبا تتجه بقوة نحو مناصبة العداء للأتراك وللإسلام إلى الحد الذي لم يعد ممكنا خلاله أن تصبح تركيا عضوا بالاتحاد الأوروبي رغم تلبية كافة الشروط."
إلا أن أولجن ربما تبنى وجهة أخرى، حيث أكد أن تصويت الاتحاد الأوروبي اليوم قد يجعل الصفقة المتعلقة باللاجئين أكثر غموضا، إلا أن كلا الجانبين لديه مصلحة كبيرة في الحفاظ على مثل هذه الصفقة. وأضاف "رغم التداعيات السلبية للتصويت على الاتفاق، إلا أنه لن ينهار بالكامل لأنه يحمل فوائد لكلا الجانبين.
السيناريو الخاسر
وفي الوقت الذي تتجه فيه الاحتمالات نحو اتجاه الاتحاد الأوروبي إلى وقف المحادثات حول انضمام تركيا، كان عددا من كبار مسئولي الاتحاد قد أعربوا عن رفضهم الكامل لتلك الخطوة.
تقول فيدريكا موجريني، مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، "أعتقد أن الطريقة الأفضل لتقوية الديمقراطية في تركيا تتمثل في الانخراط مع تركيا وذلك بترك كل القنوات مفتوحة. إذا ما جاء التصويت بوضع نهاية لفكرة انضمام تركيا للاتحاد الأوربي، سيجد الطرفان نفسيهما قد اتخذا السيناريو الخاسر."
التعليق الرسمي للمحادثات لن يتم من خلال التصويت المقرر اليوم الخميس، حيث أن هذا القرار يتطلب موافقة الدول الأعضاء، حيث يبقى قرار البرلمان استشاريا، وهو ما يعني أن نتيجة التصويت لن يكون لها قيمة كبير قبل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي.