الإفتاء تحذر من "الانترنت المظلم": ساحة آمنة للإرهاب
السبت، 29 أغسطس 2015 12:09 م
حذر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء من خطورة استغلال الجماعات التكفيرية والمتطرفة لما يسمى بـ الانترنت المظلم ، والذي يعد الآن ساحة مظلمة، وسرية، مفتوحة أمام جماعات العنف والتكفير، لممارسة كافة أنشطتها غير المشروعة بعيدًا عن الملاحقات الأمنية.
وأضاف المرصد في تقريره التاسع والعشرين تحت عنوان الانترنت المظلم .. الساحة الآمنة لجماعات الإرهاب ، أن الانترنت المظلم يُعد وسيلة لعدم الكشف عن الهوية على الانترنت، فهو مصطلح يشير إلى مواقع الويب التي تحجب عناوين الـ IP عن الخوادم التي تنشر من خلالها، مما يجعل من المستحيل معرفة هوية المواقع أو القائم عليه. حيث لا يظهر على محركات البحث، وطبقا لصحيفة لجارديان، فإن محركات البحث مثل جوجل لا تستطيع الدخول سوى على أقل من 0.03٪ من المعلومات على الإنترنت، بينما تقطن بقية المعلومات في شبكة مجهولة، يستخدمها أشخاص مجهولين، ولا يمكن لأحد الدخول على تلك الشبكات.
تابع التقرير أن الانترنت المظلم يعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه جهود مكافحة ومواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة، وقد نشر أحد مراكز الأبحاث تقريراً يشير إلى أن تنظيم داعش يقوم بالفعل بجمع الأموال وتجنيد الأفراد عبر المواقع المظلمة .
وأشار التقرير إلى أن استخدام الانترنت المظلم لدى الجماعات الإرهابية يتمثل في الإعداد للعمليات الإرهابية، وتوفير الموارد المالية اللازمة للتنظيم، والحصول على صفقات السلاح مع الجهات المشبوهة، بالإضافة إلى الحصول على الوثائق السرية والحكومية، وهي كلها مواد متوافرة بكثرة على مواقع الانترنت المظلم .
وأكد التقرير على أن المواجهة العسكرية مع التنظيمات الإرهابية لا يمكن أن تؤتي ثمارها طالما ظلت الساحات الإفتراضية المظلمة آمنة ومتاحة لتلك التنظيمات، فمواقع الانترنت المظلم توفر مساحة آمنة وسهلة وبعيدة عن أعين الجهات الأمنية بالإضافة إلى أنها تتيح تجنيد الأفراد ونشر الأفكار والمناهج المتطرفة، والحصول على الدعم المادي وشراء كافة أنواع الأسلحة والمعدات اللازمة لتنفيد العمليات الإرهابية التي تنال من أمن واستقرار الدول والشعوب، وبالتالي فإن المواجهة العسكرية لتلك التنظيمات لابد أن تتزامن مع مواجهة أخرى تكنولوجية في ساحات الانترنت المظلم بمظلة دولية وإقليمية.