العفو الرئاسي و«اسلام البحيري» يعيد مادة ازدراء الأديان إلى الأذهان.. الباحث في التراث الإسلامي يؤكد: قرار الرئيس رافعًا لرؤوس المثقفين.. وخبراء: يجب إعادة النظر في المادة واحترام الفكر
الأحد، 20 نوفمبر 2016 11:06 م
ما أن تم تنفيذ قرار العفو الرئاسي وخروج الباحث والمفكر اسلام البحيري، من ضمن 82 مسجون تم الافراج عنهم بمختلف القضايا، إلا وتم الربط بين تهمة البحيري الأولي اذدراء الاديان، التي أصبح البحيري حرًا ولكنها لاتزل طليقة قد تتصيده أو تتصيد غيره مرة أخري، فهل يغير العفو الرئاسي علي البحيري من طبيعة الأمور؟
- العفو إعلاء للمثقفين
وفي هذا السياق قال الباحث إسلام بحيرى، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعفو عن المحبوسين، رفع رأس كل المثقفين فى مصر، موضحًا أن الفكرة فى العفو الرئاسى هى فكرة أيدولوجية، وإن العفو فوق المادة القانونية، وإعلاء الدستور فوق القانون، قائلًا " الرئيس تخطى كل الحسابات المعقدة لبلد مقسوم نصفين بين متنورين وبسطاء ميالين للعقلية السلفية"، موضحًا أن ما قاله قبل السجن أهون بكثير مما سيقوله بعد السجن.
وأوضح خلال مداخله هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدى، أنه لا يقبل آراء البعض بربط العفو بالمدة المتبقية لديه وهى 40 يومًا، لافتًا إلى أن العفو جاء إعلاء للمثقفين والتنويريين المهزومين دائمًا على مر العصور فى الرئاسات السابقة، قائلًا "كل الرئاسات السابقة عجزت تمامًا على التدخل فى مثل هذه القضايا بأى شكل، وكان يترك المثقف لمواجهة مصيره حتى القتل".
وأشار بحيرى إلى أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، انتصر للمرة الأولى للمثقفين على الظلام السلفى الدامس المسيطر على مصر.
وكشف الباحث إسلام البحيرى، عن عودة برنامجه مرة أخرى قائلًا "افكارى هاقولها فى نفس البرنامج، مش فى ذات القناة ولكن فى غيرها، وما قلته قبل السجن أهون بكثير مما سأقوله بعد السجن".
- «إزدراء الأديان» لا تصلح لوقتنا الراهن
ومن جانبها قالت الدكتورة آمنة نصير، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إنها ومنذ فبراير الماضي وقت تقدمها بطلب الغاء مادة ازدراء الاديان، من خلال عرضها للبعد القانوني للمادة وما تحمله من عوار، نتج عن قانون وضع في عهد الرئيس السادات وأحداث الزاوية الحمراء، وليس من الضرورة أن يصلح لوقتنا الحالي، وهي تنظر بعين الاعتبار الي أمثال اسلام البحيري من المفكرين والذي نصرهم العفو الرئاسي، وأحزنها عدم تحقيق مرادها في الغاء ذلك القانون.
وأضافت نصير في تصريح خاص لبوابة "صوت الأمة"، أنها قدمت كمتخصصة البعد العقائدي من خلال النص القرآني والآحاديث النبوية، واعتماد المادة الفقهية " انصر آخاك ظالمًا أو مظلومًا، فإذا كان اسلام البحيري قصر أو خانه اجتهاده حتي فلماذا لا نستدعيه لمناقشته، فالفكر يواجه بالفكر لا من خلال السجن، والدستور المصري وغيره من المواثيق الدولية لحقوق الانسان التي أقرتها مصر، وللرئيس جزيل الشكر لنصرته للمثقفين بعفوه الرئاسي.
وأوضحت النائبة البرلمانية، أن كلمة ازدراء الأديان كلمة هلامية يصعب للقضاء نظرها، في حين أن قوانين حكم الانسان يجب أن تكون حازمة وعادلة، وتعجبت بشدة لرفض طلبي من رجال قانون، في ظل أنهم لم ينظروا بعين الاعتبار الي تخصصي العلمي والفكري وغيرتي علي العقيدة، التي يجب أن نتحلي بها ولكن من خلال بعض الحكمة.
- خروج «اسلام البحيري» لا علاقة له بمادة «ازدراء الأديان»
كما قال محمد زكريا محى الدين، عضو مجلس النواب، إن اسلام البحيري اندرج اسمه ضمن قائمة العفو الرئاسي لأنه قضي ثلاث أرباع المدة، وهو أمر نقدره جدًا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولكن العفو لا علاقة له بمادة الازدراء في شيء.
وأضاف النائب البرلماني في تصريح خاص لبوابة " صوت الأمة"، أن مادة ازدراء الاديان مطاطية للغاية وطالب هو بتعديلها ولا يزال يطالب لأنها مادة غير مناسبة لهذه المرحلة التي نحياها من الانفتاح الفكري، موضحًا أنه طالما أجمع النواب على بقاء المادة فإنه يرضخ للقرار الديمقراطي.