موسم فيضان المجاري في البساتين

الخميس، 01 أكتوبر 2015 03:32 م
موسم فيضان المجاري في البساتين

أشخاص تقفز فوق الأحجار الموجودة فوق برك مياه المجاري، ومحاولات لنزح المياه المتجمعة، وأطفال يلهون في المياه المتعفنة بعيدًا عن أعين أهاليهم، ومحلات أغذية تسبح في المجاري.

هذه هي المشاهد التي تطالعها الأعين عند دخول مساكن الكلحة بمنطقةالبساتين، وهي المشاهد التي رصدتها صوت الأمة في معايشتها مع الأهالي مأساة انفجار المجاري من كل جانب في المنطقة بدون أن يتحرك مسئول لتغيير الوضع.

ومشاهدة المجاري هنا أمر ليس بالنادر 33 سنة واحنا في القرف ده يشتكي أحمد سعيد نصر -64 عاما- من الوضع في المنطقة الذي تسبب للأهالي للأمراض، وكان له فيها نصيب أنا عندي الكبد نتيجة لفيروس من المجاري .

والسبب في الأزمة يرجع إلى أن المنطقة بالكامل كانت عبارة عن عين مياه تسمى عين مهران، والسكان ردموها وبنوا فوق المياه ، يوضح فاروق عمر، أقدم مقاول في المنطقة، مضيفًا أن التربة الصخرية تشققت ودخلت المياه في جوانبها وأصبح رشح المياه عادة في المنطقة.

واختلطت مياه البركة النظيفة مع مياه المجاري، لأن المجاري هنا من صنع الأهالي وليس من صنع الحكومة ، ما جعل شبكة الصرف الصحي مهترئة منذ زيادة عدد السكان في الثمانينات، ووصول أهالي المنطقة التي بدأ النزوح إليها في عام 68 بعد النكسة، إلى معدلات متضاعفة أثرت على البنية التحتية الضعيفة لها.

والمشاهد التي رصدتها «صوت الأمة» كانت في غاية الخطورة، فهناك مخبز استطاعنا الدخول إليه تعوم أجولة الدقيق التي يستخدمها في مياه المجاري، وهو ما يتسبب في أمراض معوية وتسممات خطيرة، أبرزها المرض الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية التراخوما الذي أصاب 6 ملايين شخص بالعمى الدائم ويهدد حوالي 500 مليون شخص، كما وجدنا الأطفال يلهون في مياه المجاري ما قد يتسبب في ديدان معوية وهي الديدان المصاب بها حوالي 10 % من سكان العالم النامي، أغلبهم أطفال وتسبب في التهابات طفيلية معوية تضعف جهازهم المناعي.

ويُرجِع محمد الشرقاوي، أحد السكان، ارتفاع منسوب المياه لضغط المجزر الآلي الذي يبعد مسافة كيلو متر تقريباً خلال العيد على شبكة الصرف الصحي، موضحًا أن كل موسم عيد أضحى تنفجر فيه مياه المجاري في المنطقة.

شكاوى عديدة قدمها أهالي المنطقة لهيئة الصرف الصحي في رمسيس والرد المعتاد تجديد الصرف الصحي في المنطقة مرصود في الموازنة ولكنهم حتى الآن لا يعرفوا متى سينفذ المشروع على أرض الواقع.

كما أكد أهالي المنطقة على أن مياه الصرف وصلت إلى كبلات الكهرباء، التي ينتج عنها ماس كهربي، الذي من الممكن أن يؤدي بحياة ساكني تلك المنطقة المكنوبة.






 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق