حكومة «إخوان المغرب» تدخل نفقا مظلما (تقرير)

السبت، 19 نوفمبر 2016 01:25 م
حكومة «إخوان المغرب» تدخل نفقا مظلما (تقرير)
محمد الشرقاوي

فشل رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» الذراع السياسية لجماعة الإخوان، في احتواء الخلاف مع رئيس التجمع الوطني، عزيز أخنوش، من أجل تشكيل حكومة.

لم يخرج الاجتماع الذي جمع الاثنين، على هامش مشاركة أمين عام حزب «العدالة والتنمية» في قمة المناخ بمراكش، بأي نتائج تذكر، وهو ما أكدته تصريحات «بنكيران».

وقال بنكيران إنه وحزبه قدما تنازلات كثيرة في الأشهر الأخيرة، من أجل تشكيل الحكومة واحتواء الخلاف مع الأحزاب المغربية، «ومع ذلك وصلنا إلى الطريق المسدود»، حسب قوله.

وحمل رئيس الحكومة المغربية، المسؤولية على الأطراف التي تدفع حزب التجمع الوطني للأحرار - يمين ليبرالي- إلى رفض التحالف عبر تبنيه مطالب وصفها بـ«التعجيزية».

وحسب مواقع مغربية، نشبت خلافات بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني – القريب من الملك – بعد إخراج الأول لشريط فيديو مصور، وجه فيه «بنكيران» اتهامات عنيفة لحزب التجمع الوطني للأحرار.

ويعد حزب التجمع، من الأحزاب المقربة من الأسرة الحاكمة، حيث أن عزيز أخنوش، صديق شخصي للملك محمد السادس.

تصاعد الخلاف بين الحزبيين يزيد من احتمالية فشل «بنكيران» في تشكيل حكومة توافق جديدة، وذلك لأن 3 أحزاب هي الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي، اشترطت مشاركتها بحل النزاع القائم بين العدالة والتنمية وأخنوش.

كل ذلك دفع بعبد الإله بنكيران، إلى تحميل مسئولية الفشل في تشكيل الحكومة إلى أخنوش، وأنه سيرفع ذلك للملك، حيث أنه يرفض التحالف مع حزب الاستقلال، الذي سبق وهاجمه عبر جريدته لصالح بنكيران.

وفي تصريحات صحفية لرئيس الحكومة أمس الجمعة، أكد على أن بلاده تعيش أزمة سياسية: «لست أنا من أوصل البلاد للأزمة، حزبنا قدم تنازلات وتضحيات طيلة الأشهر الأخيرة، وصبر حزبنا كثيرا ولكن وصلنا للطريق المسدود».

ويبدو أن الجماعة الإخوانية تدخل نفقًا مظلمًا جديدًا، فرئيس حكومتها هدد باستخدام حق الأغلبية التي استحوذ عليها حزبه في الانتخابات الأخيرة: «من يريد الذهاب للمعارضة يذهب لها، ومن يريد العمل داخل الأغلبية الحكومية فليختر البقاء في الحكومة، وأنا من يحسم في أغلبيتي باعتباري رئيس حكومة وليس شخصا آخر».

وهو ما يزيد من وضعها في خانة «المغضوب عليهم» في القصر الملكي، كما سبق، خاصة وأن الملك لم يتدخل في حل الأمة حتى الآن، وأنه في حال احتدام الخلاف سيتم حل البرلمان.

بحسب الدستور المغربي، فإن الملك له الحق الكامل في حل البرلمان، نظرا لما يقتضيه الصالح العام في البلاد، وأن أزمة سياسية كهذه تؤثر بالسلب على الاستقرار السياسي بالدار البيضاء.

قد يلجأ الحزب الإخواني، إلى اقتراح تعيين شخص أخر غير بنكيران للخروج من الأزمة، أو تدعو لتعيين شخص من الحزب الثاني، للحفاظ على أغلبيتها.

وتدخل المملكة المغربية أسبوعها السادس بدون حكومة، بعد انتخابات 7 أكتوبر والتي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بالأغلبية بمجموع 125 مقعدًا، وعين الملك محمد السادس، أمين الحزب عبد الإله بن كيران، في 10 أكتوبر وكلفه بتشكيل الحكومة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق