ايناس عبد الدايم.. الأسطورة وشرارة 30 يونيو
الإثنين، 16 نوفمبر 2015 06:58 م
فى فاعليات أكثر من رائعة انتهت منذ ساعات الدورة الــ 24 من مهرجان الموسيقى العربية والذى شهدت حفلاته دار الأوبرا المصرية وأوبرا القاهرة ودمنهور، تسع ليالى كانت بمثابة ألف ليلة وليلة استمتع بها الجمهور من مختلف شرائح المجتمع المصرى، كانت تلك الدورة بمثابة وجبة ثرية لغذاء الروح من الموسيقى الراقية والدافئة.
أظن أن النجاح الذى تحقق ليس غريبا فى ظل وجود قامة فنية كبيرة على رأسه وهى الفنانة الدكتورة ايناس عبد الدايم، التى حاول بعض الاعلاميين والصحفيين ابتزاز المهرجان عن طريق الهجوم عليها لعدم توفير دعوات اضافية لهم وسلك البعض طرقا رخيصة لخلط الحق بالباطل وأظهار أن المهرجان لا يحترم الاعلام وأن توزيع دعوتى افتتاح وختام لم يكن كاف للبعض لتغطية فاعليات المهرجان.
كما طالب البعض من الاعلاميين والصحفيين بدعوات لحضور الحفلات ومن لم يحصل على ما يريده كان يسخر قلمه فى الهجوم على المهرجان وايناس عبد الدايم التى اعتذرت لبعض الوزراء بأدب شديد عن عدم تلبية متطلباتهم من دعوات حضور لكل الحفلات او بعدد اكثر من شخصان.
اذا تحدثنا بالقواعد الاعلامية السليمة وعدنا لأصول العمل فإن هناك مركز صحفى للمهرجان مهمته توزيع المادة الصحفية والصور اول بأول لكل وسائل الاعلام فى وقت واحد لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وليس للاعلامى او الصحفى الحق فى تطويع اداوته والمكان الذى يعمل به لتصفية حسابات شخصية غضبا من انه لم يحصل على دعوى لحفل فى مهرجان موسيقى.
لا ادافع عن الدكتورة ايناس عبد الدايم لانها ليست فى موضع اتهام فكاتب هذه السطور لم يحضر ايا من حفلات المهرجان او حتى الافتتاح والختام فقد كلفت زملاء اخرين لتغطية المهرجان للموقع الاليكترونى لــ" صوت الامة " حتى يحصلوا على الخبرة والاحتكاك اللازم فى العمل الميدانى وككثير من المصريين شاهدت طوعا واستمتعت بفاعليات المهرجان على شاشة التليفزيون المصرى فلا يوجد اى مجال هنا لمجاملة الدكتورة ايناس عبد الدايم او ان اخوض معركة مع زملائى نيابة عنها لذا فقد افزعنى الهجوم من قبل البعض من عديمى المسئولية والضمير على قامة فنية مصرية تحترمها وتقدرها كل دول العالم ويخسف البعض بمجهودها فى مصر الارض لاسباب غير موضوعية
ايناس عبد الدايم المرأة المصرية الاسطورة كانت الشرارة التى انطلقت منها ثورة 30 يونيو حينما اصدر وزير الثقافة الاخوانى علاء عبد العزيز قرار بإقالتها من رئاسة دار الاوبرا المصرية ليدخل بسببها فنانى مصر من ممثلين وموسيقيين وسينمائيين وتشكيليين ونحاتين وفى مجلات اخرى فى اعتصام مفتوح بوزارة الثقافة وتضامن الجميع معها وبعد 30 يونيو اعادت لها الدولة اعتبارها ونصبتها من جديد رئيسا لبيتها دار الاوبرا بل وان وزير الثقافة وقتها الدكتور صابر عرب هو من قام بتوصيلها واحتفل معها بذلك وفى مكتبها.
استخدامى للقب اسطورة كوصف لايناس عبد الدايم ليس مبالغ فيه وليس لأنها فقط كانت شرارة ثورة 30 يونيو وليس لانها اعتذرت بأدب عن منصب وزير الثقافة حيث قالت لى فى حوار سابق ان دار الاوبرا تحتاج لها فى تلك الفترة اكثر من منصب الوزير، ليس لكل هذا اصف ايناس بالاسطورة ولكن لانها فنانة وعازفة مرموقة لالة الفلوت وربما تكون مصنفة الاولى فى العالم بعد ان حصلت على الماجيستير والدكتوراه مع مرتبة الشرف من فرنسا وكانت دراستها الاولى فى الكونسرفتوار وحصلت إيناس عبد الدايم على جائزة أبرز عشر نساء فى مصر لهذا القرن فى مارس 2000. ونالت كذلك، فى عام 2001، جائزة الدولة التشجيعية للفنون. وشغلت منصب مدير أوركسترا القاهرة السيمفونى وعميد المعهد العالى للكونسرفتوار 2004-2010 ونائب رئيس أكاديمية الفنون بالقاهرة لعامى 2010-2011وشغلت إيناس عبد الدايم منصب رئيس هيئة المركز الثقافى القومى "دار الأوبرا المصرية" اعتبارًا من عام 2012 وحققت اعلى ايرادات فى تاريخ دار الاوبرا واعادت نجوم الطرب لخشبة المسرح الكبير كما حصلت على اكثر من خمسين دولة على مستوى العالم ومن كل القارات.
وهنا اطرح تساؤل هل يصح ان يشن اى شخص مسئول ايا كانت مهنته هجوما على إمرأة مصرية من ذهب مثل ايناس عبد الدايم بسبب دعوة لحضور حل فى مهرجان الموسيقى العربية ؟ ! هناك كثير من الادارات تعاون رئيس دار الاوبرا ولكن اظن ان اكثر من تكبدوا الكثير من المشقة دون النظر ترتيب الاسماء فهم محمد حسنى مدير الاعلام بدار الاوبرا ومحمد منير المعداوى مدير النشرة اليومية للمهرجان ووليد امام وامنية العربى هبة أنور بالكتب الاعلامى.. فكل الشكر لهؤلاء على ما بذلوه من جهد ومعهم زملائهم من الجنود المجهولة فى إنجاح تلك الدورة من مهرجان الموسيقى العربية