توقعات بتغيير موازين القوى واحتدام الصراع في سوريا (تقرير)

الخميس، 17 نوفمبر 2016 12:41 م
توقعات بتغيير موازين القوى واحتدام الصراع في سوريا (تقرير)
محمد الشرقاوي

رغم الخسائر المتكررة التي تكبدتها مليشيات حزب الله في سوريا، الداعمة للجيش السوري في حربه ضد المليشيات السنية الإرهابية، والتي قدرتها بعض المواقع بما يقرب ألفين قتيل وجريح، إلا أن الحزب ذات الأيدلوجية الشيعية أعلن عن تواجده بعرض عسكري كبير في مدينة «القصير» بريف حمص، واعتبره «رسالة واضحة للجميع».

ودفع اقتراب العمليات الإرهابية واشتباكات الفصائل من الحدود السورية، المليشيات اللبنانية إلى الدخول إلى الأراضي السورية لعزل الحدود عن الداخل السوري، لكن العمليات تطورت بشكل كبير وأصبح الحزب طرفًا في النزاع.

العرض العسكري له رسائل متعددة منها أن حزب الله أصبح قوة أساسية في الصراع السوري، وأخرى إلى حلفائه الدوليين إيران والحشد الشعبي العراقي ومليشيات الحوثي في اليمن، أن الحزب يطور سلاحه، وعناصره جاهزون لأي تطور ميداني أو سياسي في سوريا.

بين الحين والأخر، يزعم الحزب اللبناني أنه يخوض حربًا كبيرة في سوريا، وأن القضاء على إسرائيل أصبح مجرد عملية تنفذها مجموعة «الرضوان» التي استعرضت قواتها منذ أيام في القصير، حسب قول قائد ميليشيا «حزب الله» اللبناني نعيم قاسم.

وأضاف «قاسم» في تصريحات تناقلتها مواقع لبنانية أن: «نحن موجودون في سوريا، ولا نحتاج لتفسير أو تبرير، ونحن إلى جانب الجيش السوري والدولة السورية، ولولا تدخلنا في سوريا لدخل الإرهابيون الى كل المناطق اللبنانية، وضاع الجيش».

وتابع: «التنسيق بيننا وبين القيادة السورية عالٍ جدًا والاستعراض العسكري جزء من الممارسة الميدانية، فقد صار لدينا جيش مدرب ولم نعد نعتمد على حرب العصابات، وأصبحنا أكثر تسلحًا وتدريبًا وامتلكنا خبرات متطورة، وكل ذلك من أجل حماية لبنان ولمصلحة لبنان».

تلك التصريحات تؤكد أن الحزب اللبناني لعب دورًا كبيرًا في مساندة الجيش النظامي ومنع الانشقاقات فيه مرة أخرى، فهو أحكم السيطرة على الأرض، حسب قوله، وتشير لتطور كبير في الهيكل المسلح لمليشيات الحزب اللبنانية، فبعد أن كانت مجرد فصائل وكتائب صغيرة، أصبحت أكثر تنظيمًا لديها ترسانات صاروخية وعسكرية.

وهو ما دفع الخارجية الأمريكية، للرد على الاستعراض العسكري بأنها ستبحث الأمر بدقة، وتقول إليزابيث ترودو، الناطقة الرسمية: إن اﻹدارة الأمريكية ستبحث في مدى صدق الصور، والتي اعتبرتها «غير واضحة»، ردًا على ظهور عددًا كبير جدًّا من الدبابات والمدرعات الأمريكية الصنع.

وأضافت إليزابيث: «نحن نعتبر حزب الله منظمة إرهابية أجنبية، فنحن نحتاج لمعرفة المزيد من المعلومات ولكننا بالطبع سنشعر بالقلق الشديد بحال انتهت تلك المعدات بين يدي حزب الله».

الأمر كان له ردود أيضًا في الساحة السورية، وخاصة بعد تراجع الفصائل الإرهابية في معاركها التي تخوضها تحت مسمى «ملحمة حلب الكبرى» بزعم فك الحصار عن المدينة.

وذكر القيادي العسكري في جيش الفتح أبوعبيدة الأنصاري، أن مقاتلي الفصائل بصدد معركة عسكرية كبرى في حلب، خلاف الدائرة حاليًا، لن تتوقف حتى كسر الحصار عن الأحياء الشرقية في حلب، التي يفرض عليها النظام السوري حصارًا خانقًا.

وأكد القيادي بجيش الفتح، أنهم نشروا ما أسماه طلائع «الاستشهاديين» على مشارف مدينة «حلب»، وأن عشرات المدرعات العسكرية ستشارك في المعركة.

وكانت الفصائل المسلحة أعلنت في بيان لها تلا العرض العسكري للحزب اللبناني، أنها بصدد تشكيل مجلس عسكري موحد لقيادة عملياتهم في مدينة حلب، وأنها لن تتراجع إلا بالسيطرة على المدينة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق