ألمانيا تحظر «الدين الحق» بعد تورطها في تصدير جهاديين إلى سوريا
الأربعاء، 16 نوفمبر 2016 04:13 م
قررت السلطات الألمانية، حظر جمعية «الدين الحق» المعروفة بتوجهها السلفي ويتزعمها إبراهيم أبو ناجي، الداعية الألماني من أصول عربية ومتهم منذ 2012 باستقطاب شباب مسلم لتسفيره إلى سوريا.
وداهمت قوات من وزارة الداخلية الألمانية، مساجد وشقق مملوكة لحركات سلفية منها «الدين الحق»، كإجراء عقب قرار الحظر الذي حاولت السلطات الألمانية إخراجه منذ 2012 إلا أن جميع المحاولات القضائية للقبض على «ناجي» وحظر جمعيته قد فشلت نظرًا لقدرته على الإفلات من القانون.
ويعتبر «أبو ناجي»، شخص مزعج في المجتمع الألماني، إذ تنسب له آراء ناقضة لنمط الحياة الغربية مثل رفضه للمثلية الجنسية، ورغم ذلك لا يمكن معاقبته عليها لأن القانون الألماني لا يعتبر مثل هذه الآراء جرائم يعاقب عليها.
وأطلق الألماني، من أصول فلسطينية، مبادرة في 2012 هدفها توزيع 25 مليون نسخة من القرآن على الأسر الألمانية ضمن حملة «اقرأ» التي قال في وسائل إعلام إنه يحاول منها تحسين صورة الإسلام.
وشهدت حملته توسع كبير إذ تجاوزت حدود ألمانيا إلى 15 دولة منها فرنسا وبريطانيا، ومؤخرًا البرازيل.
وبحسب تقرير لهيئة حماية الدستور الألمانية في 2015، فان حملة «اقرأ» كانت حيلة لاستقطاب الشباب وتجنيدهم كخطوة نحو نقلهم للمشاركة في الحرب السورية.
يذكر أن ألمانيا من أكثر الدول المصدرة للجهاديين وفقًا لتسجيل صوتي نسب لأحد رجال الشرطة «الدواعش» في 2015.
وربط الإعلام الألماني بين حملة «اقرأ» والاشتباكات التي شهدتها مدينتي بون وسولينجن في ولاية شمال الراين غرب ألمانيا، بين سلفيين ومتطرفين يمينيين في 2012، وهو ما نفاه «أبو ناجي»، 52 سنة، الذي قال إنه ليس سلفي ولا يدعو للعنف، مضيفًا أنه داعية يسعى لهداية الألمان وليس لإلحاق الأذى بهم أو قتلهم.
وكان يقدر عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا قبل 5 سنوات بـ3800، وصل عددهم سنة 2015 إلى حوالي 7500، حسب هيئة حماية الدستور، التي تشدد على أن أقلية منهم فقط تدعو إلى العنف، ولكن الانتقال من السلفية الأيديولوجية إلى السلفية العنيفة قد يحدث بسرعة، بحسب الهيئة.
ويُصنف «أبو ناجي»، بأنه منتمي لأكثر الجماعات السلفية تشددًا، نظرًا لقربه من رجل الدين المثير للجدل بيير فوجل، وجاء من قطاع غزة إلى ألمانيا عندما كان في الـ18 من العمر، بهدف دراسة الهندسة الكهربائية، ولكن بدلًا من التركيز على دراسته الجامعية، فتح متجرًا لبيع الملصقات، وقبل 9 سنوات، اضطر «أبو ناجي» إلى إعلان إفلاسه بعد مطالبته بضرائب وصلت قيمتها لـ 70 ألف يورو، بعدها كرًس حياته للدعوة داخل المشهد السلفي، صحبه أبرز السلفيين في ألمانيا ومن بينهم أبو ولاء العراقي أو سفين لاو، الذي يحاكم الآن في ألمانيا بتهمة دعم تنظيم «داعش» الإرهابي، وبالإضافة إلى ذلك يقدم «أبو ناجي» ندوات ومحاضرات في مساجد مختلفة، كما يقوم بتقديم الإرشادات على قناة يوتيوب لمعتنقي الإسلام الجدد.
وفي تصريحات لوزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير، قال إن حظر اليوم موجه ضد إساءة استغلال الدين من جانب أشخاص يروجون للأفكار المتطرفة ويدعمون المنظمات الإرهابية تحت ستار الإسلام، لافتًا إلى أن الحظر لا يطول حملة توزيع المصاحف.
يذكر أن «أبو ناجي» لم يتم العثور عليه حتى الآن وتفيد تقارير استخبارتية ألمانية بأنه موجود في ماليزيا ليطلق نفس الحملة من هناك.