«الآثار» تحتفل بمرور 114 عاما على افتتاح «المتحف المصري» بالتحرير..غدا
الأربعاء، 16 نوفمبر 2016 12:26 م
تحتفل وزارة الآثار غدا الخميس بمرور 114 عاما على افتتاح الخديوي عباس حلمي الثاني المتحف المصري بالتحرير في نوفمبر 1902 أحد أشهر وأهم المتاحف الأثرية في العالم، والذي يحكي قصة الحضارة المصرية القديمة من خلال الكنوز الأثرية الفريدة المعروضة به.
وأعلن وزير الآثار الدكتور خالد العناني أنه لأول مرة سيفتح المتحف المصري أبوابه ليلا للزائرين يومي "الأحد والخميس" من كل أسبوع، بعد الانتهاء من أعمال تطوير الإضاءة الداخلية والخارجية، وذلك في إطار حرص الوزارة على تنشيط حركة الزيارة الوافدة لمختلف المتاحف والمواقع الأثرية، وتأكيدا أن مصر آمنة وعلى استعداد لاستقبال زوارها في أي وقت.
ويجرى حاليا نقل مقتنيات الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون خلال العام الجارى من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير لعرضها بقاعة مخصصة بالمتحف تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع، عند الافتتاح الجزئي للمتحف الكبير العام القادم.
ويحظى إنشاء المتحف المصري بالتحرير، باهتمام عالمي كبير بدءا من فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسي شامبليون، وكانت النواة الأولى للمتحف ببيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة "وسط القاهرة"، حيث أمر محمد علي باشا عام 1835 بتسجيل الآثار المصرية الثابتة، ونقل الآثار القيمة له وسمي بمتحف الأزبكية وأشرف عليه رفاعة الطهطاوي.
وتم تعيين (مارييت) كأول مأمور لإشغال العاديات "رئيس مصلحة الآثار" في عام 1858، وقام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليها الآثار التي عثر عليها أثناء حفائره (مثل آثار مقبرة إعح حتب)، وفي عام 1863م أقر الخديوي إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية، ولكن لم ينفذ المشروع وإنما اكتفي بإعطاء مارييت أرض أمام دار الأنتيكخانة في بولاق ليوسع متحفه.
ومع إرتفاع شديد فيضان النيل الشديد عام 1878، مما سبب فى إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته، وفي عام 1881م أعيد افتتاح المتحف وفي ذات العام،وعندما جاء العالم "دي مورجان"ورئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات في المتحف الجديد الذي عرف باسم متحف الجيزة، وفي العام1897 وضع الخديوي عباس حلمى الثاني حجر الأساس للمتحف المصري الذى يقع فى الجانب الشمالي من ميدان التحرير وسط مدينة القاهرة، وكانت الأرض المقام عليها المتحف في الأصل أرضا زراعية، واكتمل بناء متحف الآثار المصرية فى عام 1902 ونقلت إليه الآثار الفرعونية من سراي الجيزة.
تم اختيار تصميم المتحف من ضمن 73 تصميما تم تقديمهم للمسئولين بينما فاز تصميم المهندس الفرنسي "مارسيل دورنون" والذي شيده على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية، وتم الحفاظ على الطابع الفرعوني في التصميم الداخلي لقاعات المتحف، فمدخل القاعات يحاكي ضريح المعابد المصرية، والحجرات تحاكي معبد إدفو، أما واجهة المتحف فهي على الطراز الفرنسي بعقود دائرية، تزينها لوحات رخامية لأهم وأشهر علماء الآثار في العالم، وعلى جانبي باب الدخول الخشبي تمثالان كبيران من الحصى لسيدتين على الطراز الروماني، ولكن برؤوس فرعونية.
وقام الخديوي عباس حلمي الثاني بافتتاحه عام 1902، وسجل مبني المتحف المصري ضمن المباني التاريخية الممنوع هدمها، وقام "ماسبيرو" بنقل الآثار إلى المبني الحالي للمتحف في ميدان التحرير، وكان العالم المصري أحمد باشا كمال الذي كان أول من تخصص في الآثار المصرية القديمة وعمل لسنوات طويلة بالمتحف، وكان محمود حمزة أول مدير مصري للمتحف الذي تم تعيينه عام 1950.
يتكون المتحف من طابقين خصص الأرضي منهما للآثار الثقيلة "مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية" أما العلوي فقد خصص للآثار الخفيفة "مثل المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصور المومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأواني العصر اليوناني الروماني وآثار خاصة بمعتقدات الحياة الآخرى" وكذلك المجموعات الكاملة "مثل مجموعة توت عنخ آمون"، ويضم المتحف عددا هائلا من الآثار المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعوني إضافة إلي بعض الآثار اليونانية والرومانية.