«البابا تواضروس»: الحفاظ على الهوية مسؤلية مشتركة علينا جميعًا
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 12:09 ص
تحدث البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال كلمتة بسيمنار المجمع المقدس، بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، عن الكنيسة القبطية تاريخ وأمجاد، وأوضح أن هناك عدة أمور حاكمه لهذا الموضوع ومنها أن مصر وطن فريد لها هوية خاصة ومكانة خاصة في التاريخ والحضارة والنصوص الدينية، مضيفًا أن مصر وطنا لا ينقسم ولا يندمج – كما قال جمال حمدان عنها أنها «فلتة الطبيعة» وأيضًا قال «أبوه التاريخ وأمه الجغرافيا» أي أن التاريخ تزوج الجغرافيا فأنجب مصر وهو واقع يدعو للفخر.
وأضاف «البابا» خلال كلمتة في سيمنار المجمع المقدس، أن مصر لها موقع الصدارة في التاريخ الإنساني، ومن هنا يأتي مصطلح الهوس المصري وهو لقب أطلقه الكتاب الغربيون، وأعطى مثالًا على ذلك أن هناك أسرة سويدية لديها طفل 10 سنوات سألني: «هل أنت من سلالة الفراعنة؟!» فأجبته: نعم، فقال له الطفل «أين الدليل ؟!»، فقال: «فأخرجت له جنيهًا من جيبي وقلت له هذا هو الدليل !!. والجنيه توجد عليه صورة الفراعنة».
وأوضح بابا الكنيسة، أن مصر وطن لكل العالم فقد تمت على أرضها أحداث أثرت في العالم كله وهي الدولة الوحيدة في العالم مربعة الشكل، ألف متر طولا وألف متر عرض فيه ضلعين على الماء وضلعين على الصحراء وفي وسط هذا يجري نهر النيل، لأن الإنسان المصري «أبوه النيل وأمه الأرض» والشعب المصري يسكن على مساحه 7% من أرض مصر، وتابع أن وجود نهر النيل وسط البلاد يعني أن هذه الوسطية أحد مكونات هذا الشعب - التوازن والاعتدالية أهم ما يميز هذا الشعب.
وتابع أنه من أحد الأمور التي تدل على تاريخ الكنيسة القبطية وتراث الأجداد، أيضًا أنه على أرض مصر نشأت الكنيسة، والكنيسة في مصر واحدة من أقدم الكنائس الرسولية بل هي من الكنائس الأولى.
واستطرد «البابا» خلال كلمته، أن الهوية القبطية جزء من الهوية المصرية، فعندما ندرس الهوية القبطية ندرس الهوية المصرية، موضحًا أن كل إيبارشية تأسست في الخارج نعد لها هنأ في مركز لوجوس بالدير نخلة هنا، وكذلك كل كنيسة من كنائسنا في الخارج سياتي شبابها إلى مصر وستزرع لها شجرة عليها اسم الكنيسة ليكون لهم الارتباط العضوي بمصر فإن الهوية فيها الحضارة واللغة والفنون والأدب.
وتابع خلال كلمته، أن العولمة والهجرة وضع جديد على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فصارت علية الكنيسة فى الخارج.
وأوضح أن العولمة تعمل على تذويب الهوية والهجرة تتحدى الهوية لذلك علينا الدور القوي في حفظ الهوية، وهي معادلة صعبة للغاية لأننا أمام أمرين إما ننغلق جدًا أو ننفتح جدًا، لكن لابد من عمل التركيبة ما بين جيل عشناه وما بين أجيال تربوا في بيئة مختلفة.
كما أشار البابا إلى أنه يوجد تحولات إيجابية في مسيرة الوطن مثل: قانون بناء الكنائس واقراره بعد 160سنة، اصلاح الكنائس التي اعتدى عليها في أغسطس 2013، وزيارات الرؤساء عبد الفتاح السيسي وعدلى منصور للكاتدرائية مما كرس مفاهيم جديدة في النظرة والعلاقة معنا، المشاركة الوطنية والاعتراف بدور الأقباط في حياة الوطن، اهتمام الدولة بإحياء مسار العائلة المقدسة، وفي برنامج زيارة رؤساء الدول الاهتمام بزيارة الكنيسة القبطية، فلا يصح أن الكنيسة تنعزل.
وأوضح أن المسيحية المصرية لها تأثير عميق على المسيحية العالمية صاحبة مدرسة الإسكندرية والتعليم اللاهوتي وتفسير الكتاب المقدس المتزن، وأن المسيحية المصرية هي التي أنشأت الحياة الديرية والنسكية، مضيفًا أن هناك خطوط تحكم عمل الكنيسة وهي، الخط الأخلاقي: وذللك من التربية والرعاية، الخط الوطني: الكنائس المصرية هى سفارات شعبية، والخط الاجتماعى: والمقصود بها خدمة المجتمع وليست بالكلام ولا اللسان بل بالعمل والحق.
كما أكد «البابا» أن الحفاظ على الهوية مسئولية مشتركة علينا جميعا فلا تفكر محليا، ينبغى أن تفكر عالميًا.. للرب الأرض وملؤها المسكونة وكل الساكنين فيها، هكذا أحبت الكنيسة العالم كله.
واختتم كلمتة قائلًا: أن كل إنسان يحتاج إلى: مجتمع (الوطن) وعمل (الحياة) والآخر (الأسرة العالمية).