رفعت السعيد في حواره لـ«بوابة صوت الأمة»: 70% من المصريين فقدوا ثلث دخلهم.. بعض أعضاء البرلمان لديهم «مراهقة نيابية».. الانقسامات أضعفت الأحزاب.. والخطاب الديني لم ولن يتم تجديده (حوار)
الأحد، 13 نوفمبر 2016 10:31 م
أكد رفعت السعيد الرئيس السابق لحزب التجمع، أن «تعويم الجنيه» أمر كان لابد منه للحصول على قرض صندوق النقد، متمنيا أن يتقدم الاقتصاد المصري بعدها خطوة للأمام، ولفت في حواره لـ«بوابة صوت الأمة»، إلى أن بعض نواب البرلمان لديهم «مراهقة نيابية» ويحتاجون إلى خبرة، وإلى نص الحوار...
بداية.. كيف تصف الآداء الحزبي هذه الفترة؟
الأحزاب يمكن تصنيفها إلي نوعين، نوع ما قبل الثورة ويعتبر أبرزهم التجمع والوفد، إلا أن الوفد يعاني من مشاكل داخلية وانقسامات، وأحزاب مابعد ثورة يناير بعضها انقسم عن أحزاب قديمة مثل التحالف الشعبي الاشتراكي الذي انقسم على التجمع وبعضها وليد يضم بين أفراده أيضا مستقيلين من أحزاب مثل الحزب الديمقراطي الاجتماعي.
كما أن حزب مثل التحالف يعاني من مأزق شديد في ظل رئاسة مؤقته فيما أري مثلا أن معارضة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي للإخوان غير واضحة، وهناك بعض الأحزاب الممولة فهذه اللعبة لم تعد مفيدة ولا تجني أي ثمار فإذا توقف صنبور الدعم يتوقف معه الآداء الحزبي بحيث نرى أحد رجال الأعمال يدخل في المعترك السياسي داعما العمل بالمال.
ولكن هناك أحزابا حققت أرضية وتواجد مثل المصريين الأحرار.. فما ردك؟
أين هذا التواجد أو هذه الأرضية.. عفوا «المصريين الأحرار» اعترف مؤسسه أن إجمالي أعضائه يبلغ 4 آلاف عضو فقط وفي الجمعية العمومية له حضر نصفهم أي نحو 2000 عضو، في ظل ما ينفق عليها بالملايين وهنا يتضح أن وجوده ليس نتيجة لجماهريته ولكن لما ينفق في مشاريعه، لكن النقطة التي تحسب له أنه أحدث تغييرا داخليا حينما منح سلطة كاملة لرئيسه الدكتور عصام خليل أتاحت إمكانية تطوير العمل وتطوير الحزب في إطار هذه التجربة.
لكن «المصريين الأحرار» حصد أكبد عدد من المقاعد في الانتخابات.. فما تعليقك؟
أرى ذلك نتيجة سلبية وليست في صالحه، صحيح أن عدد أعضاؤه كما سبق وذكرت يبلغ 4 آلاف عضو، ومن حضر عموميته 2000 أي أن هذا وحده العدد الفعلي للأعضاء الفاعلين في حين أن الحزب حصد 65 مقعدا أي أن من بين كل 200 عضو خرج نائب فائز في الانتخابات النيابية وهذه نتيجة غير منطقية وغير صحية على بيئة العمل السياسي في مصر لذلك فأنا أؤكد أن نوابهم جئ بهم، وكما قال «جان جاك روسو» إن الديمقراطية لن تتحقق إلا إذا صوت عضو البرلمان ليس وفق رأيه ولكن وفق إرادة من انتخبوه، وهو ما حدث من قبل بعض الأعضاء لقد صوتوا وفق من اتوا به وليس الناخبن طبعا.
كيف تقيم أداء البرلمان؟
مازال المجلس ونوابه «سنة أولى» ووفق التجارب التقليدية في مصر يأتي المجلس بمقاعد نحو 70% من عدد الأعضاء من نواب سابقين، مما يحدث تراكم من الخبرة، ولكن المجلس الحالي لا يشهد هذا التراكم فلم يأتِ من برلمان الإخوان إلا عدد محدود وأيضاً برلمان 2010، وبالنسبة لتحالف «دعم مصر» فلم يحقق أي من تطلعاته حتي الآن حيث لم يستطيعوا تكوين شكل ديمقراطي مع العضوية.
لذلك فإن البرلمان يحتاج لعام أو إثنين لدعم التجربة ليتكون لديهم الإحساس الحقيقي للنائب ولاحظت علي بعضهم أن لديه تصرفات فجة أو مراهقة نيابية مثل نائبة معركة قسم الشرطة بمدينة نصر التي عملت علي ترويع الضباط بأنها نائبة وستربيهم، وغيرها قصص متتالية ولكن الخبرة والمعرفة والوعي سيتكون، وقد يتحقق هذا في الانتخابات القادمة بعد 4 سنوات ولكن بشرط وقف شراء المقاعد.
هل حقق البرلمان مطالب الشارع؟
لم يحقق البرلمان الحالي أي من طموحات المواطنين، لكن النواب يرون أن الناس لم تأخذهم مأخذ الجد، بمعنى أن بعض النواب يشعرون أن المواطنين غير مبالين بهم، لذلك يفتعل بعضهم قضايا مثل الجدل حول الاتهامات بأن «دا اللي أتى به فلان ودا اللي جاء بالصندوق»، لذلك أتصور أن المجلس سوف يشدد الخناق على الحكومة بدلا من الولاء «لصاحب الدكان»، وأعتقد أن الدورة القادمة من الانتخابات ستحقق نتائج أفضل شريطة إذا منع شراء المقاعد وهذا تأكيدا للقاعدة التي تقول «لا انتخابات بلا ديمقراطية ولا ديمقراطية بلا تكافؤ».
ما تقييمك للقرارات الاقتصادية الأخيرة وتحرير سعر الصرف؟
بالنسبة لتعويم الجنيه قالوا إنه إجراء حتمي وضروري، أعتقد كان يمكن تجنبه ولكن لم يتمكنوا من تجنبه لأنه شرط أساسي لصندوق النقد الدولي للحصول على القرض في ظل حاجة ملحة إليه، ولكن دعوني أقول إن انخفاض سعر الجنيه بهذه الصورة المفاجئة جعلت نحو 70% من المصريين يشعرون بالمعاناة في ظل فقدان ما يصل إلى ثلث دخلهم، بعد أن سجل الدولار سعر 18 جنيه بالبنوك رسميا أي أن السوق السوداء يصل أو يتجاوز الدولار بها 20 جنيها لذلك فإن الحل الوحيد هو وضع إجراءات لإنقاذ هذه النسبة الكبيرة من محدودي الدخل لرفع المستوى المعيشي لهم، و بدون ذلك ستحدث كارثة.
هل تتوقع عودة الإخوان للساحة مرة أخرى؟
الإخوان فكرة شأنها شأن أي فكرة من الأفكار تشبه النجيل في الحدائق إذا تم قصها تنمو أكثر، وغالبا ما تكون في صورة حشائش ضارة، وتكون أكثر قدرا من التوحش مالم يصاحب ظهورهم ثانية مواجهة أمنية شجاعة، كما فعل نحوهم الأمن بتجربة يستحقوا عليها الاحترام لذلك يجب أن يكون الأمن علي جاهزية، إضافة إلي تجديد الفكر الديني بشكل حقيقي.
وهل يمكن تجديد الخطاب الديني من وجهة نظرك؟
هذا أمر مستحيل تحقيقه وإذا لاحظنا أن الحديث عن تجديد وتطوير الخطاب الديني كان منذ سنوات ولكن لم ولن يتحقق، ودعوني أسأل ماذا سنغير من خطاب ديني في ظل الالتزام بالفقه الديني الذي وضعه الأئمة الأربعة الشافعي والمالكي وأبن حنبل وأبو حنيفة منذ نحو مايزيد علي 400 أو 600 عام.
كما تم ربط أصول الشريعة بفكرهم في ظل أن هذا الفكر ارتبط إرتباطا وثيقا بظروف اجتماعية وفكرية وثقافية وعلمية وواقع اجتماعي وأخلاقي مختلف تماما عن واقعنا هذه الأيام، ونحن مثلا ملتزمون بمذهب أبي حنيفة وهو رجل عادي بشر مثلنا ورأيه قابل للصواب والخطأ وقابل للتغيير وفق المعطيات، وهذا ما نتج عنه حالات المقاضاة لأصحاب الفكر أمثال فاطمة ناعوت وإسلام بحيري.
وقد أعطانا الشافعي درسا في هذا السياق فكان يحمل فكر بغدادي، وحينما أتي إلى مصر أي بمسافة 400 كيلو وبعد نحو سفر شهر غيّر معتقداته، وعلى الرغم من ذلك وبعد آلاف السنين والفكر مازال يفرض نفسه علينا والبعض يعتقد أن الفقه هو الدين وهذا فهم عتيق وقديم وأؤكد علي أن الفقه ليس هو الدين أبدا.