«القتلة الأوائل» تشعل الصراع مجددا بين السلفيين والمثقفين (تقرير)

الأحد، 13 نوفمبر 2016 06:47 م
«القتلة الأوائل» تشعل الصراع مجددا بين السلفيين والمثقفين (تقرير)
رواية «رحلة الدم..القتلة الأوائل»
سارة الحارث

صدمة جديدة تعيشها الساحة السلفية بعد رواية «رحلة الدم..القتلة الأوائل» التي صدرت في نهاية أكتوبر الماضي، عن دار نشر الكرامة لإبراهيم عيسي. تحفظ السلفيين عليها ليس لكونها رواية تتناول حدث ديني من وجهة نظر علمانية فقط، بل لأن صاحبها –أي عيسى- قدم لها بجملة «جميع شخصيات هذه الرواية حقيقية، وكل أحداثها تستند على وقائع وردت فى المراجع التاريخية». لم يقف «عيسى» عند ذلك، ولأنه يعلم أن الرواية ستثير جدلا حولها، فدون المصادر التاريخية التي استعان بها، لكن ذلك لم يشكل حائط صد لهجوم السلفيين على الرواية، الذين رأوا أن «عيسى» مُصّر على الإساءة للإسلام.

وبالتزامن مع رواية «عيسى» كشفت لجنة الخمسة التي شكلتها رئاسة الجمهورية لبحث العفو عن الشباب المحبوسين، عن أبرز الأسماء التي يطولها العفو، وتضم القائمة فاطمة ناعوت، وإسلام البحيري المحبوسين في قضايا ازدراء أديان.

استقبل السلفيون الخبر الأخير بنوع من التذمر، وخرج أحد الرموز المحسوبة عليهم سامح عبد الحميد، بفتوى تقر بـ«كفر» «ناعوت»، معلنا أن الإفراج عنها قرار غير صائب.

وناشد «عبد الحميد» الرئيس عبد الفتاح السيسي بمراجعة قراره بالإفراج عن «البحيري» و«ناعوت»، مبررًا موقفه بأن كلاهما يعيشون لإهانة الدين، على حد قوله.

وتعود خلافات السلفيين مع المفكرين إلى فترة ما بعد الثورة، عندما ركز السلفيون جهودهم على مراجعة الإنتاج الفكري ومهاجمة كل ما يخالف أفكارهم. واشتدت المعركة منذ عام بين السلفية وإسلام البحيري، فيما كانت مندلعة قبلها بشهور مع فاطمة ناعوت.

لم يتوقف العداء بين السلفية والمفكرين عند هذا، بل دخلوا في حرب مع جابر عصفور عندما كان وزير ثقافة، وهاجم بدوره ابن تيمية الذي تستاق منه السلفية فكرها. وقال «عصفور» أنذاك إن الدولة تخشى السلفيين، ليشنوا عليه حملة تطالب باستبعاده.

وكمحاولة من الدعوة السلفية لنفي صفة التشدد عنها تحاول التحايل على بيانات جهات أزهرية تحرف ما فيها لتبدو متفقة وموقفها. وكان آخر هذه البيانات، بيان نسب لمجلس البحوث الإسلامية عن رواية «رحلة الدم»، نشرته الدعوة السلفية على موقعها «أنا السلفي»، وتتحفظ فيه على قول «عيسى» بأن الرواية مستقاة من مصادر تاريخية، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن يشير إلى الجزء الإبداعي الذي قدمه وأن ليس كل ما جاء فيها حقيقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة