التراث العربي والتاريخ الإسلامي في المعاهد الكنسية (تقرير)
الأحد، 13 نوفمبر 2016 11:59 ص
العلاقة بين الإسلام والمسيحية معقدة على مر القرون، سادت ألفة وتبادل إنساني وحضاري في أحيان، وفى أحيان أخرى شهدت البلد منازعات بينهما، ولكن على مدار التاريخ حدث تبادل حضاري وإنساني بين الديانتين، ولعب المسيحيون دورا بارزا ورياديا في تطوير معالم الحضارة الإسلامية والشرقية.
في عهد الدولة العباسية نشط العلماء المسيحيون خاصًة، في الترجمة من اليونانية إلى السريانية ومن ثم للعربية، كان معظم المترجمين في بيت الحكمة من المسيحيين، ونشطوا أيضًا في مجالات الطب والعلوم والرياضيات والفيزياء واعتمد عليهم الخلفاء، وتأثرت الأنماط المعمارّة الإسلاميّة بالعمارة البيزنطية والمسيحية القرسطوسية.
وفي التاريخ المسيحي أثر المسلمون في أوروبا في العصور الوسطى على مجالات مختلفة كالفن والعمارة والطب والصيدلة والزراعة والموسيقى واللغة والتكنولوجيا. من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر، نهلت أوروبا المسيحية المعرفة من الحضارة الإسلامية، عن طريق نقل الكلاسيكيات وبالأخص أعمال الفيلسوف الإغريقي أرسطو، بعد ترجمتها من العربية. كما تأثرت حرب الأيقونات.
واليوم تدرس المعاهد الكنسية المسيحية التاريخ الإسلامي والتراث العربي، فالكلية الإكليريكية القبطية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تدرس اللاهوت العربي والتاريخ ضمن مقرراتها لطلاب الدراسات العليا.
أما كلية اللاهوت الإنجيلية وهو المعهد الإنجيلي الذى يعتبر مصنعًا لتخريج قساوسة ورعاة للكنائس الإنجيلية بمصر، يُدرس فيها تراث عمار البصري أحد اللاهوتيين العرب، ونظرة عامة للاهوت العربي المسيحي وما يتبعه من شخصيات ساهمت فى كتابته.
وقال القس رفعت فكري مسئول لجنة الإعلام بسنودس النيل الإنجيلي، «اللغة العربية هى لغتنا الجميلة كما قال الشاعر فاروق شوشة».
وأوضح فكري فى تصريح لبوابة «صوت الأمة» أن اللغة العربية تدرس فى كليات اللاهوت الإنجيلية باعتبارها لغة المصريين حاليا ولغة الخطابة والكتابة والوعظ، مضيفا: «لدينا العديد من التراث فى الأدب العربي والتراث اللاهوتى وتراث ديني، كما لدينا مقالات وكتابات مهمة كتبت من قبل العديد من المؤلفين العرب لذلك تعد اللغة العربية مهمة ولها أهمية وتدرس فى كليات اللاهوت الإنجيلية».
واستطرد «فكري»: «الإسلام قدر إيجابي، وهو جزء من الشرق الأوسط وجزء من تاريخ الأمة العربية».