الحكومة الفنزويلية والمعارضة تتعهدان بحل أزمة البلاد سلميا
الأحد، 13 نوفمبر 2016 11:45 ص
تعهدت الحكومة الاشتراكية والمعارضة اليمينية في فنزويلا السبت، إيجاد حل سلمي للأزمة السياسية والاقتصادية العميقة التي تشهدها البلاد عبر «عملية سلمية وانتخابية» وعقد جولة جديدة من المفاوضات في السادس من ديسمبر.
وقال بيان مشترك صادر عن طرفي المفاوضات «نتعهد رسميا بإيجاد حل لخلافاتنا السياسية في إطار دستوري حصرا (من خلال) آلية سلمية وديموقراطية وانتخابية».
وتلا البيان ممثلان عن الجانبين بعد يومين من المفاوضات التي جرت في فندق في كراكاس برعاية الفاتيكان.
وفي تصريح لاذاعة «ريبيلدي» الأرجنتينية، قال الرئيس نيكولاس مادورو إنه يعول على نجاح هذا الحوار، معبرا عن ارتياحه لأن المعارضة جاءت أخيرا إلى طاولة المفاوضات.
وقال مادورو «هناك نموذجان، نموذج ثوري استقلالي ونموذج آخر هو القوى السياسية للنخبة، وهذا النموذج كان ماضي بلدنا». وتابع «لكنني اعترف بالمعارضة الفنزويلية وأعول على نجاح هذا الحوار».
وأكد بيان نشر لاحقا وتلاه كارلوس أوكاريز وهو أحد المفاوضين عن ائتلاف «طاولة الوحدة الديموقراطية» الذي يضم جزء كبيرا من المعارضة، أن الائتلاف سيعمل «للتوصل الى ما هو أهم: انتخابات وطنية واستفتاء» ضد الرئيس مادورو.
العيش بسلام معا
لكن البيان المشترك الذي يحمل عنوان «العيش معا بسلام» لم يأت على ذكر أي من هاتين النقطتين.
وتطالب المعارضة التي تستفيد من الاستياء الشعبي في هذا البلد النفطي الذي يشهد أزمة اقتصادية بسبب انهيار أسعار النفط، باستفتاء لإقالة مادورو قبل نهاية 2016 أو إجراء انتخابات مبكرة في الربع الأول من 2017.
لكن السلطات الانتخابية جمدت الاستفتاء، ورئيس الدولة يؤكد انه سيبقى في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية في يناير 2019. وكرر الخميس الماضي «لست مهووسا بفكرة إجراء انتخابات غدا، الشعب سيقرر ذلك في 2018".
وتعليق هذه الإجراءات أدى إلى زيادة التوتر السياسي في البلاد وتبادل اتهامات بين الجانبين.
نقص الأدوية
وكرر 15 حزبا سياسيا معارضا رفض المشاركة في هذه المفاوضات مع الحكومة، في رسالة إلكترونية للفاتيكان السبت أن الشروط لم تجتمع بعد لإجراء محادثات حقيقية.
وطالبت هذه الأحزاب في الرسالة الإلكترونية بتنظيم استفتاء لأقصاء الرئيس قبل نهاية 2016"، مؤكدة أنه بديل سلمي وديموقراطي وانتخابي ودستوري.
وبانتظار حل محتمل عبر صناديق الاقتراع، اكدت الحكومة والمعارضة المشاركة في المفاوضات السبت انهما ملتزمتان «إقامة علاقة سياسية محترمة». وقال الجانبان في البيان «نعبر عن التزامنا الثابت حيال تعايش سلمي ومحترم وبناء لانه لا سياسة ولا تعايش في العنف».
وتعهد الطرفان أيضا بالقيام بتعبئة وطنية واسعة من أجل الوفاق والاعتراف المتبادل والسلام.
وبانتظار الجولة الجديدة في السادس من ديسمبر، سيواصل مفاوضو الطرفين العمل برعاية الفاتيكان واتحاد دول أمريكا الجنوبية «أوناسور» الذي يرئسه الرئيس الكولومبي ارنسوت سامبير، في اطار اجتماعات تخصص لقضايا محددة.
وبعد هذين اليومين من المفاوضات، دعا المونسنيور كلاوديو ماريا سيلي ممثل البابا فرنسيس الى اتخاذ اجراءات على الصعيد الاقتصادي "في الامد القريب لضمان توفير الأدوية والغذاء التي تفيد أرقام رسمية أن النقص فيها في السوق يبلغ 80 بالمئة.
وتتهم المعارضة الرئيس الوريث السياسي لهوغو تشافيز، بإغراق هذا البلد المنتج للنفط في أزمة اقتصادية خطيرة لأنه لم يتوقع تراجع أسعار النفط ولم يتحرك في الوقت المناسب. ويفترض أن يبلغ التضخم 475 بالمئة هذه السنة حسب صندوق النقد الدولي، ثم 1660 بالمئة في 2017.