«السلفيات».. الأكثر طلاقًا (تقرير)
الجمعة، 11 نوفمبر 2016 01:21 م
«سيدات من طبقات قماش»، هذا هو الوصف الشائع لنساء السلفية. وإن كان مجتمع السلفيين منغلقا، فمجتمع نسائه يكاد يكون منسيا. جرت العادة ألا يرتفع لهن صوتا، ومن الصعب أن تتحدث إحداهن خارج نطاق مجتمعها، مقالة ثرثارة منهم تحب الكلام هو فرصة نادرة، والتقت بوابة «صوت الأمة» مع ثلاثة من أولئك النسوة، كشفوا عن خفايا هذا المجتمع المجهول، لماذا تعتبر هؤلاء النسوة الأكثر طلاقًا بين المصريات، وكيف تقبل السلفيات بان تكون بزوجة ثانية أو تكون هي الزوجة الثانية.
وتحكي هيام محمد، المطلقة التي رفضت الإفصاح عن اسمها الحقيقي، والبالغة من العمر 35 سنة، قصتها وهي أم أربعة أبناء نتيجة أربع سنوات من الزواج، بعد طلاقها هاتفت الشيخ الذي تتبعه لتستشيره عما يجب أن تفعله، فطمئنها بأنها ستخطب يوم انتهاء العدة، وقد كان.
تتذكر ذلك وهي تضحك عندما تعود إلى هذه الخطوبة عبر الصور المحتفظة بها على هاتفها، قالت «هيام» إنها لم تعرف الشخص الذي ستخطب له ولا طبعه ولا اسمه لكنها وافقت لثقتها في الشيخ، مشيرة إلى أن عقد القران تم بعد الخطبة بشهر واحد لكنها طلقت منه في الشهر التالي عندما طلب منها لأكثر من مرة أن تخبره بأنها تحبه أكثر من أبنائها، تتذكر ذلك وتقول إنه «كان مريض».
أشارت هيام إلى أنها خطبت أربع مرات بعد الطلاق الثاني، وكشفت عن أن الخوف من نظرة المجتمع للمطلقة أو صعوبة زواجها خاصة إذا كانت أم لأبناء لا وجود له في المجتمع السلفي. وتوضح أن السبب في ذلك هو الشيخ الذي يقنع الزوج الجديد بثواب ستر امرأة مطلقة، مضيفة أن مهمة الإقناع تلك سهلة أصلًا لأن كل من يقبل على زواج السلفيات المطلقات هم الرجال الراغبين في زوجة ثانية.
وأوضحت أن الزواج الثاني لدى السلفي ليس أزمة لأن الشيخ أيضًا يقوم هنا بدور إقناع الزوج والزوجة بإمكانية الزواج بأقل التكاليف، مع الاستشهاد بأحاديث تقول إن الزواج قليل التكلفة أكثر بركة، وتنهي كلامها وهي إنها لا تحمل هم زواجها مجددًا لأنها تعلم أن الشيخ يوفر لها الخطباء، وتابعت بضحكة ساخرة: «لكن كل اللى بيجبهم لازم يبقوا ملتحين ولازم تبقى لحيتهم ريحتها وحشة».
نرمين علي، 22 عامًا، أكثر تحفظا من «هيام» ربما لحداثتها في عالم السلفية، إذ تقول إنها دخلت إليه في عمر 18 عندما تعرفت على مجموعة في مسجد جوار بيتها أهدوها أشرطة وكتيبات للشيخ محمد سعيد رسلان، لتدخل من هنا إلى السلفية وتبدأ تهدي الأشرطة لغيرها كمحاولة لاستقطاب المزيد من الفتيات.
وتتابع إنها سعيدة منذ دخلت هذا العالم، معتبرة إن حياتها بدأت مع هذا الحدث. وترفض «نرمين» الحديث عن شخصيتها عن قرب، ربما خوفًا من أن تنطق بلفظ يسيئ للنقاب الذي تقول إنها تعشقه، لكنها تطرقت فقط إلى تأخر سن زواجها بالمقارنة بسن الزواج لدي السلفيين الذي يتراوح بين 18 و20 عام على الأكثر.
وأرجعت سبب التأخير لأنها لا تنتمي لبيت سلفي الأمر الذي يخيف رجال السلفية الذين يتقدمون إليها لأنهم يعتقدون أنها لم تنشئ على تربية سلفية، وتترك «نرمين» مسئولية زواجها للشيخ الذي تتبعه والذي يقنع الأزواج المحتملين بها، وتنهي كلامها إنها لا تريد الزواج من أجل شيء إلا لكي تكون أم لعشرة أبناء يعوضون المفقودين في معارك سوريا.
«وفاء» 30 عاما، الفتاة الثالثة التي التقت بها «صوت الأمة» رفضت ذكر اسم والدها، تشرح عن قرب معالم في حياة المرأة السلفية، فتقول إنها ملتزمة بأن تتجه إلى مجتمع نسائي كل أسبوع في مكان يجمع نساء المنطقة التي تسكن فيها وهي شبرا، ليقوم على أمور الدين والدنيا، كما تقول.
وتتابع إن هذه المجالس تكون جادة إذا ما كان هناك عضوة جديدة يسعون لجذبها، أم إذا كان جمالموجودات قديمات فيتجه الحوار إلى شئون نسائية بداية من التجميل والملابس وحتى الجنس والعلاقات الزوجية.
وأشارت إلى أن بعضهن تأخذن راحتهن فقط في تلك المجالس التي تكون غالبا في بيت سيدة مطلقة لعدم وجود رجال به، مضيفة أنهن تستعن بطبيبات نساء وتوليد للكشف عليهن بالمجان، لاسيما أن هذا المجلس يعد مكانا لإتمام مشاريع الزواج.