أمريكا تلتقط أنفاسها على وقع زلزال «ترامب» السياسي (تقرير)

الجمعة، 11 نوفمبر 2016 10:01 ص
أمريكا تلتقط أنفاسها على وقع زلزال «ترامب» السياسي (تقرير)

تلتقط أميركا أنفاسها على وقع ارتفاع قياسي في البورصة وبوادر عملية انتقالية سلسة وخطاب سياسي هادئ، بعد فوز دونالد ترامب المفاجئ في الانتخابات الرئاسية، فيما يواصل الرئيس المنتخب الجمعة التحضير لتولي المهام العليا.

وبعدما ألقى خطابا اتسم بنبرة مصالحة ليلة فوزه في الانتخابات، أعطى ترامب خلال لقائه مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما الخميس إشارة قوية الى عزمه على الابتعاد عن نبرة المرشح الاستفزازية والعدائية لاتخاذ موقف رئاسي هادئ.

وطوى الرجلان اللذان لم يلتقيا من قبل صفحة الحملة العنيفة والعدائية التي استمرت أشهر طويلة، ليشددا في المكتب البيضاوي على عزمهما على إنجاز عملية انتقال للسلطة سلسة وبدون مشكلات.

وقال رجل الأعمال الثري جالسا قرب أوباما في البيت الأبيض، وقد بدا وكأنه يشعر برهبة الموقع: «انه لشرف عظيم سيدي الرئيس أن أكون معكم»، وهو الذي شن على مدى سنوات حملة شائعات للتشكيك في شرعية الرئيس مدعيا أنه لم يولد على الأراضي الأميركية. وبعد ساعات، أشاد على تويتر بـ«يوم رائع» في واشنطن وبـ«توافق جيد» مع الرئيس الديموقراطي.

من جهته، قال أوباما إنه أجرى «محادثات ممتازة» مع ترامب الذي أعلن خلال الحملة أنه يمثل خطرا على الديموقراطية الأميركية، وأضاف: «نريد أن نبذل كل ما في وسعنا لمساعدتكم على النجاح».

ولم يسبق لرجل الأعمال الثري أن شغل أي منصب منتخب، وخاض وحيدا وسط خلافات مع حزبه نفسه حملة الانتخابات التمهيدية الجمهورية ثم حملة الانتخابات الرئاسية، وسيسعى الآن للفوز بدعم قادة الحزب الذي يسيطر على مجلسي الكونجرس.

وبعد خلافات داخلية عميقة في الحزب، يبدو أن فوزه الكاسح والزلزال السياسي الذي أحدثه بددا التحفظات التي أعرب عنها البعض منتقدين أسلوب وخطاب المرشح الذي يوصف دائما بالعداء للأجانب وتحقير النساء.

وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، قال رئيس الحزب الجمهوري راينس بريباس الذي تفيد وسائل الإعلام بأنه قد يكون عضوا في إدارة ترامب المقبلة: «آمل أن يكون الجميع رأى دونالد ترامب الرئاسي هذا، الذي كنا على يقين منذ البداية بأنه سيكون على مستوى المنصب».

أرقام قياسية في البورصة واحتجاجات


التقى دونالد ترامب الذي يتسلم مهامه الرئاسية في 20 يناير، الرجلين اللذين سيكلفان إقرار برنامج الرئيس الأميركي الـ45 في قوانين: رئيس مجلس النواب بول راين ورئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.

وحطم انتصار ترامب الذي استند على غضب ناخبين شعروا بأنهم مهمشين من النخب ومهددين بوجه العولمة، آمال الديموقراطية هيلاري كلينتون بأن تصبح أول امرأة في سدة الرئاسة الأميركية، رغم إجماع استطلاعات الرأي على توقع فوزها.

غير أنه يهدد أيضا إرث باراك أوباما السياسي ولا سيما على صعيد الضمان الصحي والمناخ والتبادل الحر وغيرها من المواضيع. ومن سخرية القدر أن "وريثته" السياسية هزمت في وقت يحظى الرئيس في نهاية ولايته بنسبة شعبية قياسية.

وسيواصل الرئيس المنتخب في الأيام المقبلة استعداداته لتولي أعلى منصب في السلطة والعمل على تشكيل فريقه. غير أنه لم يعلن عن أي موعد مقرر الجمعة.

وشهدت الولايات المتحدة لليلة الثانية على التوالي تظاهرات احتجاجا على انتخاب دونالد ترامب، من قبل شريحة واسعة من الأميركيين يجدون صعوبة في تقبل الامر، ولا سيما الشبان.

وتظاهر مئات الطلاب مساء الخميس في لوس انجليس وسان فرانسيسكو (غرب) غداة تجمعات جرت في العديد من المدن الأميركية.

ويبدو أن الرئيس المنتخب لم يتخل عن نشر هجمات شخصية على تويتر فندد بـ"متظاهرين محترفين مدفوعين من وسائل الإعلام".

أما البورصة، فقومت أوضاعها بشكل سريع بعدما كان المستثمرون يبدون مخاوف الأسبوع الماضي لاحتمال وصول ترامب إلى البيت الأبيض، فحطم مؤشر دو جونز رقما قياسيا الخميس في وول ستريت، وأجرى دونالد ترامب اتصالات هاتفية مع عدد من قادة العالم.

ودعا رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الى زيارته "في أسرع وقت ممكن" ومن المحتمل أن يعقد لقاء الأسبوع المقبل مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

وأبدت كندا والمكسيك استعدادهما لمعاودة التفاوض في اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية بعدما دعا ترامب خلال حملته الانتخابية للعودة الى المزيد من الحمائية في الولايات المتحدة، متحدثا مرارا عن معاودة التفاوض في الاتفاقية بل حتى إلغائها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة