لماذا فشلت استطلاعات الرأي في التنبؤ بفوز «ترامب»؟
الأربعاء، 09 نوفمبر 2016 12:22 م
قبل ساعات من ظهور النتائج النهائية للسباق الرئاسي الأمريكي، يفوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، قال استطلاع تم من قِبَل صحيفة واشنطن بوست وقناة "ABC News" أن المرشحة الديمقراطية تتقدم على "ترامب" على مستوى البلاد، بفارق يبلغ 4 نقاط، فيما أظهرت استطلاعات شبكة "NBC" التليفزيونية تقدم "كلينتون" بفارق 6 نقاط على نظيرها "ترامب"، وتبعهما في تلك التوقعات شبكة بلومبرج الشهيرة، الأمر الذي مثل تضليلًا لتوجهات الرأى العام الأمريكي، وعلى المستوى العالمي أيضًا.
وبالبحث عن الأسباب التي تقف خلف نتائج الاستطلاعات الأمريكية المُغايرة عن الواقع الفعلي الأمريكي، طوال فترة الحملات الانتخابية لكلا المُرشحين، رصدت بوابة "صوت الأمة" أن الاستطلاعات الأخيرة، والتي التفتت إليها أنظار العالم؛ أجريت قبل إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، الأحد الماضي، قراره النهائي بعدم محاكمة هيلاري كلينتون في إطار التحقيق في قضية استخدامها بريدًا إلكترونيًا خاصًا خلال فترة توليها منصب وزير الخارجية الأمريكي.
وفي منتصف أكتوبر الماضي، أكد موقع ويكيليكس الشهير، أن حملة المرشحة الديمقراطية تنشر استطلاعات مُضللة لتوهم الطرف الآخر بتراجع كبير، ما يدفع داعميه للتراجع عن التصويت لصالحه.
كما ذكر عدد من المواقع الأمريكية أن الاستطلاعات قد تكون غير حقيقية لوجود هامش للخطأ قد يعود إلى عدم رغبة الناخبين للقول صراحة بدعمهم لمرشح "عنصري" مثل ترامب، بما يعرف بـ "تجنب الناخب هذا الحرج"، كما يعرف بـ "تأثير برادلي" إشارة إلى توم برادلي أول مرشح أسود لعمدة لوس أنجلوس، حيث أشارت كافة استطلاعات الرأي في عام 1982 إلى فوزه، إلا أنه خسر، حيث أن الناخبين من ذوي البشرة البيضاء لم يأكدوا صراحة عدم رغبتهم في التصويت لمرشح أسود البشرة.
سبب آخر لتضليل استطلاعات الرأي، بحسب المواقع والصحف الأمريكية، وهو انحياز عدد من وسائل الإعلام الأمريكية الأوسع انتشارًا إلى المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، مثل صحيفة واشنطن بوست، ونيويورك تايمز، والتي تبنت بالفعل حملات مضادة لـ"ترامب" من تقارير ومقالات ورسوم كاريكاتيرية، وما إلى ذلك...
وتجدُر الإشارة إلى أن استطلاعات لوس أنجلوس تايمز واستطلاعات IBD/TIPP هما الجهتين الوحيدتين اللتين أعلنتا استطلاعاتهما احتمال فوز المرشح الجمهوري "ترامب"، أما Nate Silver's FiveThirtyEight الذي نجح في التوقع بشأن الجولتين الأخريين من الانتخابات الأمريكية فقد تنبأ بأن هيلاري كلينتون في طريقها للبيت الأبيض بنسبة 66% ، ونقلت صحيفة الديلي ميل عن لاري سباتو، مدير مركز جامعة فيرجينيا للسياسات اعتقاده بأن استطلاعات الرأي لم تأخذ في اعتبارها مشاركة ذوي البشرة البيضاء من المناطق الريفية في الانتخابات الأمريكية، كما قدرت بشكل مبالغ فيه بعدد المواطنين من ذوي البشرة السوداء الذين شاركوا بالفعل في التصويت.
أيضًا أشارت الصحيفة البريطانية إلى قول عدد من الناخبين بأن استطلاعات "كلينتون" الخاطئة تمامًا لعبت دورًا أساسيًا في الحكم الخاطئ على نتيجة الانتخابات "لافتة إلى أن أن حملة "كلينتون" أنفقت ثروة هائلة على أرقام غير دقيقة.
وكانت استنتاجات أهم استطلاعات الرأي بالولايات المتحدة الأمريكية، قد توقعت تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، عن منافسها الجمهوري دونالد ترامب، بفارق عدة نقاط تراوحت بين الـ 3 إلى 6 نقاط، وذلك قُبيل بدء مراكز الاقتراع بالولايات المتحدة الأمريكية ل‘ختيار رئيسها الـ 45؛ لتظهر نتيجة السباق الرئاسي في ساعات مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، مخالفة لكافة التوقعات حيث فوز الجمهوري "ترامب".