متى يتفرغ الأزهر لمهمة «تجديد الخطاب الدينى»؟ (تقرير)
الأربعاء، 09 نوفمبر 2016 01:17 صسارة الحارث
تعددت دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني، وكان آخرها التوصيات التي خرج بها مؤتمر الشباب الذي عقد في شرم الشيخ مؤخرا واختتمت فعالياته في 27 أكتوبر الماضي، وكان من ضمنها الاستماع من الشباب في ملف تجديد الخطاب الديني.
ويولي "السيسي" أهمية كبيرة لملف تجديد الخطاب الديني، إذ طرحه في ثلاث مناسبات، متحدثًا لرجال الدين الإسلامي بانه سيحاجيهم يوم القيامة إذ أبقوا على القديم الموروث، قائلًا "إن الخطابات الدينية القائمة تعاني خلل وهو ما أدى لخروج الجماعات المسلحة".
ويرى مراقبون أن ملف تجديد الخطاب الديني رغم مرور ثلاثة أعوام على إطلاقه من قبل "السيسي" إلا أن نتائجه ضعيفة للدرجة التي لم يحدد فيها حتى، ما المقصود بالخطاب الديني؟ وهل الخطاب الديني واحد أم متعدد؟.
وبشهادة مقربون من شيخ الأزهر فهم يبررون النتائج الضعيفة بانشغال "الطيب" خلال العام الأخير بزياراته إلى الخارج ما أثر على خطواته العملية في ملف تجديد الخطاب الديني، إلا أن المفارقة في الأمر أن شيخ الأزهر كلما تحدث في مؤتمر دولي قال إن الإسلام بريء من الأفكار المتطرفة وأنهم أي "الجهاديين" يستخدمون تفسيرات قديمة وأحاديث نبوية ضعيفة لا يمكن البناء عليها.
ويبدو أن حديث شيخ الأزهر عن التفسيرات القديمة هو بالضبط ما يؤكد حتمية تجديد الخطاب الديني الذي سيخلصنا من خطابات المتطرفين، ما يعني أن الكفة ترجح تجديد الخطاب لا الجولات الخارجية إذا تم التعارض بينهما، ومن هنا يطرح سؤال حول مدى ضرورة تفرغ الأزهر لمهمة تجديد الخطاب الديني، أو حتى وضعه في مرتبة متقدمة ضمن أجندة أعماله.
الشيخ سيد عبود، مستشار وزير الأوقاف، قال إن ملف تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى درجة كبيرة من الاهتمام لم يحصل عليها بعد، مشيرًا إلى أن ذلك لا يمكن أن يأتي على حساب الزيارات التي تسمح للأزهر بأن يكون صوت الاعتداد في وجه أصوات الجماعات المتطرفة أمام الغرب.
ولفت إلى أن العمل يجب أن يكون بالتوازي على ملفي تجديد خطابنا الديني وتنقيحه علاوة على ملف مواجهة الإسلاموفوبيا في الغرب، مشددًا على أن حل أزمتنا الدينية أهم لأنها ستحل أزمة العالم مع الإسلام ولكن على المدى البعيد.
كما اتفق معه سامح عيد، عضو لجنة "مصر رائدة التنوير" التي قامت على ملف تجديد الخطاب الديني، قائلًا إن "ملف التجديد يحتاج إلى رؤية أوسع بحيث تشمل المثقفين والقائمين على التعليم"، مؤكدا أن ملف تجديد الخطاب الديني على درجة عالية من الخطورة، ويتطلب منا أولوية رغم كل الأزمات التي تمر بها الدولة.
وتابع: "ماذا ننتظر إذ خرج منا من يبيحون دماء الأطفال ويرون في ذلك شرع الله؟"، مشددًا على أن الكثير من المصطلحات يجب النظر إليها ومعرفة مدى إتفاقها مع العصر وصحيح الدين اليسر.
ولفت إلى أن الأزهر عليه أن يعطي مساحة كبيرة لهذا الملف، "لأن التجديد سيحدث سيحدث باعتباره حتمية تاريخية، وما نقوله من مطالبات هو محاولة للتعجيل به".
ولفت إلى أن الأزهر عليه أن يعطي مساحة كبيرة لهذا الملف، "لأن التجديد سيحدث سيحدث باعتباره حتمية تاريخية، وما نقوله من مطالبات هو محاولة للتعجيل به".