«الأزهر»: قيم الإسلام تدعو لبناء السلام بين بنى البشر جميعا

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2016 04:52 م
«الأزهر»: قيم الإسلام تدعو لبناء السلام بين بنى البشر جميعا
الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، أن قيم الإسلام تدعو إلى بناء السلام بين بني البشر جميعا، وأن المشتركات بين بني الإنسان كبيرة، داعيا إلى استثمار هذه القيم في وقف شلالات الدماء، وتنقية الشعور الديني من الضغائن والتكاتف لمواجهة العنف، واسعاد البشرية والقضاء على الجوع، والفقر والمرض.

جاء ذلك في كلمة القاها رئيس جامعة الأزهر اليوم الثلاثاء، أمام المؤتمر الدولي النظري التطبيقي التاسع«المثل العليا وقيم الإسلام في مجالات التعليم للقرن الحادي والعشرين» المنعقد بالعاصمة أوفا بجمهورية باشكورتستان بروسيا.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر، أن حسن الخلق طريق حقيقي للسلام، وإطفاء الخلافات، وإذابة الخصومات، لافتا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، بين أن جوهر رسالة الإسلام هي مكارم الأخلاق في الحديث الصحيح «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وقد جاء الحديث بلغة الحصر، وفي الحديث الصحيح «إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» كما بين القرآن أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء بالسلم لا بالحرب، وأن عمود رسالة الإسلام الرحمة للإنسانية كلها، وهو واضح جلي في قوله تعالى واصفا رسوله محددا الغرض من رسالته (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (الأنبياء107).

وأوضح أن مكارم الأخلاق هي مجموعة القواعد السلوكية التي تحدد السلوك الإنساني وتنظمه بما يحقق إنسانية الإنسان، لذا لايمكن أن تكون الأخلاق الفاضلة نتاج عقل، إذ إنه يتسم بالأنانية وتضخيم الذات وطغيان الغرائز والتباين في الآراء، وتغليب المصالح، لذا جاء وحي السماء بالقيم والمثل العليا، ورسّخ قواعدها، وأرسل المرسلين لتطبيقها واقعا عمليا في حياة الناس وكان الإسلام تمام رسالات السماء، وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكمل المرسلين خلقا كما صح بذلك الحديث الذي أسلفنا ذكره، من هنا نحن مع من يقول إن الأخلاق في الإسلام عبارة عن«مجموعة من المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني التي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان وتحديد علاقته بغيره على نحو تحقيق الغاية من وجوده في هذا العالم على أكمل وجه».

وأكد رئيس جامعة الأزهر، أن قيم الإسلام قادرة على مواجهة العنف والتطرف فهي تهتم بالسلم العام، وتدعو إلى مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، قال تعالى «ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن» (العنكبوت 46) كما أنها تدعو إلى عدم إثارة الحقد والكراهية قال تعالى«ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم» (الأنعام108)، كما أنها حال الحرب تحافظ على أمن المحايدين قال تعالى«فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا» (النساء90) كما أنها تدعو إلى حسن الجوار، وترك المبادرة بالشر، قال تعالى«ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا»(المائدة 2) كما أنها تأمر بعدم التعرض للمدنيين حال الحرب قال تعالى«وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم» (البقرة190).

وقال رئيس جامعة الأزهر، إن دعوة الإسلام مرتكزة على تنوع الشعوب والتعدد المجتمعي، ولا سبيل إلى الالتقاء إلا بالتعارف والتعاون، وقد جاء ذلك في قوله تعالى:« يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» (الحجرات13)
كما ترتكز دعوة الإسلام وقيمه على التسامح، والحوار لا الصدام، والتعايش لا التناحر،وقد جاءت نصوص القرآن والسنة المطهرة معلنة عن ذلك بكل وضوح من ذلك،فقد أمر الله نبيه بالعفو والصفح عن غير المؤمنين به قال الله تعالى:" وقيله يارب إن هؤلاء قوم لايؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون "(الزخرف89،88) كما أمره بالصفح الجميل ( فاصفح الصفح الجميل ) " الحجر: 85" ويقول«خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض على الجاهلين» الأعراف:199" وقوله ـ تعالى: «قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله ليجزى قوما بما كانوا يكسبون» " الجاثية:14".

ومن قيم الإسلام ثقافة التعايش التي أكد الإسلام عليها بقاء الآثار والكنائس والمعابد حتى ما يخص أتباع الديانات غير السماوية، وذلك في البلاد التي فتحها المسلمون على مر التاريخ، في كل البلاد، ومن يفعل غير ذلك من داعش وغيرها يبرأ منه الإسلام، وهو ناتج عن فهم مغلوط مشوه عن الإسلام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق