«غزل قنا».. قلعة فى «مهب الريح» وعمال تحت رحمة الضياع

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2016 05:21 ص
«غزل قنا».. قلعة فى «مهب الريح» وعمال تحت رحمة الضياع
محمد عبدالله وعبد الرحمن الهندي

«أنقذوا قلعتنا قبل فوات الأوان».. صرخات أطلقها مئات العمال بمصنع غزل قنا، بعد أن توقفت معظم ماكيناته عن العمل وتسريح آلاف العمال من ذوى الخبرة خلال السنوات الماضية بالمعاش المبكر، وانخفاض إنتاجيته وتكدس ما يتم إنتاجه بالمخازن، وتساءلوا متى ننقذ المصنع من عثرته وإعادة حيويته وشبابه الإنتاجي؟

المصنع الذى أقيم على مساحة 75 فدان فى منطقة صحراوية شرق مدينة قنا، حوله 5 آلاف عامل ومهندس وفنى فى عام 1961 إلى بؤرة اهتمام عالمية، ومن خلال 3 ورديات والعمل ليل ونهار تحول إلى واحة للإنتاج والذى كان يتم تصديره الى روسيا واوربا الشرقية، 56 عام من العطاء والنضال فى سوق الغزل والإنتاج لا يلتفت إليه أحد وكأن هذا التاريخ أصبح ركامًا غير شافع لأحد أهم مصانع الصعيد الجوانى.

وجاءت السنوات الأولى من التسعينيات لتتحول خلية الإنتاج إلى منحنى من الإهمال والركود والخسائر وبدأت تدب فيه علامات الشيخوخة، فبدلًا من أن تطوره الحكومة لجات إلى الحل الأسهل، وهو تسريح العمال بالمعاش المبكر، ليصبح عدد عماله 542 عاملًا فقط، ما ترتب عليه خفض الإنتاج من 8 أطنان إلى 3 أطنان فى اليوم.

بركات الضمرانى، الناشط العمالى المعروف، يصف ما حدث فى المصنع، ويقول إنه نتيجة طبيعية فالوهن وأمراض الشيخوخة اعتلت كل جنباته فانخفاض الإنتاج ناتج عن خفض العمالة ونقص إعداد الماكينات. والذى كان يضم 112 ماكينة أصبحت الان 36 ماكينة فقط، متوقف منها أكثر من 6 ماكينات فالمطلوب إعادة وضع الشركة على خريطة الاستثمار من جديد لاستعادة شبابه وحيويته.

وطالب بتنظيم دورات تدريبية للعمال الجدد نتيجة خروج الكثير من العمال المهرة من اصحاب الخبرات الى المعاش المبكر واحتياج الجدد لمهارات فى العمل وإتقانه.

وقال عمر على، عامل، إن هناك العديد من الماكينات التى بدأ العمال فى إصلاحها بخبراتهم رغم عدم توافر قطع الغيار والتى توجد داخل المصنع منذ أكثر من 40 عامًا خاصة الماكينات، موضحًا أن المشكلة الأساسية هي الانتاج المتراكم منذ عدة أشهر بعد انخفاض الطلب عليه بجانب تهالك سيارات النقل التي تنقل الانتاج مما يفقد المصنع ميزة توصيل المنتج للعميل، وهو ما زاد من خسائر المصنع.

وطالب أحمد زكى، عضو بمركز حماية لحقوق الإنسان، بالوقوف بجوار العمال فى مشكلاتهم المتراكمة من رصيد الإجازات وصرف حافز الإضافي للعاملين بقسم الصادر التى توقفت دون مبرر.

وأكد سيد حامد، رئيس الاتحاد المحلي لنقابات عمال المحافظة، أمين عام النقابة العامة للغزل والنسيج سابقًا، أهمية أن تقوم الدولة بضخ استثمارات جديدة وتطوير المصانع إداريًا وفنيًا وزيادة عدد العمال المدربين وخاصة بعد خروج الخبرات والكفاءات إلى المعاش المبكر ليستعيد طاقته الإنتاجية، بالاضافة الى توفير احتياجات السوق المحلي ووقف استيراد الغزل الذى يهدد الصناعة الوطنية، وطالب بتشكيل لجنة من الوزارات المعنية للنهوض بصناعة الغزل والنسيج وإفاقتها من عثرتها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق