صور: بحيرة المنزلة.. «مقبرة» كيماويات بورسعيد
الأحد، 06 نوفمبر 2016 03:40 م
«مياه صافية.. زرقتها تخطف الأبصار.. يحمل من الجمال ما يثير الدهشة».. اتسع بؤبؤ العين متأملا في جمال ألوانه.. إنها بحيرات «بورسعيد».. تارة تجذبك خضار مياهه.. وأخر تراها زرقاء.. وبين متعة المشاهدة وحالة التأمل تقفز من بعيد سمك باحثة عن النجاة من بقعة في وسط المياه شوهت منظر اقترب من الكمال.. إنها بحيرة المنزلة.
على بعد أمتار من شاطىء بحيرة المنزلة.. ظهرت بقاعة غريبة.. هرب منها ساكنى المياه.. بقعة سارت حتى وصلت إلى منتصف مياه البحيرة.. تسبب فيها «ماسورة» خرجت من إحدى المصانع، تم من خلالها تصريف فائض «الصودا الكاوي، والكلور».. مجموعة من المواد الكيميائية التي تفاعلت مع المياه، وتسببت في قتل الكثير من الثروة السمكية، وتلوث الهواء.
مصنع «تى سى أى سنمار للكيماويات».. مصنع على أطراف بحيرة المنزلة يستغل كميات كبيرة من مياه الشرب.. وتدمير شبكة الصرف الصحي.. هكذا قال أحد أهالي بورسعيد، مشيرًا إلى أن المصنع ساهم في تدمير الثروة السمكية من خلال تصريف انتاجه الكيميائي في مياه البحيرة، موضحًا أن المصنع يستخدم كميات كبيرة من مياه الشرب النقية للاستخدام الصناعي، والتي كانت مخصصة لأهالي بورسعيد رغم ندرة المياه.
وأوضح أحد العاملين بمصنع «سنمار»، أن المواد التي ينتجها المصنع سامة، ويتم يتصريفها في مياه البحيرة، مشيرًا إلى أن اللجنة الأخيرة لوزارة البيئة أقرت وجود خطورة ناتج عن مخلفات المصانع، وطالبت بعمل بعض التعديلات حتى لا تؤثر على الثروة السمكية، والمواطنين.
«أصحاب المصنع مش مصريين».. هكذا أكمل العماملون بالمصنع، مشيرًا إلى أن أصحاب المصنع لن يهتموا بحالة البيئة وتصريف المخالفات بمياة البحيرة، بسبب أنهم لا ينتموا لمصر.
من جانهم أكد عددًا من الصيادون، أن سطح مياه بحيرة المنزل تنتشر عليها مادة بيضاء، بمحيط مصنع «سنمار»، مشيرين إلى أن تلك المادة تتسبب في احتراق الجلد، فضلًا عن تسببها بالعديد من الأمراض ومنها: «الفشل الكلوى، وأمراض الكبد، والسرطان»، مشيرين إلى أن الأسمك ببحيرة المنزلة أصبحت سامة.
« بحر بورسعيد ميأكلش عيش.. ومش بنصطاد أكتر من 10 كيلو سمك في اليوم».. هكذا قال عبد الحميد، أحد صيادى بورسعيد، مشيرًا إلى أن تصريف المواد الكيميائية في البحيرة تسبب في موت معظم ألأسماك.
وفي ذات السياق أكد الدكتور محمود حسين، النائب البورسعيدى، أن ارتفاع مستوي الإصابة بـ«الفشل الكلوي، والكبدي» بالمحافظة سببه الرئيسي الصرف الصناعي الناتج عن المصانع التي تقوم بثلويث بحيرة المنزلة، مضيفًا أن صرف المواد الكيماوية بالبحيرة يؤثر علي صحة أبناء المحافظة، وهو ما يعتبر كارثة لا يمكن السكوت عليها.
ولفت حسين، إلى إعتقاده بأن الاسماك النافقة التي تُباع في بعض الأسواق تُعتبر خطر حقيقي يهدد أبناء هذه المحافظات بالأمراض الخطيرة.
جدير بالذكر أن اللواء مصطفى عبد اللطيف محافظ بورسعيد السابق، وافق على توسعات مصنع سنمار لإنتاج الكيماويات بناء على تقرير لجنتى الصحة والبيئة بمجلس الشعب، الذى أكد أن المصنع غير ملوث للبيئة وليس له أى تأثير بيئى أو خطورة على المنطقة السكنية المجاورة له.
كما وافق المحافظ السابق لـ«سنمار» على تخصيص قطعة أرض بالمنطقة الصناعية لإقامة مصنع لإنتاج «الإثليين، والصودا، والكلور» بتكلفة 120 مليون دولار، كما وافق على التخطيط للمنطقة وفقا لاحتياج الاستثمار الصناعى ومنح الأرض بالمجان لمجمع الهيئة العامة للاستثمار بعد دراستها قانونيا.