الحرب النفسية لـ«داعش».. تقتل «العبادي» وتتبنى عمليات الإخوان في مصر

الأحد، 06 نوفمبر 2016 02:39 م
الحرب النفسية لـ«داعش».. تقتل «العبادي» وتتبنى عمليات الإخوان في مصر
حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي
سارة الحارث

التكبيرات التي أطلقها تنظيم «داعش» الإرهابي من مساجد نينوي والحويجة، أمس السبت، على وقع الرصاص احتفاءً بخبر وفاة رئيس الوزراء العراقي، الذي نشره التنظيم نفسه، يدخل في سياق الحرب النفسية؛ خاصة إذ ما وضعت ذلك بجوار بثه لأخبار كاذبة عن فرضه للسيطرة على مناطق القيارة جنوب الموصل، وقضاء الشرقاط شمال محافظة صلاح الدين.

لم يكن هذا الموقف هو الأول الذي يلجأ فيه «داعش» إلى نشر أخبار غير صحيحة، إذ يضع التنظيم من ضمن استراتيجياته «الحروب النفسية»، واستخدم هذه النوعية من الحروب في نهاية 2014 عندما نشر مقاطع فيديو لمعارك قال إنها على حدود العاصمة العراقية بغداد لإرهاب أهلها، لكن الأهالي ردوا على هذه الحملة، بحملة مضادة حملت اسم «بغداد بخير».

في موقف آخر، خرجت وزارة الدفاع الأمريكية في تقرير لها خلال يناير 2015، حمل عنوان «داعش ينشر إشاعات كاذبة»، واعتمد التقرير على رصد المواقف التي كذب فيها التنظيم بغرض خداع خصومه.

على المستوى المصري، كان للتنظيم شائعات أراد منها الزعم بتمدده ليس في سيناء فقط ولكن في محافظات الجمهورية على اختلافها، وكان ذلك في عملية حلوان مثلًا، التي وقعت في مايو 2016، واستُهدف فيها حافلة لأفراد شرطة، وقتها أعلنت ما يعرف بـ«ولاية سيناء» عن تبنيها للعملية، رغم بيان التبني الذي أصدرته حركة إخوانية تدعى «المقاومة الشعبية».

التضارب في تحمل مسئولية العمليات الإرهابي بين ممثلي «داعش»، واللجان النوعية الإخوانية في مصر لا يتوقف عند عملية حلوان، إذ تمدد ليطول عملية الهرم الإرهابية، لا سيما الصراع بين جماعة أجناد مصر، وأنصار بيت المقدس، على مسؤولية عملية تفجير عبوات بدائية في محيط قصر الاتحادية.

واقعة تفجير أبراج الكهرباء بمحافظة الجيزة، هي الأخرى كانت محل خلاف، عندما تبنى «داعش» في بيان منسوب لـ«ولاية سيناء» العملية، انسحب بعد ذلك من المشهد بحذف البيان من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعلن ما تعرف بـ«العقاب الثوري» مسئوليتها.

حرب نفسية أم ارتباط مشبوه
بقراءة المرات التي دخلت فيها حركة إخوانية في صراع مع فرع «داعش» في مصر على تبني عملية إرهابية، يبدو لك في البداية أن قطيعة تامة تربط بينهما، لكن قراءة أخرى قدمها محللون تقول إن لعناصر الإخوان تفاهمات مع تكفيري سيناء وصلت حد الاتفاقات الخفية التي تبدو لك كخلاف.

فيقول المحللون، أن كل مرة تبنت فيها حركة إخوانية لعملية إرهابية كان «داعش» يعلن تبنيه لنفس العملية ما يسمح للإخوان الإفلات من شبهة العنف المعلن.

ويفهم ذلك في سياق تقرير «جنكنز» البريطاني، الذي اختص بتوضيح وجهة النظر البريطانية من جماعات الإسلام السياسي، وكانت جماعة الإخوان تعطي أهمية بالغة لهذا التقرير؛ يفسرها الاحتضان البريطاني للإخوان، ما يعني أن الجماعة كانت تخشى تصنيفها ككيان إرهابي ومن ثم تفقد الداعم الأوروبي الأول لها، وفي سبيل ذلك حرصت الجماعة على إبعاد نفسها عن أي شبهة إرهابية عبر دفع «ولاية سيناء» إلى الصدارة كجماعة إرهابية تتبنى جميع العمليات النوعية.

القراءة السابقة لا تتعارض مع احتمالية أن يكون صراع «ولاية سيناء» على تبني أي عملية إرهابية هو أن الولاية المزعومة تسعى للتأكيد على تمددها من خلال التباهي بعمليات نوعية «حرب نفسية»، وبالتالي يمكن فهم هذا السيناريو وهو «محاولات البقاء لداعش»، مع سيناريو «الخوف الإخواني من تهم الإرهابي»، بأن الاثنين تمكنا عبرهما من تحقيق مصالحهما وإن أظهرا للعلن الصراع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة