خبراء: خطة الحكومة لتنشيط السياحة «فشنك»

الأربعاء، 02 نوفمبر 2016 01:17 ص
خبراء: خطة الحكومة لتنشيط السياحة «فشنك»
صورة ارشيفية
إسراء طنطاوي

بعكس ما يعتقد الجميع، من أن تدهور صناعة السياحة في مصر، كانت بدايته الأزمات التي تعرضت لها مصر وأعقبت أحداث العنف والإرهاب، منذ أحداث يناير 2011، بل أنه جزء من الفشل الذريع لإدارة الحكومة للملف السياحي، سواء كانت سياحة شاطئية أو تاريخية أو علاجية.

وأوضح عدد من الخبراء، أن محاولات الحكومة الساعية لتنشيط السياحة، جاءت بعكس المرجو منها، بعد أن فشلت في إقناع الجمهور الدولي، نتيجة تحرك وزارة السياحة وهيئة التنشيط السياحي، بشكل عشوائي مفرغ من أي خطة، تحترم عقليات وذوق السائح المستهدف.

الاعتماد على السياحة الروسية

ومن جانبه أكد باسم حلقة، نقيب السياحيين، أن المطالب الروسية التي أعقبت حادث الطائرة المنكوبة، هى مطالب مشروعة تمامًا، ومن حق الدولة الروسية التأكد من سلامة رعاياها، ولكن تأخر الحكومة في تنفيذها أدى إلى تدهور السياحة المصرية، خاصة وأن السياح الروس يمثلون 60% من حجم السياحة في شرم الشيخ والغردقة.


وأضاف «حلقة» في تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة» أن الحكومة المصرية أوشكت على الانتهاء من هذه المطالب، على الرغم من وعود وزير السياحة يحيى راشد بعودتها في أكتوبر المنصرم. 

في حين أوضح مجدي البنودي، الخبير السياحي الدولي، أنه كان من الصعب على الحكومة إيجاد بديل للسياحة الروسية، ولكنها اتجهت للسوق البولندية والتشيكية، بالإضافة إلى بيلاروسيا التي بدأت رحلاتها إلى شرم الشيخ والغردقة، في محاولة لإنعاش السياحة المصرية مرة أخرى.

وأكد مجدي سليم، الخبير السياحي، أن تدهور السياحة المصرية «حقيقة واقعية»، موضحًا أن حتى نهاية شهر الحالي، بلغ عدد السياح 3 ملايين سائح فقط.

وأوضح في تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة»، أنه بنهاية العام الحالي -في حالة وصول 2 مليون سائح آخرين-، سيبلغ إجمالي عدد السائحين 5 ملايين فقط في عام 2016، وهو ما وصفه بـ«الأقل على الإطلاق» بالنسبة للأعوام الماضية، ما يؤكد وجود تعثر شديد في قطاع السياحة

خطة الحكومة «الفشنك» لعودة السياحة

وصف مجدي البنودي، الخبير السياحي الدولي، في تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة»، خطة الحكومة الاستراتيجة، التي أعلن عنها وزير السياحة، والتي سميت بـ«6×6» بـ«الفشنك»، والتي أكد فيها الوزير الاعتماد على 6 محاور استرتيجية في 6 شهور لجذب 10 ملايين شاهد، والتي لم تجن ثمارها حتى الآن، لافتًا إلى أنها أثبتت قلة خبرة وزير السياحة وكذلك وزير الطيران، وعدم وجود رؤية مستقبلية لديهم.

وكذلك أكد مجدي سليم، الخبير السياحي، أن الخطة لم تحقق الهدف المرجو منها، خاصة بعد وقف بعض الدول الطيران المدني المنتظم وليس العارض فقط.

فيما استنكر باسم حلقة، نقيب السياحيين، عدم وجود خارطة طريق واضحة لدى الحكومة المصرية لمواجهة الأزمات، والتي ظهرت فشلها عقب حادث الطائرة الروسية، فضلًا عن القطاعات التي تخدم على السياحة، والتي تعمل كل منها في «جزر منفصلة» - على حد قوله.

68 مليون دولار أهملتهم شركة «جي. دبليو. تي» للدعايا السياحية

استنكر مجدي البنودي، المستشار السياحي، تعاقد وزارة السياحة مع شركة «جي. دبليو. تي» للدعايا السياحية المصرية، والتي خصصت لها الدولة مبلغ 68 مليون دولار، لتنفيذ حملات دعائية في 27 سوقًا سياحيًا بمختلف الدول، قائلًا: «كلنا اعترضنا عليها، مينفعش يبقى فيه شركة واحدة برؤية واحدة هي اللي تنظم الدعايا»، مضيفًا أن كل الأسواق السياحية تختلف من بلد لآخر.

وتابع: «كان من المفترض أن الحكومة تجيب شركة دعايا من كل بلد تتحدث لغة أهل البلد وتختار الطريقة الأمثل اللي تناسبهم، وتعمل على تحسين صورة مصر بالخارج»، موضحًا أن هيئة تنشيط السياحة فشلت هي الأخرى في تحسين صورة مصر السياحية في الخارج.

فشل التنسيق بين الوزارت وإيجاد البدائل

أكد «البنودي» أن الفشل في التنسيق بين الوزرات خاصة السياحة والطيران، هو السبب في زيادة تدهور السياحة، قائلًا: «هو السايح عايز أيه غير كرسي في طيارة وغرفة في فندق»، في إشارة إلى ضرورة التنسيق بين الوزراتين لخدمة السائح وتحسين الخدمة المقدمة له.

وأوضح مجدي سليم، الخبير السياحي، أنه كان من الفترض تفعيل المجلس الأعلى للسياحة برئاسة رئيس عبدالفتاح السيسي، والذي كان سيضم بالضرورة كافة الوزارات للعمل على تحسين الخدمات المقدمة للسائحين، بداية من الطيران وحتى وسائل النقل والأثار، مؤكدًا أن جميع الوزارات يجب أن تخدم بعضها البعض.

وعن إيجاد بدائل للسياحة، أشار باسم حلقة، إلى أنه كان على الدولة توفير المبالغ الطائلة التي أنفقتها على الدعاية التي لم تلق النجاح المطلوب، واستغلالها في استضافة عدد من الكتاب والإعلاميين من مختلف الدول الأجنبية، لقضاء أسبوع سياحي في مصر ونقل الصورة لبلدهم بكتاباتهم وأعينهم، كذلك اجتماع وزير السياحة معهم لمعرفة أرائهم ورؤيتهم لتحسين الخدمات والمقدمة.

كما شدد مجدي سليم، على ضرورة توقيع بروتوكول بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة السياحة، واللجنة الأولمبية والمسئولة عن البطولات الرياضية العالمية، والسعي لاستضافتها بمختلف المدن السياحة لمصر، والتي ستمثل دخل سياحي آخر لمصر، لوجود جماهير مشجعة للدول المستضافة، إلى جانب إعلامهم الذي سينقل بالضرورة صورة مصر للخارج، وفي نفس الوقت سيكون مصدر دخل جديد للسياحة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق