دراسة أوربية تؤكد: نهاية حركة طالبان «وشيكة»
الإثنين، 31 أكتوبر 2016 12:43 ص
أفادت دراسة حديثة صادرة عن مركز برشلونة للشئون الدولية «CIDOB» بقرب نهاية مصدر التوتر الأول في إلإقليم الآسيوي "حركة طالبان"، متناولة مستقبل الحركة عقب مقتل زعيمها الملا أختر محمد منصور شاه محمد، في ظل المتغيرات الدولية والتنظيمية، وتأثير ظهور حركات وتنظيمات إسلامية جديدة في دول منطقة الشرق الأوسط، كاشفة النقاب عن حقيقة وفاة الملا منصور، وموضحة التطورات التي سوف تلحق الحركة خلال الثلاث سنوات القادمة، وتضاؤل دورها على المستوى الإقليمي.
وبينت الدراسة أن مقتل الملا أختر منصور تم عن طريق تعقب القوات الأمريكية له في أفغانستان، وعقب تحديد موقعه أطلقت طائرة بدون طيار من جانبها صبيحة يوم 21 مايو 2016، لتعلن الحركة عن مقتلة في هجوم مستهدف.
وأشارت الدراسة إلى أنه تم إختيار الزعيم الجديد للحركة وهو الملا "هيبة الله آخونزادة"، لتبايعه الحركة على أنه "أمير المؤمنين الجديد"، دون إبداء الأسباب، مركزة الدراسة حول الزعيم الجديد واصفة إياه بـ"الرجل الطاعن بالسن" وقليل الخبرة بالأمور السياسية، وأنه غير معروف في الأوساط الخارجية، على النقيض من سلفه السابقين ومنافسيه، حيث أنه رجل دين يعيش حياة بسيطة ولايعبأ بالأمور السياسية، ما ينذر بمستقبل غير واضح المعالم لها، والأغرب أن أسباب اختياره من بين المتنافسين معه جاء بدون أسباب معروفة، مؤكدة الدراسة أن هناك أسباب تعرفها طالبان وحدها.
وأوضحت الدراسة أن فرص اختيار الملا "هيبة الله" كانت ضئيلة بين منافسيه "سراج الدين حقاني، والملا يعقوب" ابن الملا عمر، بسبب عدم معرفته بالأمور السياسية، ولكن عادت الدراسة لتؤكد أن اختياره جاء بناءا على هذه الخلفية، لإفساح مجال بحدوث تصدعات وتمرد وانشقاقات داخل الحركة، ومن ثم تخرج كيانات منشقة عنها، لتهدد بانهيارها عما قريب، ولكن لن يحدث ذلك بين عشية أو ضحاها.
وطرحت الدراسة اتجاه آخر في إختيار الملا هيبة الله، وهو أنه رجل دين عالم بالحديث وله ميوله الصوفية، وله أتباعه ومريديه، وهو مايضفي للحركة شرعية، بالإضافة إلى التواصل مع الصوفيه في دول العالم الإسلامي باعتبارها تشكل الطائفة الكبرى بين المسلمين، غير أن الدراسة عادت لتقول بأن هذا الإتجاه ضعيف وغير محتمل.
وأشارت الدراسة إلى أن طالبان تقوم باختيار نوعين من القادة: الأول من يضفي للحركة مستوى عال من الشرعية، والثاني: من لديه شعبية كبيرة تساهم في المشاركات، والموارد المالية، والأسلحة، والحلفاء، وشبكات الدعم، والنوع الثاني لايتوفر في هيبة الله.
فيما قارنت الدراسة بين الملا هيبة الله، وبين سراج الدين حقاني، ابن الزعيم الأفغاني جلال الدين حقاني، وهو رجل عسكري سياسي من الدرجة الأولى، وقائد لشبكة حقاني المصنفة أميركيا كأخطر شبكة مسلحة تهدد الولايات المتحدة في أفغانستان، ومطلوب أميركيا، حتى أن الولايات المتحده رصدت مكافأة ٥ ملايين دولار لمن يبلغ عليه.
واختتمت الدراسة بتأكيدها على أن مستقبل طالبان في المنطقة بات غامضا، خاصة وأن هناك تنبؤات بحدوث تصدعات داخلية وشيكة الحدوث، بسبب قلة مواردها المالية، بينما نفت الدراسة إدعاءات القوات الأفغانية والأمريكية التي ستخرج عقب تصدعها، بأن التدخل العسكري هو الذي فككها، هو أمر غير صحيح، فحركة طالبان لازالت قوية حتى الآن، وسرقوتها يكمن في شبكة دعمها، فإذا توقف الدعم تفككت الحركة.
الدراسة أجراها الباحث "مالايز داود"، باحث مشارك في مركز برشلونة للشؤون الدولية، ومن فريق الباحثين في الحركات الإسلامية بالمركز، وأحد باحثين الدكتوراة في مؤسسة "بيرغوف" جامعة برلين، وشغل منصب رئيس أركان الرئيس الحالي لأفغانستان حتى عام 2011، قبل أن ينضم إلى مركز برشلونة للشؤون الدولية، وترأس سابقا جمعية التنمية الأفغانية، ومعهد تقارير الحرب والسلام، وعضو مؤسس في المؤسسة الأفغانية "الشباب من أجل الوحدة".