غربان «داعش» المهاجرة تحاول التسلل إلى سيناء.. وخبراء يحذرون من عودة عناصر التنظيم بعد هزائم «الموصل»

الأحد، 30 أكتوبر 2016 05:00 م
غربان «داعش» المهاجرة تحاول التسلل إلى سيناء.. وخبراء يحذرون من عودة عناصر التنظيم بعد هزائم «الموصل»
داعش
هناء قنديل

أدت العمليات الحربية الجارية في العراق لاستعادة محافظة الموصل، ثاني أكبر المحافظات العراقية، من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، إلى تغيرات عميقة، لا سيما بعد عمليات الهروب الجماعي لعناصر التنظيم، بقيادة أبو بكر البغدادي، إلى خارج الحدود العراقية.

ومع تزايد الضغوط على التنظيم، جراء توالي العمليات التي تستهدف تطهير العراق منه، يبدو التساؤل عن مستقبل عناصره، وماهية وجهتهم المقبلة من الأهمية بمكان، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن أكثر من 55 ألف من عناصر التنظيم ثبت بالفعل مغادرتهم الحدود العراقية، دون أن يمكن تحديد وجهتهم الحقيقية، ويرى المراقبون أن العدد الأكبر من هذه العناصر سيحاولون بشتى الطرق إيجاد موطئ قدم جديد لهم في المنطقة، بينما سيغادرون آخرون إلى بلادهم الأصلية.

وسواء كان المصريون من عناصر التنظيم سيعودون إلى مصر باعتبارها بلدهم الأصلي، أو سيتوجه من يريد منهم الحصول على مأوى قريب من العراق وسوريا؛ على أمل العودة من جديد، تبقى درجة خطورة هؤلاء جميعا عالية جدا، وتستحق طرح السؤال التالي للمناقشة، هل ستكون سيناء مقصدا لذئاب داعش المنفردة؟، وكيف سيدخلونها؟، وهل يمثل ذلك دعما يمكنه أن يعيد إحياء الجماعات العاملة على الأرض بالفعل مثل تنظيم أنصار بيت المقدس، وولاية سيناء، ولواء الثورة وغيرهم؟.

حذر منير أديب، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، من احتمال حدوث تغير نوعي في الأوضاع الميدانية بشبه جزيرة سيناء، بعدما تم رصده من هروب جماعي لعناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، من جحيم المعارك الدائرة في الموصل بالعراق، موضحا أن فلول داعش يستهدفون دخول سيناء، هربا من الأوضاع في العراق، وسوريا، وأملا في أن تدعم الجماعات التي تنتمي للتنظيم، والعاملة في سيناء، بعد الضربات الموجعة التي وجهتها لهم القوات المسلحة المصرية، والتي يكاد معها التنظيم أن ينهار هناك.

ولفت إلى أن تنظيم داعش يضم ما يقرب من 86 ألف مقاتل أجنبي، 20 % منهم أوروبيون، و30 % منهم من أبناء الدول المسلمة، والباقين من المحليين في العراق وسوريا، كاشفا أنه تم ضبط 10% من العائدين إلى بلادهم على حدود هذه البلاد، مطالبا الأجهزة الأمنية المصرية بمزيد من اليقظة والحذر الشديدين، من محاولات التدفق المتوقعة، لا سيما وأن عناصر داعش مدربة جيدا على التحرك وفق تكتيك الذئاب المنفردة، والذي تستخدمه تلك العناصر في التحرك، وليس في ارتكاب الهجمات الإرهابية فقط، مضيفا أن قدرة عناصر «داعش» على العمل بهذا التكتيك هو الدافع وراء التحذيرات، لأن هذه الطريقة في التحرك تصعب من مهمة الأجهزة الأمنية في التتبع والرصد، رغم السيطرة الأمنية الكاملة التي حققتها القوات المسلحة في سيناء.

وأوضح أديب أن الأجهزة الأمنية المصرية تمتلك الآن الخبرات التي تمكنها من فهم أسلوب التعامل المطلوب، مع استراتيجية «الذئاب المنفردة» التي يتحرك بها عناصر التنظيم الأرهابي سواء للتخفي والهروب، أو لتنفيذ جرائم إرهابية، وكتلك التي تم خلالها اغتيال العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة المدرعة بالجيش المصري، لافتا إلى أن تنظيم «لواء الثورة»، الذي تبنى عملية اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائي، ليس سوى جزء من الذئاب المنفردة الداعشية، كاشفا عن أن التفكك إلى تنظيمات صغيرة، هو إحدى الوسائل التي تلجأ لها التنظيمات الإرهابية عند تعرضها لضغوط تهدد بقائها، إذ يتم جمع العناصر المشتتة التي تتفق في هدف واحد تحت لواء قيادة جديدة، وترتبط بشكل أقل وثوقا بالقيادة الأم، من أجل تحقيق الأهداف الأصلية للتنظيم، دون الحاجة إلى التواصل العضوي معه، وهذا لب فكرة الذئاب المنفردة.

وبدوره يرى الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء طلعت مسلم، أن تنظيم داعش ليس موجودا الآن على الأرض في سيناء، مشيرا إلى أن العناصر الإرهابية الهاربة من الحرب في الموصل، ستفضل العودة إلى بلادها بشكل منفرد، خاصة وأن هذه العناصر تفكر في إنشاء بؤر جديدة للتنظيم في الدول التي سيعودون إليها، موضحا أن عمليات التسلل المتوقعة من العناصر الراغبة في الدخول إلى سيناء، ستتم في جماعات قليلة العدد يقودهم خبير بدروب الصحراء، مشيرا إلى أنهم يجيدون التخفي والعبور من مختلف المعابر والدروب وحتى المطارات أحيانا، مستعينين بمافيا دولية تدعمها أجهزة مخابرات أجنبية تيسر لهم التنقل.

وشدد «مسلم» على أن من أهم أهداف عناصر التنظيم الداعشي، هو خلق ظهير جديد لهم بجنوب سوريا بعد الضربات الموجعة التي تلقوها في العراق، على أمل أن يتمكنوا من العودة إلى هناك مجددا.

وعن المصريين الذين سيعودون، أوضح «مسلم» أن يقظة الأجهزة الأمنية كفيلة برصدهم، والقبض على معظمهم، أما من سيتسللون منهم دون أن يتم رصدهم فلن يكون لهم تأثير كبير، خاصة وأنهم بالضرورة لن يكونوا من العناصر الخطيرة التي يرصد الأمن تحركاتها حتى وهي خارج البلاد، مؤكدا أن وجود القوات المسلحة بما تملكه من إمكانات هائلة طرفا في المعركة التي تخوضها مصر مع الإرهاب، وعدم الاكتفاء بالشرطة المدنية وحدها يعد من العناصر الحاسمة، منوها بحالة الاستنفار الشديدة على مختلف المحاور الرئيسية للدولة المصرية، وبوجه خاص على الحدود الغربية، والشمالية الشرقية، بوصفهما مصدر القلق الرئيسي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق