صور.. «رأس غارب».. غريق يبحث عن طوق النجاة
السبت، 29 أكتوبر 2016 09:00 م
أهم مدن البحر الأحمر.. فنارها أُسس على يد مصمم برج إيفل.. ولكن عبقريته لم تصفح لها في الوقت الحالي.. مدينة فقدت الثقة في منقذها الأول والأخير.. مياه تحاول- دون رحمة- ابتلاع 7 أشخاص بعدما انتصرت على 3 أطفال وسط صراخ وعويل.. صراخ على من ذَهَبَ، وعويل على عدم عودته.. بيوت لم تسلم- هي أيضًا- من جموح السيول.. وأهالٍ وقفت- عاجزة- تشاهد ما يحدث.
سيول رأس غارب.. المدينة التي اشتهرت بفنارها الذي أنشأه المصمم الفرنسي، غوستاف إيفل، والذي أُطلق برج إيفل على اسمه.. المدينة التي أصبحت حديث مصر والعالم في عدة ساعات، بعد حدوث كارثة السيول، والتي راح ضحيتها 10 أشخاص من بينهم 3 أطفال.
«أصبحنا كالغريق يبحث عن طوق النجاة».. هكذا بدأ أحمد علي، محامٍ، أحد أبناء البحر الأحمر حديثة، مشيرًا إلى أن- كما يطلق عليها- «مدينة البحار»، أصبحت كالغارق تبحث عن «قشة النجاة»، قائلًا: «أظلمت مدينة البترول على حين غرة.. وصاحبها هطول غزير للأمطار»، موضحًا أن الأمطار حجبت عنهم الوصول إلى منازلهم أو مقرات العمل، وتابع: «السيارت اختفت تحت الأمطار».
محمد عادل، 30 عامًا، وأحد أبناء البحر الأحمر، يردد في حسرة: «بعد الهطول الغزير للسيول شعرنا وكأننا نرى تسونامي جديد»، موضحًا أن السيول تسببت في حبس المواطنين داخل سياراتهم، قائلًا: «أصبحنا حبيسي الطرق»، مشيرًا إلى أنهم لم يجدوا ملجأ للاختباء به من «تسونامي البحر الأحمر».
«هربنا لأسطح العمارات.. علشان منغرقش.. أصل الأدوار المنخفضة كلها غرقت والناس كانت بتحاول تجري في الشارع أو تطلع أسطح العمارات هربًا من الأمطار»، تبدأ أماني خيري حديثها، إحدي بنات البحر الأحمر، مشيرة إلى أن السيول أغرقت المدينة عن بكرة أبيها، وبحزن يغمر عينيها قبل أن يظهر في صوتها تقول: «فوق أسطح العمارات شهدنا السيارات تجرفها المياه بعيدًا عن الطرقات.. بخلاف جثث أبناء المحافظة».