تقرير بريطاني: "داعش" نجحت فى تهريب أسلحة إلى لندن

السبت، 29 أكتوبر 2016 01:44 م
تقرير بريطاني: "داعش" نجحت فى تهريب أسلحة إلى لندن
داعش
حسن الخطيب


كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن وجود ثغرات أمنية على الحدود البريطانية سمحت بدخول الأسلحة للإرهابيين مما ساعدهم على أرتكاب جرائم إرهابية بالعاصمة لندن.

وقالت الصحيفة أنها حصلت على التقرير من عمدة لندن،  أكد فيه أن هناك أسلحة قد هربت بالفعل لجماعات إرهابية منظمة داخل لندن، وهذه الأسلحة متطورة تسمح لهم بشن هجوما كبيرا على المملكة المتحدة، وأنها قد هربت إليهم من خلال وجود ثغرات أمنية على الحدود البريطانية سمحت لهم بالتواصل مع الجماعات المسلحة الأخرى خارج المملكة، وعقد صفقات على الاسلحة التي يحتاجونها في القيام بأعمال إرهابية.

وأوضحت الصحيفة أن عمدة لندن "صادق خان" حذر من إرتفاع إستخدام الأسلحة النارية في العاصمة خلال فصل الصيف الماضي، مؤكدا على وجود أعمال إرهابية خلال الشهور القليلة القادمة أكثر شراسة من الهجمات السابقة نتيجة الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها تلك الجماعات.

فيما أكد عمدة لندن أن هذها التقرير أعده اللورد "توبي هاريس" زعيم حزب العمال والعضو بمجلس اللوردات، للتحذير من إحتمالية كبرى بوجود عمل إرهابي خطير وكارثي سوف يلحق لندن بضرر شديد، وأن الإستهانة بهذا التحذيرات سوف يكلف بريطانيا كثيرا.

وقد حذر تقرير "هاريس" من أحتضان بريطانيا لجماعة الإخوان المسلمين ومنحهم حق اللجوء السياسي، مما فتح مجالا أوسع أمام التنظيمات والجماعات الإرهابية الأخرى في الدخول لبريطانيا مما شكل خطرا كبيرا على بريطانيا، كاشفا حجم التهديدات التي تواجه بريطانيا من الأسلاميين.

من جهته أكد نائب المفوض البريطاني "نيل باسو" أن الشرطة البريطانية تعاملت مع "550 حالة إرهابية في وقت واحد" وأحبطت بنجاح مالا يقل عن 10 هجمات خلال العام الماضي، منهم ثلاث هجمات تمت في الأشهر الأخيرة، في كل من لندن وبرمنغهام وكارديف، مشيرا إلى أن هناك كبارإلى أن أعضاء بارزين في المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب أكدوا أن التعرض للتطرف قد إنخفض فييما يقرب من 1000 حالة عن العام 2015 من قبل الشرطة.

وكشفت الصحيفة أن تصريحات "باسو" السابقة أثارت المخاوف بشأن حجم التهديدات التي تتعرض لها بريطانيا، مرجحا إعتقاده بأن الإرهابيون سوف يقدمون على ذلك لأن مطمعهم هو رأس المال.

واستند نائب المفوض البريطاني على تقرير "هاريس " الذي قدمه لعمدة لندن أمس الجمعه، والذي كان يعمل رئيسا للهيئة التي أشرفت على شرطة العاصمة، أن الخطر أكثر من ذلك بكثير.

وأشار التقرير أن قوانين بيع الأسلحة خانقه في بريطانيا، لكن كان هناك قلق متزايد بين مسؤولي مكافحة الإرهاب حول زيادة تهريب الأسلحة، فيؤكد تقرير هاريس بزيادة تسجيل حالات الأسلحه المهربة في شهري يوليو وأغسطس هذا العام حيث سجلت شرطة لندن تهريب 202 مقارنة بـ 87 في الأشهر نفسها من العام الماضي، مشيرا إلى أنه في العام 2015، إعترضت وكالة مكافحة الجريمة الوطنية قارب سفر قبالة فرنسا يحتوي على أسلحة نارية موجهة إلى بريطانيا لمجموعة إرهابية منظمة بالمملكة المتحدة للقيام بأعمال إرهابية، محذرا حدودنا ليست آمنة كما ينبغي أن تكون، وينبغي بذل جهود أكبر بكثير لمنع التهريب غير المشروع للإسلاميين وللأسلحة إلى داخل البلاد.

اضاف "سيكون من السذاجة أن نفترض أن لا يحاول الإرهابيون إستغلال أي مواطن الضعف هذه."

واستعرض تقرير الجارديان الأعمال الإرهابية في أوربا، منوها إلى الهجوم الذي حدث بالرصاص والقنابل المتعددة في نوفمبر من العام 2015 وتبنته وقتها الدولة الإسلامية ضد باريس والذي اسفر عن مقتل 130 شخصا في دقائق معدودة.

من جانبها علقت وزارة الداخلية البريطانية على تقرير "هاريس" قائلة "لدينا ضباط خبراء على الحدود، مع إستخدام التكنولوجيا المتقدمة لوقف تهريب الأسلحة إلى المملكة المتحدة ونعمل على معلومات استخباراتية من مجموعة من المصادر المحلية والدولية لمنع استغلال الحدود.

واختتمت الصحيفة تقريرها بتوصيات تقرير "هاريس" والتي شملت دعوات تشديد الحدود لسد الثغرات الأمنية، بما في ذلك الموانئ البحرية، كما أوصى التقرير بمنع استقبال المرضى من أنحاء العالم القادمين للعلاج إلى بريطانيا لآن أغلب الإرهابيي يقومون بهذه الحيلة للحصول على تأشيرة دخول إلى لندن، موصيا الأطباء أن أي مريض وافد تظهر عليها علامات التطرف يقوم بإبلاغ الشرطة، كما دعا بعض قادة الشرطة "يجب على وزارة الداخلية العمل مع وزارة الصحة في هذا الشأن".

كما شملت التوصيات حماية جميع المدارس والجامعات في لندن، فينبغي أن يعين محافظ مسؤول عن ضمان الإستعداد الأمني ضد الإرهاب، وأن تطلب من جميع المدارس والجامعات بأن يكون لديها خطط تأهب كاملة في المكان، مع إبراز المتطلبات التي يحتاجونها، وينبغي أن يضمن رئيس البلدية تنفيذ هذه الخطط في مختلف مدارس لندن ".

وطلب تقرير "هاريس" في توصياته بأن يكون لعمدة لندن مقعد على طاولة لجنة الأزمة بالحكومة، كما أشار بضرورة تعزيز الدوائر التلفزيونية المغلقة مع قادة الشرطة لزيادة فرص الحصول على صور حية من الكاميرات في حال وقوع أزمة، كما يجب فرض قيود صارمة على الطائرات بدون طيار، وسط مخاوف من أنها يمكن أن تستخدم لشن هجوم محمولة جويا، ووضع حواجز كثيرة لإيقاف هجوم الشاحنات مثل تلك التي حدثت في نيس بفرنسا، هذا العام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق