«التيار الصدري».. العنصر الفاعل في المعادلة العراقية

الجمعة، 28 أكتوبر 2016 07:21 م
«التيار الصدري».. العنصر الفاعل في المعادلة العراقية
حسن الخطيب

هو تيار سياسي وديني .أسس تنظيما عراقيا شيعيا مسلحا..... إتخذ طريقا مغايرا عن المرجعيات الشيعية الأخرى منحازا للفقراء.... أدبياته الفكرية ترفض العنف... وبالرغم من أنه تيار شيعي إلا أن علاقاته بالسعودية طيبة...أعلن رسميا لمقاومته القوات الأميركية عقب غزو العراق .... واشتهروا بـ"الهوسات" التي يقيمونها في مدح الصدر مع قفزهم في الهواء.... إنهم التيار الصدري.

نشأته

ظهر التيار الصدري لأول مرة، في زمن المد الوهابي في العراق، عقب إرتكاب أحداث كربلاء في العام 1802، ليقف أمام المد الوهابي بالعراق، وليشكل التيار الصدري الأول، ثم عاود الظهور مرة أخرى على يد مؤسسه محمد باقر الصدر، المرجع الديني العراقي الشيعي، ومؤسس الدعوة بالعراق، وكان يطلق عليه إسم "الحوزة الناطقة" ردا على حوزة السيستاني التي إختارت عدم الظهور فسميت بـ"الحوزة الصامتة"، ويستند التيار في تكوينه على مرجعية محمد باقر الصدر المرجع الوحيد الذي نزل إلى القاعدة الشعبية، وعقب مقتل مؤسسه باقر الصدر في العام 1980 على يد القوات العراقية، بأمر من الرئيس العراقي وقتذاك صدام حسين، أصبح صادق الصدر ابن باقر الصدر هو إمام الحوزة الناطقة، وظلت تؤدي عملها بالعراق في مقاومة حزب البعث، حتى توفي صادق الصدر في العام 1990، ليصبح مقتدى الصدر إماما للحوزة، ويشرع في تسميته سرا بالتيار الصدري، بعد الإحتلال الأمريكي للعراق في 2003، ظهر التيار الصدري لأول مرة بهذا الإسم بعد تخليه عن إسم الحوزة الناطقة، وظل يقاوم قوات الإحتلال في العراق، بالإضافة للقوى الشيعية الأخرى، وبرز التيار كقوة جماهيرية عربية شيعية، كان مُستهل أعمالها قتل عبد المجيد الخوئي في النجف وتصفيته، باعتباره أحد المتهمين بقتل صادق الصدر.

تأسيس لجيش المهدي

تشير دراسات الحركات الإسلامية إلى أن جيش المهدي تأسس عام 2003 بعد تدخل القوات الأمريكية بالعراق بثلاث شهور، لكن الحقيقة أن تأسيس جيش المهدي قبل ذلك، فبعد قيام الجمهورية في إيران وأثناء الحرب العراقية الإيرانية تأسس ما يسمى بفيلق الفجر متخذا من قاعدة "ديزفول" في إيران مقرا له لاستقطاب وتدريب الهاربين من العراق، ثم حدث إنشقاقا لفيلق جديد سمى نفسه بـ"فيلق القدس" وأصبح مشرفا على عمليات العراق، وارتبط بشكل مباشر مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، وقام بتدريب العناصر الهاربة من العراق وإدخالهم كلية القيادة والأركان، وعقب تخرجهم أصبح غالبيتهم قادة مليشيات، وبعد احتلال العراق عادت تلك العناصر من إيران، وبالتعاون مع القوات الأمريكية قاموا بأعمال تخريبية مع جماعات أخرى، وفي العام 2003 أعلن مقتدى الصدر في خطبته بمسجد الكوفة عن تشكيل جيش المهدي, معلنا أنه جيش عقائدي للدفاع عن العراق ضد الأمريكان، وسماه "جيش المهدي" نسبة للعقيدة المهدية التي ترى أن المهدي المنتظر وهو الإمام الاثنى عشر "محمد بن حسن ألعسكري" ابن الخمس سنوات الذي اختفى في السرداب، وسيعود بعد أن يعم الأرض الفساد والظلم ليغير الواقع ويملأ الدنيا عدلا بعد أن ملئت جورا وظلما يسانده في ذلك أتباعه من جيش المهدي.

التيار الصدري والسنة

إرتكب التيار الصدري عن طريق جيش المهدي في حق السنة عدة جرائم بعد تفجيرات مراقد العسكريين في سامراء، وشنوا حملات إبادة جماعية لأهل السنة في المدن العراقية، كما قام بتصفية الفلسطينيين المقيمين في العراق، وهجر المسيحيين، واستمر هذا الأمر حتى هزم في معركة صولة الفرسان مع القوات العراقية بالتعاون مع القوات البريطانية والأمريكية في زمن المالكي بسبب الصراع الشيعي الشيعي سنة 2008 بمدينة البصرة، فتخلص العراقيون من جرائم جيش المهدي وهرب مقتدى الصدر إلى إيران، لتكتمل الخطة الإيرانية في اصطياد التيار الصدري كما كانوا يخططون، ومع التوجهات القومية كان بعض العراقيين ومنهم حزب البعث القومية على أمل أن يكون التيار الصدري القوة الشيعية المتعاونة مع بقية القوى الوطنية في ضرب المحتل الأمريكي، باعتباره شريك في الوطنية، وصار المسلمين السنة على هذا النحو من باب الوطنية، يريدون شريكا شيعيا غير طائفي، متوسمين ذلك في التيار الصدري.

التيار الصدري وإيران

في مقابل التيار الصدري أسست ايران تيارين هما منظمة بدر والمجلس الأعلى في العراق ليكونوا إمتدادا لها أمام التيار الصدري، الذي يؤمن بولاية الفقيه، فإيران تريد من الشيعة غير الإيرانيين أن يكونوا أتباع لها لا شركاء لمشروعها، لكن سياسة إيران ذات النفس الطويل، أوجدت تعاونا مع التيار حتى يصبح أسيرا لديها فتواصلت مع حسن نصر الله للإستفادة من شعبية مقتدى داخل الوسط الشيعي، وتم التواصل، وشكللا معا جيش المهدي كقوة ظاهرها مواجهة المحتل، ثم ظهرت حقيقتها الطائفية في حرب السنة وتهجيرهم وإبادتهم لصالح المشروع الإيراني، وبعد لجوء مقتدى الصدر إلى إيران، بدأت تنفذ خطتها في تحويل جيش المهدي لقوة ضاربة لصالحها، مرتكبة جرائم توسعية، حتى أعلن معه مقتدى تجميد جيش المهدي، معتمدا على القوة الشعبية والسياسية، وفي غياب جيش المهدي ظهرت قوى عسكرية إيرانية بديلة، وفي العام 2010عاد الصدر للعراق داعما لتيار المالكي فنصره في انتخابات 2010 لنيل الولاية الثانية له، لكنه انقلب عليه في إنتخابات 2014، وقف ضد المالكي مؤيدا
للعبادي.

مشاركته السياسية

للتيار الصدري ممثلين في مجلس النواب العراقي من أبرزهم نصار الربيعي رئيسهم في البرلمان، كما يحمل ممثلون للتيار 6 حقائب وزارية في الحكومة العراقية السابقة التي رأسها الربيعي، كما كان مؤيدا لحيدر العبادي ضد المالكي، وفي ظل البرلمان الحالي دعى الصدر تياره لـ"انتفاضة شعبية" للمطالبة بإصلاحات، كما قام عدد من المتظاهرين أمام البرلمان العراقي بالإعتداء على عمار طعمة النائب بالبرلمان العراقي

التيار والدول العربية

كانت مواقف مقتدى الصدر الخارجية تتماهى مع موقف تياره الطائفي وإيران، فهو يهاجم البحرين لموقفها من الشيعة فيها، ويهاجم السعودية لموقفها من إعدام نمر النمر، كما دعم الحرب على سوريا، وأيد بشار الأسد، لكن مقتدى الزعيم الصدري يسعى للظهور بمظهر الشيعي العربي المعتدل غير الإيراني، فزار قطر والسعودية، وفتح خطوط التواصل بإهتمام شديد مع القوى العربية، ويسعى بالتعاون معهم في الشأن العراقي، إيماناً منه بأن خط العروبة أمتن من أى خطوط أخرى مذهبية، وتسعى السعوديه امد جسور تواصل معه لعلاقته الإيرانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق