ملحم بركات.. «مطرب الضيعة» فى ذمة الله (بروفايل)

منذ نعومة أظفاره في بلدة كفرشيما، لعب والده الذي امهتن مهنة «النجارة» ومارس الفن كهواية، دوراً هاماً في تشكيل وجدان الصبي «ملحم» وحبه للفن، فعندما كان يدندن على العود ويردد أغنيات عبد الوهاب، كانت عيناه تراقب أصابع والده على آلة العود ليتعلّم دور كل وتر فيه، وهو ما جعله عاشقا للعود حتي أيامه الأخيرة، وعندما كان الوالد يتغيب، كان الصبي ملحم يقفز ويلتقط العود ويدندن عليه، فيجتمع الصبية حوله يصفقون، ويلقبونه «مطرب الضيعة».

تأثر«ملحم» بفن الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب جعله يتجه لسماع أغنياته وترديدها في الاحتفالات المدرسية، وهو ما دفعه للالتحاق بعد ذلك بأحد البرامج المشهورة للأصوات الجديدة، وقام باختباره رواد الفن اللبناني الكبار، وتأهيله بعد ذلك بالمدرسة الرحبانية، وكانت من هناك انطلاقته الكبيرة.

صنع المطرب والموسيقار اللبناني ملحم بركات، خلال رحلته في عالم الطرب والتلحين علامات بارزة أستطاع من خلالها أن ينحت الأغنية اللبنانية في ذاكرة المستمع بالوطن العربي، خاصة وأنه قرر أن يغني فقط باللهجة اللبنانية، إيماناً منه بأنه يمثل امتداداً للرحبانية ممن قدموا الأغنية اللبنانية للوطن العربي والعالم.

من أشهر أغانيه، التي شكلت نقط تحول في مسيرته الفنية «يا حلوة شعرك داري»، و«الله كريم» و «يا أسمر»، علاوة علي أغنياته الشهيرة التي قدمها الغناء في فرقة الرحابنة أولها العمل مسرحي قام ببطولته كان مسرحية «الأميرة زمرد»، ومن ثمّ «الربيع السابع» مع الأخوين رحباني، وبعد ذلك مسرحية «ومشيت بطريقي».

خاض غمار السينما وقام ببطولة فيلم «حبي لا يموت» مع النجمة هلا عون، كما أحيا مئات الحفلات فوق المسارح العربية والعالمية.

كانت أولى ألحانه «بلغي كل مواعيدي» ثنائي بينه وبين جورجيت صايغ، ثم ألحان مسرحية «حلوة كتير» للمطربة صباح، ومن بينها: «المجوز الله يزيدو»، و«صادفني كحيل العين»، و«ليش لهلق سهرانين».

تزوج ملحم بركات أولاً من السيدة رندا عازار وهي أم أولاده «مجد ووعد وغنوة»، ومن ثمّ من مي حريري التي أنجبت له «ملحم جنيور»، قبل أن ينفصلا بعد ذلك.

توفي المطرب والملحن القدير ملحم بركات، صباح اليوم الجمعة، 28 أكتوبر 2016، عن عمر ناهز 71 سنة في مستشفى أوتيل ديو في بيروت، لبنان بعد صراع مع مرض السرطان.