«قافلة السلام» تلتقي ممثلي الكنيسة التي ضربها الاٍرهاب في فرنسا

الخميس، 27 أكتوبر 2016 01:36 م
«قافلة السلام» تلتقي ممثلي الكنيسة التي ضربها الاٍرهاب في فرنسا
مجلس حكماء المسلمين

تواصلت اليوم الخميس، فعاليات قافلة السلام الدولية التي أطلقها مجلس حكماء المسلمين للمرة الثانية إلى فرنسا، حيث توجهت إلى مدينة روان «شمال غرب»، التي شهدت جريمة قتل القس جاك هاميل، من قبل أحد المتطرفين، لتقديم واجب العزاء، والتأكيد على أن الإسلام يحرم تلك الأفعال الإجرامية، ويدعو إلى احترام رجال الدين، ودور العبادة، وحرمة إراقة الدماء.

واستقبل الوفد، بحفاوة كبيرة من قبل ممثل الكنيسة، بحضور عدد من القساوسة والراهبات، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات التي تمثل سكان المدينة، في ظل أجواء تعطرها المحبة والسلام، حيث تم تناول العديد من المواضيع والتساؤلات المتعلقة بالحوار الإسلامي المسيحي.

كما توجه وفد قافلة السلام، بعد ذلك، إلى كنيسة سانت اتيان روفري، بمدينة روان والتي تعرضت مؤخرا لاعتداء إرهابي، حيث استقبل الوفد ممثلين عن المدينة، وعددا من الشخصيات الكنسية، والمهتمين بحوار الأديان، وأعربوا عن سعادتهم الغامرة بزيارة ممثلي الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين للمدينة، وتقديرهم لدور الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في دعم التقارب بين الشعوب، واحترام الآخر.

كما نقل الوفد، تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لهم، ورفض الأزهر الشريف، لكل أنواع العنف والتطرف، وتأكيده على نشر روح المحبة والإخاء بين الشعوب، تم اصطحاب الوفد إلى داخل الكنيسة، حيث ألقى رئيس الوفد كلمة أوضح فيها حرمة إراقة دماء الأبرياء، وأكد أهمية التعاون بين أتباع الديانتين للقضاء على الفكر المتطرف.

ثم انتقل أعضاء القافلة، بعد ذلك، إلى كنيسة سانت تريزا حيث التقوا بمجموعة من الشباب المسيحي، والمسلم المهتم، بتعزيز الحوار بين الثقافات واتباع الديانات المختلفة، حيث أوضح الوفد موقف الأزهر الشريف من الأفكار المغلوطة ودوره في تصحيحها، واحترامه لأتباع الديانات الأخرى.

واستمع أعضاء القافلة لتجارب الشباب في التقارب بين الثقافات، وتعزيز أواصر الأخوة على أرض الواقع. أكد الشباب أن مقتل الأب هاميل كان بمثابة الشعلة التي أطلقت طاقاتهم في محاربة الأفكار المنحرفة، والتقارب الحقيقي بين أتباع الديانات المختلفة.

وأثنى الوفد على تلك التجربة الفريدة، وطلب من الشباب تعميمها في مختلف المدن الفرنسية.

يذكر أن كنيسة سانت تريزا قد أهدت للمسلمين في المنطقة أرضًا تابعة لها لإقامة مسجد يؤدون فيه الصلاة، وبالفعل تم تأسيس المسجد الذي حمل اسم "يحيى"، نسبة إلى الشخص الذي بذل جهودا كبيرة في تأسيسه، في مشهد رائع يجسد التقارب بين أتباع الديانتين في تلك المنطقة.

وتوجه أعضاء القافلة، بعد ذلك، إلى الكنيسة التي قتل فيها الأب جاك هاميل، حيث كان في استقبالهم ممثلو الكنيسة، وعدد ممن شهدوا واقعة مقتله، واستمع أعضاء القافلة لشهادات حول شخصية الأب هاميل وكيف كان معطاءً، محبًا للخير، داعيًا للسلام طوال حياته.

كما توجهوا أيضا، إلى المكان الذي قتل فيه الأب هاميل، حيث عبر رئيس الوفد عن مشاعر الأسى التي اعترت علماء الأزهر الشريف، وجمهور المسلمين في مصر وغيرها، عند وقوع تلك الجريمة البشعة، وقدم خالص التعازي للأخوة المسيحيين وجميع أفراد الشعب الفرنسي.

كما اطلع الوفد على عدد من اللوحات الزيتية التي قدمت إلى الكنيسة كنوع من التضامن الإنساني، كان من أبرزها لوحة قدمها أحد المسلمين الفرنسيين، وكان لها أثر بالغ في نفوس رجال تلك الكنيسة.

وفي ختام الزيارة، عقد الدكتور أسامة نبيل، رئيس القافلة، لقاء صحفي مع إذاعة «فرانس بلو» ومع راديو الفاتيكان، وعدد من وسائل الإعلام هناك حول نشاط القافلة في فرنسا.

وفي حفاوة بالغة، استقبل كبير أساقفة مدينة روان أعضاء قافلة السلام، حيث تجول داخل أروقة كاتدرائية «نوتردام دو روان»، شرح فيها تاريخ إنشاء الكاتدرائية، وبعض من التقاليد الكنسية التي تجري داخلها.

وبعد تلك الجولة الاستثنائية، التقى أعضاء القافلة مع كبير الأساقفة في جلسة ودية، توجت بتبادل للهدايا التذكارية من الطرفين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق