البنتاجون يعلن نجاح «داعش» في إستخدام طائرت دون طيار.. محللون يشككون في امتلاك التنظيم لها.. سياسي: لن تصله إلا عبر جهات داعمة.. و«الزبيدي»: تورط أمريكا في دعم الإرهاب إذا ثبت وجودها

الخميس، 27 أكتوبر 2016 01:26 م
البنتاجون يعلن نجاح «داعش» في إستخدام طائرت دون طيار.. محللون يشككون في امتلاك التنظيم لها.. سياسي: لن تصله إلا عبر جهات داعمة.. و«الزبيدي»: تورط أمريكا في دعم الإرهاب إذا ثبت وجودها
صوره تعبيريه
سارة الحارث

يتعرض تنظيم داعش الإرهابي، في هذه الأيام، لتراجعات ملموسة على المستوى السوري والعراقي، ورغم ذلك خرج «البنتاجون» ليقر بنجاح التنظيم في استخدام الطائرات دون طيار، ومضى ممثل وزارة الدفاع الأمريكية في سوريا والعراق، الجنرال ستيفن تاونسند، في مؤتمر صحفي عقد، عبر جسر فيديو، أمس، قائلًا: «داعش يستخدم الطائرات من دون طيار على نطاق واسع، ويقوم بهذا بشكل دائم وإبداعي، وليس من حين إلى آخر».


ويطرح كلام «تاونسند» تساؤلات حول كيفية امتلاك التنظيم لطائرات بدون طيار، في حين تشير أغلب التقارير الصادرة عنه إلى انحصاره مقارنة بالفترات الماضية، فيما يُطرح سؤال الآن عن مسقبل التنظيم حال امتلاكه لهذا السلاح بالفعل.

ماذا تعني الطائرة دون طيار؟

«طائرة دون طيار» أو «الروبوتات الجوية»، هي أسماء للسلاح الذي تحرص الجيوش القوية حول العالم في العقد الحالي على امتلاكه أو تطويره، إن توفرت لها التكنولوجيا.

وكانت فترة الثلاثينات هي الأولى في عهد البشرية، حيث تم استخدامها عسكريًا لأول مرة في 1960، عندما أوشك الوضع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على الانفجار؛ لإسقاط الأخيرة طائرة تجسس أمريكية على الأراضي الروسية.

واحتكر الجيش الأمريكي تكنولوجيا الطائرات دون طيار، عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، إلا أن الوضع تغير في الفترة الأخيرة، وأضحت هذه التكنولوجيا تمتد إلى القطاع العام بعيدًا عن الأغراض العسكرية، مثل استعمالها في مراقبة الطقس والأرض، والاعتماد عليها لمراقبة الحدود، وتوظيفها في مهمات البحث والإنقاذ.

وبجانب الاستخدامات المدنية بقى الاستخدام العسكري لها هو الأهم، إذ أصبحت العديد من الشركات الأمريكية ومراكز الأبحاث تتبنى تطوير هذه الطائرات، وتسعى العديد من جيوش البلدان، مثل روسيا وباكستان وإيران والصين إلى امتلاكها، بعدما كانت محتكرة من قِبل الجيش الأمريكي وبريطانيا وإسرائيل.

هل يملكها داعش؟

تشير التصريحات الأمريكية إلى أن تنظيم داعش بارع في استخدام هذه التكنولوجيا، لكن السؤال كيف وصلته وما أثرها على عمر التنظيم؟.

وشكّك الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في امتلاك داعش لهذه الطائرات، قائلًا: «لو صح هذا الكلام فيجب البحث عن كيفية وصولها إلى داعش ومن مولها؟»، متابعًا أنه من الصعب امتلاك تنظيم إرهابي لهذا النوع من السلاح، خاصة أنه مقتصر على دول بعينها، متسائلًا: كيف لتنظيم أن يصل لهذه الأسلحة وحده؟.

وتطرق «كمال» إلى حتمية وجود جهة تمويل تقوم بتغطية التكلفة وتسهيل وصولها لداعش، قائلًا إنه من الممكن أن يكون التصريح لغرض آخر وهو الزعم بوجود سلاح قوي لدى داعش، ما يبرر هجمات مكثفة في الفترة القادمة تنوي أمريكا تنفيذها.

واتفق معه في الرأي، الدكتور محمد الزبيدي، الرئيس السابق للجنة القانونية لمؤتمر القبائل الليبية، الذي قال إن التنظيم لا يملك كل هذه الإمكانيات التي تمكنه من امتلاك طائرات دون طائرات، مستبعدًا أن يكون لدى فرع التنظيم في ليبيا هذه النوعية من السلاح، قائلًا: «مهما كان التنظيم في سوريا والعراق له مقومات فهي لا تتوافر في ليبيا، وإذا حدث وامتلك طائرات دون طيار فهذا يؤيد تورط أمريكا في تشكيله ودعم بقاءه».

رسول الموت للإرهابيين

اعتادت الولايات المتحدة الأمريكية استخدام الطائرات دون طيار بشكل واسع ضد الإسلاميين المتطرفين في أفغانستان ومناطق وسط أسيا، لكن الأمر أخذ منحنى جديد منذ استهداف مقر إقامة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، فجر الثاني من مايو 2011، إذ كان الحدث كبير واستحق التوقف عنده للتعرف على ماهية هذه الطائرة التي تمكنت من رصد مكان اختباء بن لادن واستهدافه.

واستمر هذا الوضع حتى بعد ظهور داعش ولجوء أمريكا ودول التحالف معها إلى استهداف رؤوس الإرهاب في سوريا والعراق، تحديدًا «الدواعش» منهم، عبر هذه الطائرات.

وتم تصفية حتى الآن أسماء: أبي معتز القرشي، الرجل الثاني في داعش، الذي مات في أكتوبر 2015، ووزير الحرب الداعشي أبو عمر الشيشاني، الذي توفى في مارس 2016، لكن التنظيم أجّل خبر الإعلان عن وفاته لأربعة أشهر، وأبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم داعش الذي أذاع بيان تدشين الخلافة المزعومة، أيضًا كان ضمن القائمة أبو محمد فرقان، وزير الإعلام لتنظيم داعش الإرهابي، الذي مات في سبتمبر الماضي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق