«عروس الغربية».. تتنازل عن الشبكة
الأحد، 23 أكتوبر 2016 06:35 ممحمد الشوبري
«شبكة إيه اللي هنجيبها ما خلاص زمن الشبكة راح.. كفاية علينا الدبلة».. كانت هذه ردود أفعال جولة لـ«صوت الأمة» بين أهالي الغربية، بعد الإرتفاع الجنوني في أسعار الدهب، رغم أن المحافظة من المحافظات التي تتسم بالمبالغة في طلب الذهب، ما يعني أن العروس وذوويها ، فضلا التنازل بشكل مؤقت أمام لهيب أسعار الذهب التي أحرقت جيوب الشباب المقبلين على الزواج.
وأصبح شعار الأهالي «إحنا بنشتري راجل»، حتي تتوالي الطلبات علي بناتهن، بدلا من وقف حالهن ، بسبب شبكة العروس التي يعتبرها كثير من المصريين «هدية العروس».. والتي أصبحت تمثل عائق أمام الشباب في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار.
الحاجة «نوال مرجان» تبدأ حديثها، واصفه ما يحدث مع الشباب بالتعجيز، قائلة: «يعني ايه اقول لشاب لسه في بداية حياته وفي الظروف اللي البلد بتمر بيها، أنا عايز 100 جرام أو بـ100 الف جنيه ذهب»، نادبة حظها «مين اللي معاه فلوس يشتري».
وتقول، إن ارتفاع سعر جرام الدهب أصبح كابوسًا يؤرق حياة كل شاب يفكر في بناء حياة جديدة والتقدم لخطبة فتاة والزواج بها فبعد أن كان مبلغ الـ10 آلاف جنيها تجعل الشاب يتقدم لخطيبته بشبكة يتحدث عنها جيرانها وأصدقائها أصبحت الآن لا تقدر على شراء شيء سوى دبلة وخاتم صغير.
ويقول «أحمد النجار»، شاب من أبناء المحلة الكبرى، يفكر في الزواج أن الحياة في مصر أصبح عنوانها «للأغنياء فقط»، ولذا فإن شبكة العروس وفرحتها بها أصبحت أيضًا من حق الأغنياء فقط مثلها مثل كل شيء في مصر فأصبح الغني فقط هو القادر على شراء شبكة لعروسته وإدخال الفرحة على قلبها أما الفقير فيكتفى بهذه الدبلة التي تكون عنوانا للخطوبة والزواج.
وتوضح الحاجة «فايزة مسعود» أنه مع ارتفاع سعر جرام الدهب بدأ الكثير من العائلات وخاصة في الريف عندنا الأهالي تتراجع عن حجز قاعات أفراح أو صرف نفقات في حفلات الخطوبة والزفاف، ويتم تسجيل قيمة الشبكة في قائمة أعيان جهاز العروس بالجرامات.
وتقول «هالة محمود»، طبيبة، أنها قدمت بعض من مصوغاتها لنجلها الوحيد «مصطفى» خريج كلية الصيدلة، لاستبدالها وشراء شبكة للارتباط بزميلته بعد أن أصر والدها على تقديمه شبكة تليق بها، حيث تريد ووالده أن يفرحا به وتحقيق حلمه بالزواج من الفتاة التي اختارها قلبه فليس لهما غيره في الحياة.
ورصدنا في الجولة، محلات الصاغة والدهب ، التي أصابها الركود تكاما، حيث ينتظر أصحابها حاملي البخور كل صباح لتحل البركة ويأتي عروسين لشراء شبكة.