افتتاح مؤتمر تخطيط إدارة الكوارث في المكتبات والمتاحف بمكتبة الإسكندرية

الأحد، 23 أكتوبر 2016 04:27 م
افتتاح مؤتمر تخطيط إدارة الكوارث في المكتبات والمتاحف بمكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية

شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأحد، افتتاح مؤتمر «تخطيط إدارة الكوارث في المكتبات والأرشيفات والمتاحف»، والذي يقام تحت شعار «تراثنا المعرض للخطر: التحديات وكيفية التعامل معها».

افتتح المؤتمر رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية لمياء عبد الفتاح، وعضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «الإفلا» الدكتور أندرو ماكدونالد؛ ورئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات «اعلم» الدكتور خالد الحلبي.

ويركز المؤتمر بشكل خاص على إدارة الكوارث والتراث الثقافي في الوطن العربي، وكيفية التخطيط المسبق لحفظ التراث في المكتبات والمتاحف والأرشيفات.

وأكدت لمياء عبد الفتاح، أن مركز الإفلا للمكتبات الناطقة باللغة العربية، والذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية، هو مركز إقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «الإفلا»، وهو معني بنشر آخر المستجدات في عالم المكتبات والمعلومات، وما توصل إليه من معايير في مجال المكتبات، والتواصل مع العاملين في مجال المكتبات في العالم العربي وتشجيعهم على المشاركة في أنشطة «الإفلا».

وأضافت أن هذا المؤتمر يهدف إلى وضع تصور أو خطة لإدارة الكوارث في المراكز الثقافية للحفاظ على التراث الحضاري والثقافي، ولذلك فهو يستضيف خبراء من «الإفلا» واليونسكو واللجنة الدولية للدرع الأزرق والذين يعملون في مجال حفظ التراث،ـ بهدف التعرف على خبراتهم وتجاربهم والمشروعات التي يتم تنفيذها في هذا المجال.

وأكدت أن هناك العديد من التحديات في مجال حفظ التراث الثقافي والحضاري خاصة في العالم العربي وإفريقيا، ومنها نقص التمويل وعدم توافر مواد حفظ التراث، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر في التعرف على تجارب وضع الخطط الوقائية لحفظ التراث.

وفي كلمته، قال الدكتور أندرو ماكدونالد، إن الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «الإفلا» يعتبر الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري من أهم أولوياته، فقد وضع خطة استراتيجية جديدة مكونة من أربعة محاور؛ هي المكتبات، ومجتمع المعلومات، المعلومات والمعرفة، الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري، وبناء القدرات والطاقات.

ولفت إلى أن مبادرات ومشروعات «الإفلا» للحفاظ على التراث تتم في إطار ثلاثة محاور؛ أولها تطوير شبكة تضم المراكز المعنية بحفظ التراث حول العالم، وأوضح أن الشبكة تضم حاليا 16 مركز، ويسعى «الإفلا» إلى توسيع الشبكة بهدف الربط بين هذه المراكز وتبادل الخبرات في مجال حفظ التراث وإدارة الكوارث.

وأضاف أن المحور الثاني هو تطوير المعايير الخاصة بالحفاظ على التراث، وتشجيع أفضل ممارسات حفظ التراث في صورة رقمية، مبينا أن «لإفلا» يعمل في مشروع مشترك مع اليونسكو بهدف حفظ التراث الرقمي، ووضع معايير جديدة لصيانة مقتنيات المكتبات، أما المحور الثالث فهو حماية التراث الوثائقي عن طريق التقليل من المخاطر من خلال عدد من المشروعات؛ ومنها سجل المخاطر والذي يعمل على توثيق المجموعات المعرضة للخطر، ومشروع «ذاكرة العالم» الذي يتم بالتعاون مع اليونسكو.

من جانبه، قال الدكتور خالد الحلبي؛ رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات «اعلم»، أن حفظ التراث هو موضوع بالغ الأهمية في هذه الحقبة من تاريخ العالم، فهناك عدد كبير من الأحداث المؤسفة التي طالت المكتبات، خاصة في العالم العربي، مما يهدد التراث العربي، وأكد أن طمس الهوية الثقافية والحضارية للشعوب هو هدف من أهداف أزمات وحروب العالم الحالية.

وقال إنه «إذا كانت الكوارث الطبيعية لا يد لنا فيها، والمخاطر السياسية تفرض علينا فرضا، فإن هناك مخاطر تأتي من داخل المؤسسات لا تقل خطورة عن الكوارث الطبيعية والحروب، وتتمثل تلك المخاطر في العنصر البشري وعدم قدرته على إدارة المؤسسات وإهماله للموارد التي بين يديه، مما يضع هوية الأمة وتراثها في موضع الضياع».

وأكد الحلبي «أننا أمناء على حضارة الأمة، ودورنا هو الحفاظ عليها لتسليمها للأجيال القادمة»، وبين أن التكنولوجيا «أتاحت لنا أدوات تساعد على الحفاظ على ما هو موجود وإتاحته للجيل الحالي في صورة يستسيغها، حيث فتحت الرقمنة آفاقا جديدة للتعامل مع التراث حفظا وإتاحة، ولذلك يجب على العنصر البشري أن يطور من نفسه لاستخدام هذه الأدوات».

وأوضح أن الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات قد أخذ على عاتقه تطوير أداء العاملين في قطاع المكتبات والمعلومات في مجال حفظ التراث من خلال ورش العمل والدورات التدريبية والمؤتمرات، وإنشاء المعايير باللغة العربية وترجمة المعايير العالمية لتصل لجميع العاملين في هذا المجال في العالم العربي.

جدير بالذكر أن المؤتمر يستمر على مدار يومين، لمناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بطرق وتقنيات حماية التراث الثقافي وكيفية وضع خطة لإدارة الكوارث، والتي من شأنها الحدّ من وقوع الخسائر وحفظ التراث، في حال تعرض المكتبات أو المتاحف لمخاطر طبيعية أو ناتجة عن حروب، كما يناقش أفضل الممارسات المُتبعة في التصدي لمثل هذه الكوارث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة