مسؤول بالأمم المتحدة: الإجلاء الطبي من حلب السورية لم يتحقق

السبت، 22 أكتوبر 2016 08:38 ص
مسؤول بالأمم المتحدة: الإجلاء الطبي من حلب السورية لم يتحقق
صورة ارشيفية

فتحت الحكومة السورية الجمعة ممرا آمنا لقوات المعارضة والمدنيين الذين يرغبون في مغادرة الأحياء المحاصرة شرقي مدينة حلب، لكن الأمم المتحدة قالت إن الإجلاء الطبي لم يبدأ كما كان مزمعا بسبب عدم وجود ضمانات للسلامة من قبل الأطراف المتحاربة.

تم الإعلان عن الإجلاء الطبي، وهو جزء من هدنة أعلنتها روسيا، قبل يوم وسط آمال كبيرة من قبل مسؤولي الأمم المتحدة.

غير أن الناطق باسم هيئة الإغاثة الإنسانية بالأمم المتحدة ينس لاركه قال إن "الوضع صعب إلى حد بعيد"، على الرغم من أنه رفض تحديد المسؤول عن انهيار خطط الإجلاء الطبي اليوم الجمعة.

وفي تصريحات إلى الصحفيين في جنيف، قال لاركه إن من غير الممكن أن يبدأ الإجلاء "لعدم توافر الأوضاع اللازمة لضمان التحرك بشكل آمن وسالم وتطوعي".

ومع ذلك، قال مسؤول بالأمم المتحدة لأسوشيتدبرس إن مقاتلي المعارضة يعرقلون عمليات الإجلاء الطبي لأن الحكومة السورية وروسيا تعرقلان تسليم الإمدادات الإنسانية والطبية للمدينة.

وأضاف المسؤول، والذي اشترط التكتم على هويته لأنه من المتوقع أن تصدر الأمم المتحدة في وقت لاحق اليوم الجمعة بيانا رسميا بشأن فشل عمليات الإجلاء الطبي، أضاف أن ثمة جهودا مكثفة جارية في دمشق وحلب وجنيف وغازي عنتاب التركية، في محاولة للمضي قدما في عمليات الإجلاء.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف إن متطرفين على صلة بتنظيم القاعدة في حلب يرفضون مغادرة المدينة عبر الممرات التي شكلتها القوات الروسية والسورية.

وصرح لافروف للصحفيين في موسكو بأن روسيا قلقة بشدة من أن يرفض مقاتلون مما كانت تنعرف بجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة مغادرة المدينة، وذلك رغم إيماءات النوايا الحسنة من قبل موسكو ودمشق.

يمنع مدنيو حلب أيضا من مغادرة الشطر الشرقي الذي تسيطر عليه المعارضة في المدينة من خلال الممرات، حسبما أضاف لافروف.

ونقلت قناة الميادين التلفزيونية مقطعا مصورا حيا من طريق الكاستيلو يظهر جرافات فتحت الطريق. وتوقفت حافلات وسيارات إسعاف إلى جانب الطريق بانتظار نقل الذين يتم إجلائهم.

لكن السكان في شرقي حلب قالوا إن الكثيرين لن يستغلوا الممرات لأنه ليست هناك ضمانات بأن الذين يتم إجلائهم لن يتعرضوا للاعتقال على يد قوات الحكومة.

بحلول عصر الجمعة، لم تر أي عمليات إجلاء بطول الممر في حلب.

وقال محمد أبو رجب، الذي يعمل في مستشفى بشرق حلب وتم قصفها بشكل متكرر على مدار الأسابيع الماضية "لم يغادر أحد المدينة حتى الآن. الناس قلقون من اعتقالهم. ليست هناك ضمانات."

متحدثا عبر الهاتف، قال إن العديد من عمليات الإجلاء يجب أن يتم تنسيقها مع الأمم المتحدة ليشعر الناس أنه بإمكانهم الرحيل بأمان.

كانت روسيا قد أعلنت عن توقف القتال في حلب للسماح بإجلاء مدنيين ومقاتلين فضلا عن الجرحى. ورفض مقاتلو المعارضة العرض، وقالوا إنه ليس جادا.

قبل توقف القتال، تعرضت أحياء روسيا المحاصرة لغارات جوية سورية وروسية لا تهدأ على مدار أسابيع.

في الوقت نفسه، قال مسؤول حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن حلب "مجزرة" وحث مجلس حقوق الإنسان لتنحية "الخلافات السياسية" جانبا للتركيز على المدنيين الذين يعانون هناك.

ألقى زيد رعد الحسين بتصريحاته القاسية في خطاب عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة أمام الكيان الحقوقي المدعوم من الأمم المتحدة المكون من 47 عضوا الجمعة، في افتتاح جلسة خاصة بشأن حلب دعت إليها بريطانيا ودول أخرى بسبب الأزمة في المدينة.

زيد، قال إن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وتحديدا في الجزء الذي يسيطر عليه المتمردون شرقي حلب ومناطق أخرى " تمثل جرائم ذات أبعاد تاريخية".

وأضاف "فشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين ووقف إراقة الدماء سيلاحق كل فرد منا".

ومن المتوقع أن يجري المجلس تصويتا في وقت لاحق اليوم على مشروع قرار يدعو تكثيف الرقابة على الجرائم التي ترتكب في حلب.

وقال أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الامريكي إن الموقف في سوريا وخاصة في حلب "من اكثر المواقف التي نشهدها تعقيدا على الأرض".

وأضاف بلينكن في تصريحات للأسوشيتد برس أمس الخميس على هامش قمة وزارية عقدت في باريس، أنه حتى في ظل الهدنة الإنسانية، رفضت الحكومة السورية السماح بدخول المساعدات الإنسانية لحلب الشرقية وكثير من المناطق المحاصرة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة امس الخميس إن نحو خمسمائة شخص قتلوا أصيب نحو ألفين آخرين منذ شنت الحكومة السورية هجومها في حلب الشرقية في الثالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقال نشطاء وسكان من حلب إنه حتى بعد فتح ممر مواز لطريق الكاستيللو - شريان الحياة لحلب حاليا- نحو الشمال، فإن اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي اندلعا في حي جوبر في دمشق.

وترددت أصوات إطلاق النار والقصف في أرجاء العاصمة السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك أسفرت عن سقوط ضحايا من القوات الحكومية والمتمردين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة