مسلحو داعش يهاجمون كركوك ومحطة كهرباء وسط معركة الموصل

السبت، 22 أكتوبر 2016 08:34 ص
مسلحو داعش يهاجمون كركوك ومحطة كهرباء وسط معركة الموصل
صورة أرشيفية

هاجم مسلحون ببنادق هجومية ومتفجرات أهدافا في مدينة كركوك العراقية وحولها في وقت مبكر الجمعة في هجوم خاطف تبناه تنظيم الدولة الإسلامية ويرجح أنه يهدف إلى تحويل انتباه السلطات عن معركة استعادة الموصل من أيدي التنظيم.

قتل ما لا يقل عن 13 عاملا، بينهم 4 إيرانيين، عندما اقتحم مسلحو الدولة محطة كهرباء شمالي كركوك ثم فجروا أنفسهم.

في غضون ذلك هزت انفجارات عديدة المدينة وجرت معركة بالأسلحة، حسبما قال شهود في كركوك، تحدثوا شريطة عدم كشف هوياتهم خوفا على سلامتهم. تركز معظم القتال على مجمع حكومي في المدينة. وقالوا إن الشوارع هجرت على نحو كبير خوفا من القناصة.

وقال تنظيم الدولة الإسلامية إنه استهدف مقر البلدية. وهو زعم نقلته وكالة أعماق الإخبارية التي يديرها التنظيم ولم يكن ممكنا التحقق على الفور من ذلك.

بث تلفزيون الرضوة الكردي المحلي لقطات مصورة تظهر أدخنة سوداء فوق المدينة في ظل زخات من طلقات الأسلحة النارية. نقل التلفزيون عن محافظ كركوك نجم الدين كريم قوله إن المسلحين لم يستولوا على أي مباني حكومية.

وفي هجوم محطة الكهرباء الواقعة في بلدة ديبيس شمالي كركوك، دخل ثلاثة انتحاريين من تنظيم الدولة الإسلامية المنشأة واحتجزوا 13 عاملا رهينة، حسبما قال الرائد أحمد خضر علي، قائد شرطة ديبيس.

طلب المهاجمون أن يتم أخذهم إلى الإيرانيين الذين يعملون في الشركة. أحد العمال أخذهم إلى الإيرانيين قبل أن يفروا. وقتل المسلحون الإيرانيين والعمال الاخرين، وفجروا أحزمتهم الناسفة عندما وصلت الشرطة، حسبما قال علي.

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي هجوم كركوك، وقال إن أربعة إيرانيين قتلوا وأصيب ثلاثة اخرون، حسبما افادت وكالة إرنا الرسمية. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الإيرانيين استهدفوا في هجمات أخرى أم لا.

تقع كركوك على بعد نحو 170 كيلومترا من مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية، وحيث القوات العراقية تشن هجوما واسع النطاق منذ الاثنين الماضي.

تعد كركوك مدينة غنية بالنفط تبعد نحو 290 كيلومترا شمالي بغدد وتزعم الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان السيادة عليها. واستأنفت القوات الكردية سيطرتها التامة على كركوك في صيف 2014، حينما تدهور الجيش والشرطة العراقيان في وجه الهجوم الخاطف الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية.

في وقت لاحق الجمعة، قال تلفزيون الرضوة إن كل مسلحي تنظيم الدولة الذين شاركوا في هجوم كركوك قتلوا عدا اثنين تحصنا في فندق شيد حديثا، والذي دمره الهجوم، ومن هناك يقاتلون القوات الكردية.

وقال قائد شرطة كركوك، اللواء خطار عمر، إن الاشتباكات لا تزال جارية، دون الاستطراد في المزيد في التفاصيل. ولم تكن هناك أي تقارير عن وقوع ضحايا فيما بين المدنيين أو القوات الكردية في كركوك، ولم يكن من الممكن التحقق على الفور من التقرير التلفزيوني.

وقال كمال كركوكي، قائد بارز من قوات البيشمركة الكردية غربي كركوك، حيث تقع قاعدته خارج المدينة، إن القاعدة تعرضت أيضا لهجوم في وقت مبكر الجمعة. وقال إن القاعدة الآن تحت السيطرة.

وقال إن الدولة الإسلامية تحتفظ بخلايا نائمة في كركوك والقرى المحيطة. وقال كركوكي "ألقينا القبض مؤخرا على واحد وأقر (بأنه جزءا من خلية نائمة)"، مضيفا أن المهاجمين قد يكونوا تظاهروا بأنهم مدنيين نازحين بهدف التسلل إلى المدينة.

وتستوعب المدينة مئات الآلاف من النازحين من المحافظات المجاورة منذ أن استولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من شمال وغرب العراق في صيف 2014، محتلا الموصل، ثاني أكبر مدينة في البلاد.

شنت القوات العراقية والكردية مدعومة بتحالف تقوده الولايات المتحدة، هجوما على العديد من الجوانب هذا الأسبوع لاستعادة الموصل والمناطق المحيطة من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية. والعملية هي الأكبر التي ينفذها الجيش العراقي منذ غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.

وقال مسؤولون عراقيون إنهم تقدموا إلى الآن حتى بلدة برطلة، التي تبعد 15 كيلومترا من ضواحي الموصل، بحلول يوم الخميس.

وعقد الجنرال طالب شاغاتي من قوات النخبة العراقية مؤتمرا صحفيا الجمعة على بعد كيلومتر واحد من البلدة وأصر على أن القوات الخاصة تحكم "السيطرة الكاملة". وقال إن القوات الخاصة تطهر المتفجرات وتكافح بعض القناصة الذين لا زالوا في البلدة. أمكن سماع إطلاق نار عن بعد.

يحمل تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يسيطر على مساحات شاسعة تمد في سوريا والعراق، تاريخا من شن هجمات بعيدة عن الجبهات للفت الانتباه عندما يتعرض لضغط.

في أبريل 2015، أعلنت القوات العراقية تحرير مدينة تكريت وسط البلاد. في الأشهر التالية، استولى مسلحو الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي غربي البلاد ومدينة تدمر شرقي سوريا. وقد استعادت القوات العراقية والسورية المدينتين.

في مكان اخر من العراق، دعا أعلى رجل دين شيعي في البلاد القوات المشاركة في هجوم الموصل إلى حماية المدنيين، كما دعا سكان الموصل، وهي مدينة سنية، إلى التعاون مع قوات الأمن.

وقال آية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة التي تلاها مساعده، "نؤكد اليوم على أحبتنا المقاتلين كما اكدنا عليهم في مناسبات سابقة بضرورة اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع المدنيين العالقين في مناطق القتال والسعي البليغ في ابعاد الاذى عنهم وتوفير الحماية لهم بكل الوسائل الممكنة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق