مكتبة الإسكندرية تشارك في ورشة عمل لمواجهة الفكر التكفيري بتونس

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016 06:28 م
مكتبة الإسكندرية تشارك في ورشة عمل لمواجهة الفكر التكفيري بتونس
ورشة عمل لمواجهة الفكر التكفيري بتونس
أحمد مرجان

افتتحت أعمال ورشة العمل "نحو خطاب ديني لمواجهة الفكر التكفيري وإرساء ثقافة السلام.. تشخيص ومعالجة" التي ينظمها المركزالدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية، بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية، في االفترة من٢٨-٢٩ سبتمبر الجاري، بحضور 40 شخصية من مختلف الدول العربية وممثلين عن مختلف الأديان والطوائف. يأتي ذلك في إطار استراتيجية مكافحة الارهاب والفكر التكفيري التي تتبناها مكتبة الاسكندرية منذ العام ٢٠١٢ داخل مصر وفي جميع الاقطار العربية.

وقالت الدكتورة بدرة قعلول مدير المركز الدولي٬ إن هـذا الملتقى الاقليمي يسعى إلي تأسيس خطاب ديني معتدل لمواجهة ثقافة التهميش والاقصاء، فقد كشفت العديد من الاحصاءات التي قام بها مختصون ما للخطاب الديني المتعصب من دور في تغذية النزاعات سواء بين الديانات السماوية أو داخل الديانة الواحدة، لذا تأتي ضرورة كشف انزلاقات هـذا الخطاب والحرص على تنويع المشاركين للخروج بميثاق تونس للخطاب الديني المعتدل من أجل بناء السلام.

وأضافت قعلول، أنه على الرغم من أن تونس تعد حاليا في نظر العديد هي المصدر الأول للإرهاب٬ إلا أن هذا الملتقى يأمل في تصحيح صورة تونس كمصدر للسلام.

وفي كلمته، أكد الدكتور عبد الجليل بن سليم وزير الدولة للشؤون الدينية، على أن حكومة الوحدة الوطنية في تونس وضعت في أولويات ميثاق قرطاج الاهتمام بهدا الموضوع، داعيًا المختصين من جميع المجالات والاختصاصات الاهتمام بدراسة ظاهرة تصدير تونس لعدد أكبر من الجهاديين إلى سوريا.

وأشار بن سليم، إلي أن الدور الكبير الذي لعبته تونس في التاريخ الاسلامي على مستوى التنظير للتاريخ والأدب وكونها مهد المذهب المالكي، وبالتالي لا يمكنها إلا أن تنشر الإبداع الفكري والحضاري، ورغم الاضطرابات السائدة في المنطقة العربية، إلا أنها من أكثر المؤهلين لإنجاح التجربة الديمقراطية والقضاء على الارهاب، منوهًا إلى المحاولات التي تقوم بها الوزراة لاستئناف الدراسة في جامعة الزيتونة.

ولفت ممثل الجالية الكاثوليكية بتونس أنطونيو ماتنياس، إلى ضرورة ترجمة الأقوال إلى أفعال ومخططات، حيث أن السلام لا يبني من خلال المؤتمرات، كما ذكر أنه في ٢٠ سبتمبر الماضي التقى٢٣٠ فرد من ممثلي الديانات المختلفة في مدينة سيريزي الايطالية من أجل الصلاة للسلام والاتفاق على محاربة الارهاب، وجاء هذا الاجتماع انطلاقا من أنه لا توجد ديانة تريد الحرب والدمار.

وأكد ممثل الجالية الكاثوليكية بتونس، على ضرورة أن تمثل مثل هذه الندوات صوت من لا صوت له وتطالب بحقوقهم باسم المحبة والاخوة، مضيفًا " أنه يجب دعوة المتطرفين التونسيين لمراجعة أفكارهم واحتوائهم للسير في سبيل السلام".

وقال الدكتور خالد عزب رئيس قطاع الخدمات والمشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، إن مثل هذه الفعاليات الثقافية تؤكد على أن العمل العربي المشترك لا زال ممكنًا في ظل تراجع التعاون العربي على مستويات عدة، موضحًا أن الخطاب الديني المعاصر ينبغي له أن يأخذ في الاعتبار السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي نعيشها، ومن ثم يجب علينا بناء فقه الواقع الجديد، أي الاستغتاء عن الخطاب القديم الذي لا يتناسب مع معطيات العصر.

وأشار عزب، إلى وجوب فتح حوار صريح وواضح حول التعايش السلمي في المجتمعات العربية الذي يقوم على مبدأ احترام الانسان وهو من مقاصد الشريعة الاسلامية، متمنيًا من الحضور استغلال فرصة هذا الملتقى للازدياد من المعرفة وتصحيح المغالطات السائدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق