مؤسسات اقتصادية أمريكية تهدد «تريزا ماي» بالانسحاب من بريطانيا

هدد قادة عدد من كبار البنوك ومؤسسات الأعمال الأمريكية في بريطانيا رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بنقل أعمالهم من المملكة المتحدة إلى دول أوروبية أخرى بشكل استباقي إذا لم توضح لهم لندن مبكرا شكل العلاقات المستقبلية بين بريطانيا وبين الاتحاد الأوروبي في أعقاب الانفصال عن بروكسل، حسب ما أكدت صحيفة "التلجراف" البريطانية، اليوم السبت.

وقالت الصحيفة إن التحذير جاء خلال لقاء جمع بين ماي وقادة عدد من مؤسسات الأعمال الأمريكية ومن بينها "جولدن ساكس" و"مورجان ستانلي" و"بلاكروك" الأسبوع الماضي في نيويورك على هامش زيارة رئيسة الوزراء البريطانية لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتكافح المملكة المتحدة، منذ تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" في يونيو الماضي، من أجل الحفاظ على الاستثمارات الأجنبية على أراضيها في جو يسوده الشك حول مستقبل علاقة لندن بالاتحاد بينما لم يتم انطلاق المفاوضات بعد حول هذه العلاقات، وفي مقدمتها حرية انتقال السلع والخدمات وفرص بريطانية في السوق الأوروبية المشتركة ومدى التزامها بنظام الحدود المفتوحة الخاص بحرية حركة المواطنين بين دول الاتحاد.

ووفقا لما نقلته "التلجراف" عن مصادر على صلة بالاجتماع، فقد رفضت ماي تقديم معلومات حول كيفية خوض بريطانيا لمفاوضات "بريكست" مع الاتحاد الأوروبي سوى أن الاتفاق سيكون "في الصالح الوطني"، وهو ما استتبع حديثا صريحا من قادة مؤسسات الأعمال حذروا فيه من عدم إمكانية انتظار الكشف عن النتيجة النهائية للمفاوضات التي من المفترض أن تستمر على مدار عامين ولم تبدأ رسميا، مهددين بنقل أعمالهم ومعها آلاف الوظائف من بريطانيا إلى دول أوروبية أخرى.

وقال مصدر على صلة بالاجتماع في نيويورك للتلجراف" إن "الرسالة كانت واضحة على الأقل من بعض هؤلاء الحضور: إذا لم تستطع تريزا ماي تقديم بعض الوضوح المبكر حول إلام ستنتهي المفاوضات، فإن الطريق الوحيد لتجنب عدم اليقين سيكون انتقال نحو أوروبا - لن يكون هناك وقت للانتظار".

ولا تعد تلك التهديدات الأولى التي تتلقاها ماي من جانب مؤسسات أعمال أو حكومات أجنبية بشأن مستقبل أوضاعها في أعقاب "بريكست"، إذ كانت دول عدة قد وجهت لها التحذيرات نفسه خلال قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في الصين هذا الشهر.