البنتاجون يتعاون مع خصمه الروسي.. استمرار الهدنة بسوريا شرط أمريكا.. إقامة «مركز مشترك» لتقاسم المعلومات في جنيف.. الاتفاق هو الأول من نوعه خلال القرن الحالي.. وعسكريون أمريكيون يحذرون من روسيا

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016 12:08 م
البنتاجون يتعاون مع خصمه الروسي.. استمرار الهدنة بسوريا شرط أمريكا.. إقامة «مركز مشترك» لتقاسم المعلومات في جنيف.. الاتفاق هو الأول من نوعه خلال القرن الحالي.. وعسكريون أمريكيون يحذرون من روسيا
صورة تعبيرية
سمر عبدالله

تستعد وزارة الدفاع الاميركية لبدء تعاون غير معهود مع الخصم الروسي في سوريا، وذلك في حال صمدت الهدنة المعلنة في هذا البلد الذي يشهد حربا منذ خمس سنوات.

وبدأ تطبيق الهدنة في أول أيام عيد الأضحى، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه الأسبوع الماضي في جنيف بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، وفي حال صمدت الهدنة لمدة أسبوع، ستوافق القوات الاميركية على التعاون مع الجيش الروسي في سوريا.

وكرر كيري أنه يعتقد أن الحل الواقعي والممكن الوحيد للنزاع هو حل سياسي في نهاية المطاف، معتبرا أنه من المبكر جدا الخروج بخلاصات حول الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ قبل ساعات.

وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الجميع مستعدون لتطبيق الاتفاق بسرعة إذا تجاوز الأسبوع، لكنهم مستعدون أيضًا للتراجع عنه إذا لم تصمد الهدنة، وأضاف أن هناك خططا كثيرة لكن لم ننتقل للتنفيذ بعد.

إلا أن مسؤولا ثانيًا في البنتاغون قال إنه حتى إذا صمدت الهدنة لسبعة أيام فإن ذلك لا يعني بدء التعاون بشكل تلقائي، وقال إن "المهل قصيرة لكن الريبة كبيرة".


في الوقت الحالي، سيقوم التعاون الأول على إقامة «مركز مشترك» لتقاسم المعلومات حول المواقع التي يمكن استهدافها، وسيكون مقر هذا المركز في جنيف، وسيحرص الأميركيون على عدم اطلاع الروس على مصادر معلوماتهم حول الأهداف المحتملة.

ولن يتم في مرحلة أولى، على الأقل شن غارات جوية مشتركة بين طيارين روس واميركيين إذ سيقتصر تبادل المعلومات على تقاسم لوائح الاهداف.

وتنص الهدنة على أن يمتنع النظام السوري عن الأعمال القتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة، مما يعني أن "جبهة فتح الشام" او "جبهة النصرة" سابقا، وتنظيم الدولة الاسلامية لا تشملهما الهدنة.

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أنه ليس لديه أسباب للتفاؤل إزاء صمود الهدنة، لكن في حال حصل ذلك، يجب العمل على أن يتم ذلك بأفضل شكل ممكن، في إشارة إلى التعاون مع روسيا.

تعاون اقرب
بدأت روسيا تدخلها العسكري في النزاع السوري في 2015 بشن غارات لدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد، في الوقت نفسه، تقود الولايات المتحدة تحالفا من ستين دولة يستهدف جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق منذ عامين.

ولتفادي تحول أي حادث أو تصادم بين المقاتلات الأميركية والروسية، أعد البلدان مذكرات تتضمن الاجراءات اللازمة التي يجب الالتزام بها.

إلا أن الاتفاق الجديد يفترض أن يؤدي إلى تعاون أوثق، فالجانبان لم يتقاسما أبدا أي معلومات حول أهدافهما.

يشير المسؤلون في وزارة الدفاع الأميركية إلى عدم وجود أي سابقة لتعاون مشابه منذ مطلع القرن الحالي، ولا يشعر عدد كبير من هؤلاء المسؤولين بالارتياح إزاء فكرة العمل مع روسيا، التي يرون أن تصريحاتها لا تتطابق مع أفعالها على الأرض.

وقال مسؤول آخر أن الوقائع تتحدث عن نفسها، مضيفًا «سنعلم عاجلا بشكل أو بآخر هل سيلتزمون بالهدنة أم لا، وسنرد بناء على ذلك».

ويخشى المسئولون في البنتاغون ـن تستخدم روسيا «قنابل غير ذكية» أي غير مسيرة وأهدافها عشوائية توقع الكثير من الضحايا بين المدنيين في غاراتها في سوريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة